وزيرة العدل الألمانية: تعلّمنا الدرس من إرهاب خلية يمينية متطرفة

ذكرت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلي أن بلادها «تعلّمت الدرس» من سلسة جرائم القتل الإرهابية التي ارتكبتها خلية «إن إس يو» اليمينية المتطرفة.
وقالت بارلي أمس في برلين في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «حتى اليوم لا يمكن تفهّم عدم قدرة الدولة على رصد أو الحيلولة دون قيام الخلية بقتل أفراد لدوافع عنصرية على مدار أعوام». وذكرت الوزيرة أنه منذ ذلك الحين تغيّرت بعض الأمور، موضحة أن «وعي الشرطة والقضاء صار أكثر حدة واليقظة صارت أكبر». وتابعت أنه يمكن للادعاء العام حالياً إجراء تحقيقات في حالات التطرف اليميني على نحو أسرع من ذي قبل.
وقالت: «سلطات الأمن صارت تتبادل المعلومات على نحو وثيق. الدوافع العنصرية للجرائم صارت منذ عام 2015 دوافع يتم المعاقبة عليها على نحو مشدد في قانون العقوبات».
وأشارت الوزيرة إلى أن الاستعانة بالمخبرين صارت لها حدود قانونية واضحة الآن بناء على مقترح من لجنة التحقيق البرلمانية المختصة بكشف ملابسات خلية «إن إس يو».
تجدر الإشارة إلى أن دور المخبرين في الأوساط اليمينية المتطرفة، الذين يتعاونون مع هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، من الأمور المثيرة للجدل في ألمانيا، حيث رجح المدعون بالحق المدني في قضية «إن إس يو» أن هؤلاء المخبرين كانوا على علم بخطط الاغتيال التي قامت بها الخلية.
وكانت محكمة مدينة ميونيخ قضت أمس بسجن المتهمة الرئيسية في خلية «إن إس يو»، بياته تسشيبه، مدى الحياة بتهمة قتل عشرة أشخاص (9 من أصول تركية ويونانية وشرطية ألمانية)، كما أصدرت أحكاماً بالسجن في حق أربعة متهمين آخرين.
وقالت بارلي: «نهاية إن إس يو لم تكن للأسف نهاية الإرهاب اليميني في ألمانيا... من أكثر الأدلة المحزنة على ذلك هجمات الحرق العمد الكثيرة التي استهدفت نزلاً للاجئين خلال الأعوام الماضية. نحن جميعاً مطالبون ببذل جميع الجهود لمكافحة العنف والعمل من أجل تعزيز التنوع والتسامح».
كما أعربت بارلي عن تفهمها لشعور أسر الضحايا بخيبة الأمل، وقالت: «خلية إن إس يو تسببت لهم في معاناة هائلة، والدولة جرمتهم أنفسهم في التحقيقات. هذا أمر غير مفهوم بالنسبة لي حتى الآن ولا ينبغي تكراره».
وذكرت الوزيرة أن محاكمة خلية «إن إس يو» مجرد جزء من عملية كشف الملابسات بجانب لجان تحقيق في البرلمان الألماني وبرلمانات الولايات، مضيفة أن التحقيقات لا تزال سارية، وقالت: «كشف الملابسات لا يزال مستمراً، لأنه لا يمكن إنهاء هذا الأمر. نحن مدينون لأسر الضحايا كمجتمع ودولة قانون».