محطات في نشأة وسيرة «حكيم طرابلس»

كتاب لبناني عن عبد المجيد الرافعي بعد عام من غيابه

من اليسار إلى اليمين الرافعي وصائب سلام وريمون إده ونقولا الفرزلي في إحدى ضواحي باريس عام 1985
من اليسار إلى اليمين الرافعي وصائب سلام وريمون إده ونقولا الفرزلي في إحدى ضواحي باريس عام 1985
TT

محطات في نشأة وسيرة «حكيم طرابلس»

من اليسار إلى اليمين الرافعي وصائب سلام وريمون إده ونقولا الفرزلي في إحدى ضواحي باريس عام 1985
من اليسار إلى اليمين الرافعي وصائب سلام وريمون إده ونقولا الفرزلي في إحدى ضواحي باريس عام 1985

صدر أخيراً كتاب بعنوان «عبد المجيد الرافعي - سيرة ووصية» عن «الدار العربية للعلوم – ناشرون» تضمّن حواراً مع الرافعي، كان قد أجراه زياد عيتاني معه قبل أشهر قليلة من غيابه في مثل هذا اليوم من العام الماضي. وقد روى الراحل فيه محطات من نشأته الطرابلسية، ومسيرته الوطنية والقومية الطويلة، منذ كان طالباً في سويسرا، حيث «لم يتوقف عن ممارسة النشاطات الوطنية، وبخاصة مع وقوع نكبة فلسطين 1948 ومجيء اللاجئين إلى لبنان، ومن ضمنها طرابلس». ويذكر الرافعي، أنه «عندما حصلت ثورة رشيد عالي الكيلاني وكان عمري 14 عاماً، خرجت في المظاهرة وكان طول العلم العربي يفوقني بمرتين. وكنا نهتف لتحرير العراق من الإنجليز. وفي عام 1943 كان يوماً مشهوداً بالنسبة لي عندما سجن الاحتلال الفرنسي القيادات السياسية الاستقلالية، بشارة الخوري، ورياض الصلح وعبد الحميد كرامي وسواهم، في قلعة راشيا فخرجنا بمظاهرة صاخبة... وأطلقت علينا الدبابات الفرنسية النار، ومشت على أجساد الطلاب المتظاهرين... وسقط تسعة شهداء من بيننا».
وسواء فاز الرافعي بالانتخابات النيابية ممثّلاً شعبه في طرابلس، أم أسقطته الدولة بعدما أعلنت فوزه (عام 1960)، فإنه شكّل ظاهرة سياسية وشعبية في المدينة، ظاهرة وصفها الإعلام اللبناني بأنها: «أسطورة تلهب الشارع الطرابلسي اسمها عبد المجيد الرافعي»!
وعلى الصعيد اللبناني العام، كان الرافعي مناضلاً قومياً عرف طعم السجون والاضطهاد والتنكيل به وبحزبه. فخلال انقلاب 23 فبراير (شباط) 1966 في سوريا أصدر حزب البعث في لبنان بياناً أدان فيه الانقلاب، فما كان من الدولة اللبنانية إلا أن أدخلت عدداً من القيادات الحزبية السجن وهم: عبد المجيد الرافعي، نقولا الفرزلي، خالد يشرطي، مالك الأمين، والدكتور علي الخليل.
ومع حصول اعتقالات لقيادات حزبية بارزة في سوريا، خرج ميشيل عفلق من دمشق إلى طرطوس، من دون علم أحد، ومن هناك استقل زورقاً صغيراً باتجاه الميناء شمالي لبنان، واستطاع بذلك أن ينجو من الاعتقال والسجن. أتى إلى طرابلس وبقي لفترة في منزل الرافعي. بعد ذلك ذهب إلى بيروت، بتدبير من رفيقه وصديقه نقولا الفرزلي، ثم سافر إلى الخارج (البرازيل).
وبعد دخول القوات السورية إلى لبنان عام 1976 وإلى طرابلس تحديداً، عمد السوريون إلى قصف منزل الرافعي لمدة ثلاثة أيام. ويقول الرافعي عن هذه الحادثة: «كنت في بيروت وقد شعرت بانزعاج شديد لأن طرابلس تتعرض لهذا الهجوم والقصف العنيف، ولستُ فيها... جئت إلى منزلي فوجدته مدمّراً. لكن (الشباب) قررّوا الصمود. وقد شدّدنا على دعم القضية الفلسطينية والعمل على تحرير فلسطين».
لكن دعم المقاومة الفلسطينية لم يمنع الرافعي من «معاتبة» صلاح خلف (أبو أياد) على قوله الشهير «إن طريق فلسطين تمرّ في جونيه». إضافة إلى الكثير من الانتقادات التي وجّهها الرافعي وحزب البعث إلى ممارسات قيادات فلسطينية بارزة حاولت أن تسيطر على طرابلس وتُخضعها لمشيئة تيارات سياسية مشبوهة صنعها ياسر عرفات، وحاول أن يتحكّم عبرها بعاصمة الشمال وأهلها.
ويروي الرافعي «قصة» (لم يذكرها في الكتاب) عن لقاء له مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في بغداد، بعدما عمدت قوات موالية لمنظمة التحرير بقيادة ضابط فلسطيني من حركة فتح، يدعى منذر أبو غزاله، على اقتحام منزل الرافعي في طرابلس وتدميره للمرة الثانية. وقد عاتب الرافعي ياسر عرفات عتاباً شديداً على ما تقوم به عناصر موالية له، من أعمال تدمير واضطهاد في «مدينة العروبة طرابلس». لكن عرفات نفى علمه بمثل هذه الممارسات، وأبدى حرصه واستعداده لمنع أي أعمال مسيئة في طرابلس والشمال... لكن الممارسات الشاذة ذاتها استمرت مع الأسف!
جاء على الغلاف الأخير للكتاب «لقد كان عبد المجيد الرافعي نموذجاً فريداً في لبنان المزدحم بزعماء الطوائف ومحترفي السياسة وتجّارها، كما بالآيديولوجيات الحزبية والأفكار المبعثرة والآراء الموسمية. وتلك ميزة شخصية تمظهرت في مجالاتٍ عدة. أولها، أنه كان يجمع بين السياسة والأخلاق، كمن يوائم بين النار والماء. وهو أعطى السياسة مبادئها فلم يَغْرَق في منعرجاتها الملتوية، ونالَ منها مغارمها فنالت منه، ولم يحظَ منها بمغانمها. وثانيها، هو النهج العروبي الذي كان يمثّله الرافعي ورفاقه في الدرب، الذين آمنوا بوحدة النضال العربي وتمسّكوا بالنهج الديمقراطي، واعتبار الديمقراطية عملية إنقاذ للأمة كما هي الوحدة».



العثور على مبلّغ عن مخالفات «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته

شعار شركة «أوبن إيه آي»  (رويترز)
شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

العثور على مبلّغ عن مخالفات «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته

شعار شركة «أوبن إيه آي»  (رويترز)
شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

تم العثور على أحد المبلِّغين عن مخالفات شركة «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته بسان فرانسيسكو.

ووفقاً لشبكة «سي إن بي سي»، فقد أمضى الباحث سوشير بالاجي (26 عاماً)، 4 سنوات في العمل لدى شركة الذكاء الاصطناعي حتى وقت سابق من هذا العام، عندما أثار علناً مخاوف من أن الشركة انتهكت قانون حقوق النشر الأميركي.

وتم العثور على بالاجي ميتاً في شقته بشارع بوكانان سان فرانسيسكو بعد ظهر يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني).

وقالت الشرطة إنها لم تكتشف «أي دليل على وجود جريمة» في تحقيقاتها الأولية.

ومن جهته، قال ديفيد سيرانو سويل، المدير التنفيذي لمكتب كبير الأطباء الشرعيين في سان فرانسيسكو، لشبكة «سي إن بي سي»: «لقد تم تحديد طريقة الوفاة على أنها انتحار». وأكدت «أوبن إيه آي» وفاة بالاجي.

وقال متحدث باسم الشركة: «لقد صُدِمنا لمعرفة هذه الأخبار الحزينة للغاية اليوم، وقلوبنا مع أحباء بالاجي خلال هذا الوقت العصيب».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت قصة عن مخاوف بالاجي بشأن «أوبن إيه آي» في أكتوبر (تشرين الأول)؛ حيث قال للصحيفة في ذلك الوقت: «إذا كان أي شخص يؤمن بما أومن به، فسيغادر الشركة بكل تأكيد».

وقال للصحيفة إن «تشات جي بي تي» وروبوتات الدردشة المماثلة الأخرى ستجعل من المستحيل على العديد من الأشخاص والمنظمات البقاء والاستمرار في العمل، إذا تم استخدام محتواها لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وواجهت «أوبن إيه آي» عدة دعاوى قضائية تتعلَّق باستخدامها محتوى من منشورات وكتب مختلفة لتدريب نماذجها اللغوية الكبيرة، دون إذن صريح أو تعويض مالي مناسب، فيما اعتبره البعض انتهاكاً لقانون حقوق النشر الأميركي.