الاستراتيجية الأميركية الجديدة: دعم مفاوضات السلام مع «طالبان»

في خطوة غير معلنة، توقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في العاصمة الأفغانية كابل، في زيارة موجزة. وقال إن زيارته القصيرة كشفت له أن استراتيجية الإدارة الأميركية قائمة على الحفاظ على دور عسكري أميركي نشط، مع توفير الظروف المناسبة لتحقيق نجاح، بدلا عن الجداول الزمنية. وفيما يخص الحرب ضد متمردي «طالبان» قال: «إنها تؤتي ثمارها بالفعل». وتعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بدعم مساعي الرئيس الأفغاني أشرف غني؛ لبدء محادثات السلام مع حركة طالبان، وأكد مجددا على استعداد الولايات المتحدة للمشاركة في المحادثات.
وتحدث بومبيو خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، وأكد خلاله على مشاركة واشنطن في عملية السلام، التي أطلقها غني الشهر الماضي، عندما أعلن عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب. والتزمت جماعة «طالبان» بالهدنة لمدة 3 أيام. الأمر الذي عزّز الآمال على مستوى البلاد في إحراز تقدم على صعيد إنهاء الحرب المستعرة منذ 17 عاماً.
ومع ذلك، قال بومبيو، إنه في الوقت الذي تقف الولايات المتحدة «مستعدة لتيسير» المفاوضات، فإنه يجب أن يتولى الأفغان أنفسهم قيادة هذه المفاوضات وتنفيذها. ولم يكرر وزير الخارجية الأميركي ما قاله أثناء وقف إطلاق النار في يونيو (حزيران)، عندما ذكر أن الإدارة الأميركية ستكون على استعداد لمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا التي تشغل المتمردين، بما في ذلك مستقبل القوات الأميركية هناك. جدير بالذكر أن أحد المطالب الرئيسة لـ«طالبان» لعقد المحادثات رحيل جميع القوات الأجنبية من البلاد. وقال بومبيو، إن المسؤولين الأميركيين «متحمسون للغاية» تجاه وقف إطلاق النار، وإن الرأي العام الأفغاني متحمس له. وألمح إلى أن «كثيرا من عناصر طالبان ترى الآن أنه ليس بمقدورها الفوز على الأرض عسكرياً»، وبالتالي فإنهم ربما يقتنعون بفكرة الانضمام إلى عملية السلام، دون اضطرار واشنطن لتقديم تنازلات دراماتيكية. وأخبر بومبيو المراسلين: «لقد سئمت المنطقة والعالم بأسره ما يحدث هنا تماما، مثلما لم يعد الأفغان أنفسهم مهتمين بالحرب»، بحسب تقرير موسع لـ«واشنطن بوست».
وقال إن الاستراتيجية الأميركية القائمة على تصعيد المشاركة العسكرية «بعثت رسالة واضحة إلى (طالبان) بأنه ليس بمقدورها الانتظار حتى نمل ونرحل». ومع ذلك، فإنه منذ رفضهم تمديد أجل وقف إطلاق النار، مثلما اقترح غني، فقد استأنف المتمردون حملة هجمات عنيفة، خاصة في مواقع استراتيجية من المناطق الريفية.
وكان بومبيو قد التقى قوات أميركية في قاعدة بغرام الجوية شمال كابل، قبل أن يمضي في رحلته، التي من المقرر أن يزور خلالها بروكسل لحضور اجتماع قمة لحلف الناتو، من المتوقع أن يناقش المستويات المستقبلية لأعداد القوات الأجنبية ومستوى المشاركة في أفغانستان. قبل ذلك، قضى بومبيو عدة ساعات في لقاء مسؤولين أفغان وأميركيين رفيعي المستوى، في أول زيارة له للبلاد كوزير للخارجية.
من جانبه، وجّه غني الشكر إلى بومبيو لاستمرار الولايات المتحدة في التزامها تجاه أفغانستان، وتعهد بعقد انتخابات حرة ونزيهة خلال الشهور المقبلة. ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية في أكتوبر (تشرين الأول)، وأخرى رئاسية العام المقبل، من المتوقع أن يترشح خلالها غني لفترة ولاية ثانية.
في غضون ذلك، قتل مفجر انتحاري في أفغانستان ما لا يقل عن 12 شخصا، بينهم عدة أطفال أمس، في هجوم بمدينة جلال آباد بشرق البلاد، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه. وفجّر الانتحاري نفسه قرب محطة بنزين، ما أسفر عن مقتل مسؤولين اثنين في وكالة المخابرات الأفغانية، واندلاع حريق كبير. وقُتل خلال الهجوم 10 مدنيين، بينهم أطفال.
وقال سوهراب قادري، عضو المجلس المحلي: «معظم الضحايا أطفال يعملون في مغسلة للسيارات قريبة من موقع التفجير الانتحاري». وقال مسؤولون إنهم يحاولون تحديد هوية الأطفال الذين تفحمت جثثهم. وأدى الانفجار إلى احتراق 8 سيارات. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، في بيان بثه عبر وكالة أعماق للأنباء التابعة له. وقال البيان إن «هجوما لانتحاري بسترة ناسفة ضرب تجمعا للاستخبارات الأفغانية في الناحية 6، بمدينة جلال آباد في ننجرهار».
وقال إنعام الله مياخل، المتحدث باسم وزارة الصحة، في مدينة جلال آباد، عاصمة إقليم ننجرهار، الواقعة في شرق البلاد: «إن 5 مصابين نقلوا إلى المستشفى».