تألق هازار في كأس العالم يضع كثيراً من الضغوط على تشيلسي للاحتفاظ به

اللاعب البلجيكي تفوق على النجوم المشاهير وأثبت علو كعبه في مواجهة نيمار

هازار يسيطر على الكرة قبل مارسيلو مدافع البرازيل في ربع نهائي المونديال (أ.ف.ب)
هازار يسيطر على الكرة قبل مارسيلو مدافع البرازيل في ربع نهائي المونديال (أ.ف.ب)
TT

تألق هازار في كأس العالم يضع كثيراً من الضغوط على تشيلسي للاحتفاظ به

هازار يسيطر على الكرة قبل مارسيلو مدافع البرازيل في ربع نهائي المونديال (أ.ف.ب)
هازار يسيطر على الكرة قبل مارسيلو مدافع البرازيل في ربع نهائي المونديال (أ.ف.ب)

في اللحظات الأخيرة من مباراة الدور ربع النهائي التي فازت فيها بلجيكا على البرازيل بهدفين مقابل هدف وحيد يوم الجمعة الماضية، انطلق نجم خط وسط المنتخب البلجيكي إيدن هازار في منتصف ملعب البرازيل ورأى زاوية رائعة للتمرير على الناحية اليسرى للاعب الذي شارك كبديل يوري تيليمانس في فرصة كان من الممكن أن تؤدي إلى إحراز الهدف الثالث وإطلاق رصاصة الرحمة على لاعبي المنتخب البرازيلي وإنهاء المباراة تماما. وقد حاول هازار تمرير الكرة بالفعل، لكن قدمه لم تطعه، ورغم أنه لعب الكرة في الاتجاه الصحيح لكن يبدو أنها لم تكن بالسرعة المطلوبة، وهو ما أدى إلى اعتراضها من قبل الظهير الأيسر للسيليساو مارسيلو. وكان من الواضح أن هازار قد استنفد طاقته تماما ولم يكن قادرا على تمرير الكرة لمسافة 40 ياردة.
ولو تمكنت البرازيل من إدراك هدف التعادل في الدقائق الأخيرة واستمرت المباراة للوقت الإضافي، فمن المرجح أنها كانت ستفوز بالمباراة، لأن لاعبي المنتخب البلجيكي كانوا قد تعبوا تماما بعد أن قدموا كل ما لديهم، بما في ذلك هازار المعروف بأنه لا يمتلك قوة بدنية كبيرة، وهو الأمر الذي ربما كان سبب العلاقة المتوترة بينه وبين المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو عندما كان يشرف على تدريب نادي تشيلسي الإنجليزي. لكن مع المنتخب البلجيكي، لم يتوقف هازار عن الركض حتى انتهت طاقته تماما.
وصرح هازار في أكثر من مناسبة بأن مثله الأعلى هو النجم البرازيلي السابق رونالدينيو، وبأنه كان يعمل دائما على تقليد حركاته ومهاراته ويحاول أن يلعب مثله والابتسامة لا تفارق وجهه. وقد استطاع هازار أن يتحلى بالكثير من مهارات رونالدينيو، لكنه عمل بالتزام أكبر وتركيز أفضل بكثير من النجم السابق للسيليساو. وأمام البرازيل، قدم هازار أداء استثنائيا، وهو نفس الأداء الذي قدمه الثلاثة لاعبين في الخط الأمامي لمنتخب بلجيكا.
وكانت مهمة هازار واضحة في مباراة البرازيل، ولم تكن تتمثل في اللعب كمهاجم في عمق الملعب بالطريقة التي كان يلعب بها مع منتخب بلجيكا ونادي تشيلسي خلال الموسمين الماضيين. لكن هازار كان يلعب أمام البرازيل على الأطراف في ظل طريقة 4 - 3 – 3، مع الحصول على تعليمات بالدخول إلى عمق الملعب وبالتحديد في المساحات التي يخلقها زميله كيفين دي بروين عندما يعود للخلف من مركز المهاجم الوهمي الذي كان يلعب به.
وقدم هازار أداء استثنائيا أمام أضعف حلقة في منتخب البرازيل والمتمثلة في مركز الظهير الأيمن، الذي كان يلعب به الخيار الثالث في هذا المركز، وهو فاغنر، وهو اللاعب الذي كان نقطة ضعف واضحة أيضا أمام اللاعب المكسيكي كارلوس فيلا في مباراة دور الستة عشر. وقد صال وجال هازار في هذا المكان وكأنه يلعب في حصة تدريبية، لدرجة أنه نجح في إتمام المراوغات الخمس الأولى له في المباراة بنسبة 100 في المائة.
وبعد انتهاء المباراة، ألقى المدير الفني للمنتخب البرازيلي، تيتي، باللوم على الحظ بسبب الإصابات التي عصفت بلاعبي فريقه في هذا المركز، قائلا إن الأمور كانت ستتغير تماما في هذه المباراة لو لم يكن الظهير الأساسي لمنتخب البرازيل داني ألفيش قد أصيب قبل انطلاق البطولة. وفي الحقيقة، كان من الممكن أن تتغير الأمور تماما في هذه المباراة لو كان دانيلو لائقا وشارك بدلا من فاغنر في هذا المركز.
وقد ظهر فاغنر بشكل ضعيف للغاية ولم يتمكن من إيقاف الهجمات البلجيكية من ناحيته. صحيح أن المنتخب البرازيلي قد غير طريقة اللعب إلى 4 - 4 - 2 بين شوطي المباراة حتى يتمكن غابريل خيسوس من تقديم المساعدة لفاغنر، لكن نتيجة المباراة كانت تشير حينئذ إلى تقدم بلجيكا بهدفين مقابل لا شيء.
وقد تعامل المدير الفني للمنتخب البلجيكي روبرتو مارتينيز مع المباراة بذكاء تكتيكي كبير، حيث كان روميلو لوكاكو يميل إلى أحد الأطراف بينما كان هازار يعبث بالدفاع البرازيلي في الطرف الآخر.
وقد يكون أداء هازار الاستثنائي في هذه المباراة له عواقب وتداعيات على المدى الطويل، وخاصة في نادي تشيلسي الذي يمر بأوقات صعبة للغاية في ظل عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بمستقبل المدير الفني للفريق أنطونيو كونتي، الذي قد يقال من منصبه الأسبوع المقبل.
وتشير تقارير منذ سنوات إلى اهتمام نادي ريال مدريد بالحصول على خدمات هازار، وقد كثر الحديث في هذا الشأن خلال الفترة الأخيرة، في الوقت الذي لم يقلل فيه هازار نفسه من إمكانية الرحيل إلى النادي الملكي بعد المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي في مايو (أيار) الماضي.
وعلى الرغم من صعوبة التأكد مما يحدث بالضبط، فإن ممثلي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قد أجروا على الأقل مفاوضات مع مسؤولي نادي يوفنتوس الإيطالي من أجل رحيل صاروخ ماديرا من النادي الملكي إلى النادي الإيطالي. وحتى لو لم تتم هذه الصفقة خلال الصيف الجاري، فقد يرحل رونالدو في وقت لاحق. ومن الملاحظ أن رئيس نادي ريال مدريد، فلورينتينو بيريز، يتحرك لضم النجوم التي تتألق في كأس العالم، وقد رأينا جميعا كيف تعاقد مع النجم الألماني مسعود أوزيل بعد تألقه في كأس العالم 2010 والكولومبي جيمس رودريغيز بعد كأس العالم 2014، فهل نراه يتعاقد مع هازار بعد تألقه اللافت في كأس العالم الحالية؟
وإذا عقدنا مقارنة بين نيمار وهازار، من حيث الأداء داخل الملعب وبعيدا عن التأثيرات التي يحدثها رؤساء الأندية، فمن المؤكد أن النجم البلجيكي سوف يتفوق تماما.
ويشعر نيمار بأنه ضحية الشهرة الكبيرة التي تحيط به والرغبة الدائمة في أن يكون النجم الأبرز للفريق الذي يلعب به، رغم أن أفضل فترات حياته كانت في برشلونة عندما كان يلعب إلى جوار كوكبة من النجوم على رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغواياني لويس سواريز.
لكن في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ومنتخب البرازيل يلعب نيمار بشكل فردي واضح، وكأنه ما زال متأثرا بالحديث الذي كان يسمعه وهو صغير بأنه سيكون بيليه الجديد! وبعد ساعات من صافرة نهاية مباراة البرازيل أمام بلجيكا، كان نيمار يتجول بمفرده حول موقف السيارات خارج ملعب كازان أرينا، في مشهد يقول إما أنه لم يكن قادرا على العثور على حافلة المنتخب البرازيلي أو أنه كان مترددا في الصعود إليها، في الوقت الذي يبدو فيه واقعا بين فكي الرحى: بين غروره القاتل والتوقعات الهائلة التي ينتظرها الجميع من منتخب البرازيل.
أما هازار فهو لاعب مختلف تماما وهادئ الطباع يميل إلى الانطوائية وبعيد كل البعد عن الغرور وقصات الشعر الغريبة، وبالتالي فقد لا تروق له «أجواء السيرك» التي غالبا ما تسيطر على نادي ريال مدريد.
لكنه سيلعب وفقا للخطة التكتيكية التي يضعها المدير الفني وسيعمل بكل قوة وسيستغل أنصاف الفرص التي تتاح له. وسيكون ريال مدريد في أشد الحاجة لهازار بعد رحيل رونالدو، لأنه لاعب رائع وفعال للغاية.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.