هجوم إرهابي يودي بحياة 9 عناصر من {الحرس} التونسي

أسفر هجوم إرهابي قادته عناصر إرهابية ضد دورية أمنية تونسية شمال غربي تونس، عن مقتل 9 عناصر من الحرس الوطني التونسي في حصيلة أولية. وأكد سفيان الزعق، المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، أن سيارتين تابعتين لقوات الحرس الوطني التونسي المتخصص في مكافحة الإرهاب، تعرضتا لهجوم إرهابي في منطقة عين سلطان التابعة لغار الدماء (شمال غربي تونس).
وقال إن العناصر الإرهابية نصبت كميناً لعناصر المركز الحدودي العملياتي المتنقل، وأكد على أن العملية أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف قوات الحرس (دون أن يحدد العدد النهائي)، وأشار إلى أن العملية الإرهابية التي استهدفت الدورية الأمنية وقعت على بعد نحو 7 كيلومترات عن المركز الحدودي المتقدم المعروف باسم «الصريا».
وكانت الأنباء الأولى قد تحدثت عن مقتل 5 عناصر من الحرس الوطني التونسي، قبل أن ترتفع الحصيلة الأولية إلى 8 عناصر، ثم أضيف إليها شهيد تاسع، في انتظار عرض وزارة الداخلية التونسية للحصيلة النهائية لهذا الهجوم الإرهابي الذي يأتي بعد أشهر من النجاح في استباق العمليات الإرهابية وإخمادها في المهد.
وإثر العملية الإرهابية، توجهت تعزيزات عسكرية وأمنية ضخمة لتعقب أثر العناصر الإرهابية، التي ذكرت بعض التقارير الإعلامية المحلية، أنهم فروا على متن إحدى سيارات الحرس الوطني قبل تركها والانتشار داخل الغابات الكثيفة.
وكانت منطقة سوسة السياحية ومتحف باردو في العاصمة التونسية عرضة لهجومين إرهابيين سنة 2015 أديا إلى مقتل العشرات، معظمهم من السياح، وهو ما أثر سلباً على القطاع السياحي التونسي أحد أهم مصادر توفير النقد الأجنبي للاقتصاد التونسي. ومن المنتظر أن تؤثر هذه العملية الإرهابية بشكل جزئي على النشاط السياحي والحجوزات خلال الأشهر المقبلة، غير أن تنفيذها في منطقة جبلية بعيداً عن المواقع السياحية الحساسة والمقرات الحكومية قد يخفف من وطأة هذا الهجوم الإرهابي على القطاع السياحي.
وتعاني تونس من تحصن مجموعات إرهابية غرب البلاد على الحدود الجبلية مع الجزائر، من بينها «كتيبة عقبة ابن نافع» المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي. وتلقت تونس هجمات إرهابية دامية أدت إلى مقتل العشرات من أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية، إلا أنها ردت كذلك بالقضاء على عدد من القيادات الإرهابية، على رأسهم خالد الشايب الملقب بـ«لقمان أبو صخر».
وقدرت مراكز مختصة في مسائل الإرهاب والتنظيمات المتفرعة عنه، عدد العناصر الإرهابية المرابطة في جبال تونس بنحو 100 عنصر، وعدتها من أشرس العناصر، وفق تقديرات عدد من الخبراء والمختصين. وغالباً ما تشن هجمات على التجمعات السكنية القريبة من المناطق الجبلية للتزود بالأكل والأغطية، وتعاني من حصار ضار تحكمه المؤسسة العسكرية والأمنية، خصوصاً في المنطقة العسكرية المغلقة التي تضم على الأخص ولايتي (محافظتي) القصرين وسيدي بوزيد. وتعتمد هذه المجموعات الإرهابية المحاصرة على مجموعة من العناصر المتعاطفة معها في إطار ما يسمى بـ«الخلايا الإرهابية النائمة»، البالغ عددها ما بين 300 و400 خلية إرهابية، وهي التي غالباً ما تمدها بتحركات ومواقع قوات الأمن والجيش.
وخلال شهر فبراير (شباط) الماضي، أطلقت وحدات الحرس التونسي النار في اتجاه مجموعة إرهابية في منطقة عين سلطان من منطقة غار الدماء نفسها، كما تم العثور خلال عمليات التمشيط المشتركة بين وحدات الحرس والوحدات العسكرية على مخيم تستخدمه المجموعات الإرهابية.
وخلال سنة 2014 تعرضت حافلة عسكرية لهجوم إرهابي في منطقة نبر (شمال غربي تونس) بعد ترصد حركتها، وأدى إلى مقتل 4 من عناصر الجيش وإصابة 11 آخرين.