وزير إسرائيلي يفتتح الزيارات الاستفزازية للأقصى

TT

وزير إسرائيلي يفتتح الزيارات الاستفزازية للأقصى

افتتح وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل، زيارات المسؤولين الاستفزازية لباحات المسجد الأقصى، أمس (الأحد)، وذلك في أعقاب قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السماح لنواب ووزراء اليمين المتطرف بدخول الحرم الإسلامي الشريف. وبلغ عدد الزوار اليهود لباحات الأقصى، أمس، 77 شخصاً.
وقد دخل الوزير أرئيل، وهو من حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، الذي يعتبر باحات الأقصى جزءاً من باحات الهيكل اليهودي، ويعتبر مسجد قبة الصخرة غير شرعي، بدعوى أنه يقوم في المكان الذي كان فيه الهيكل، يرافقه عشرات المستوطنين، صباح أمس، إلى الحرم القدسي الشريف من باب المغاربة، بحراسة مشددة من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال. وصرح بأن هذه الزيارة عزيزة عليه بشكل خاص، ودعا الجمهور اليهودي إلى زيارات متواصلة لـ«تأكيد الحق اليهودي في المكان».
وبعد دقائق من الزيارة، دخلت إلى باحات الأقصى عضوة الكنيست من حزب الليكود، شارين هسكل، معلنة أن «هذه هي المرة الأولى التي أدخل فيه هذا المكان المقدس لليهود». وقالت إنها ترى في المكان «تجسيداً للثقافة والتراث اليهودي».
وكان نتنياهو قد أعلن الثلاثاء الماضي، لأعضاء الكنيست، أنه قرر إلغاء قراره السابق، الذي اتخذه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وبموجبه كان يمنع السياسيين من نواب ووزراء من الدخول إلى الحرم القدسي وباحات المسجد الأقصى. وأبلغهم أنه سيسمح لكل منهم أن يزور الحرم مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، على أن ينسّقوا زياراتهم مسبقاً قبل 24 ساعة من موعد الزيارة مع رئيس الكنيست ومع الشرطة. وقد سارع الوزير أرئيل إلى تنظيم زيارة له ولرفاقه المستوطنين إلى المسجد الأقصى وهم يرتدون اللباس التلمودي التقليدي، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.
وقد أثار هذا الاستفزاز مشاعر الفلسطينيين. وندد الشيخ يوسف أدعيس، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، بهذا الاقتحام. وقال في تصريحات صحافية، إن تجديد هذه الاقتحامات، هو تصعيد خطير ومساس بمشاعر ملايين المسلمين، ليس في فلسطين وحدها وإنما في العالم أجمع، مؤكداً أنها تأتي في سياق التصعيد اليومي للانتهاكات الإسرائيلية، التي تطال المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. وحذر أدعيس من هذه الزيارات، التي تدفع بالمنطقة إلى مزيد من التصعيد على المستويات كافة، سياسية وينية، الأمر الذي سيجر المنطقة بأسرها إلى حالة من الغضب الديني والوطني.
وطالب أدعيس المجتمع الدولي بشكل عام والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني، وعلى رأسها «اليونيسكو»، بوضع قراراتها موضع التنفيذ، لخطورة ما يحصل في القدس والمسجدين الأقصى والإبراهيمي.
من جهتها، استنكرت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، هذا الاقتحام، وحمّلت «رئيس حكومة الاحتلال وأعضاء الكنيست والوزراء، مسؤولية ما قد ينجم عنه من توتر وصدامات». ووصفت وزارة الإعلام الفلسطينية هذه الاقتحامات، بأنها «تمثل إمعاناً في الإرهاب والتحريض ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعوة علنية لهدم الأقصى والعدوان على المصلين والمعتكفين فيه».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.