أميركا تجدد انحيازها إلى حكومة الوفاق الليبية في «أزمة النفط»

برلمان طبرق يتهم قطر بدعم «عصابات الإرهاب»

السرّاج ورئيس المنظمة الدولية للهجرة في طرابلس أمس (صفحة المجلس الرئاسي)
السرّاج ورئيس المنظمة الدولية للهجرة في طرابلس أمس (صفحة المجلس الرئاسي)
TT

أميركا تجدد انحيازها إلى حكومة الوفاق الليبية في «أزمة النفط»

السرّاج ورئيس المنظمة الدولية للهجرة في طرابلس أمس (صفحة المجلس الرئاسي)
السرّاج ورئيس المنظمة الدولية للهجرة في طرابلس أمس (صفحة المجلس الرئاسي)

جددت الولايات المتحدة أمس انحيازها إلى حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، حيث اعتبر رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية هناك أن مؤسسة النفط الموالية للحكومة، التي يترأسها فائز السراج، هي الجهة الليبية الشرعية الوحيدة المعترف بها من قبل حكومته، والمسؤولة عن استكشاف وإنتاج وتصدير النفط الخام والمنتجات النفطية. وفي غضون ذلك استنكر البرلمان الليبي أمس ما وصفه بـ«التدخل السافر من قطر في الشأن الليبي».
وأعربت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، الموجود بمدينة طبرق (أقصى الشرق)، عن استنكارها لدعم «قطر اللامحدود لعصابات الإرهاب والتطرف، وذلك بتبرير الهجوم على الحقول والموانئ النفطية، والعبث بمقدرات الشعب الليبي»، معتبرة ذلك «محاولة سياسية رخيصة بإلصاق صفة الميلشيات بالجيش الوطني الليبي، وتحركا من هذه الدول لمعاودة الهجوم على منطقة الهلال النفطي».
وحذرت اللجنة الدول الداعمة للإرهاب وميلشياتها من دعمها لهذه العصابات من أجل العبث بمقدرات الشعب الليبي بأنها «ستكون هدفا لقوات الجيش أينما وجدت على التراب الليبي».
من جهته، قال مسؤول عسكري ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن «قطر ضالعة ومتورطة في الهجمات الأخيرة، التي شنتها ميليشيات إرهابية على حقول النفط الاستراتيجية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الجيش الوطني الليبي». وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن «قطر بالتأكيد منغمسة في دعم أنشطة إرهابية مناوئة لمصالح الشعب الليبي»، معتبرا أن البيان الصادر مؤخرا عن وزارة الخارجية القطرية يكشف عن حقيقة هذا التورط.
وكانت الخارجية القطرية قد قالت إن «انتزاع إدارة منشآت النفط في منطقة الهلال النفطي من المؤسسة الوطنية للنفط، ووضعها تحت سيطرة ميليشيات مسلحة، هو تصرف عبثي يقوم على قانون القوة، لا قوة القانون، ويعد مخالفة صريحة وواضحة للشرعية والمجتمع الدوليين».
إلى ذلك، قال بيان لمصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط في طرابلس، إن جوشوا هاريس الذي التقاه أول من أمس، بعدما تم تعيينه هذا الأسبوع قائما بالأعمال الأميركي لدى ليبيا، خلفا لستيفاني ويليامز، التي تم تعيينها نائبة لرئيس بعثة الأمم المتحدة، أبلغه دعم حكومة الولايات المتحدة للمساعي الرامية لإيجاد حلّ للأزمة الحالية في ليبيا، كما دعاه إلى ضرورة التحلي بمزيد من الشفافية في توزيع الإيرادات الوطنية، مشدّدا على أهمية القيام بإصلاحات فيما يخص إعداد الميزانية.
وبحسب البيان، فقد ناقش الطرفان الأحداث الأخيرة التي جدّت في خليج سرت، التي كانت سببا في إعلان حالة القوة القاهرة في موانئ راس لانوف والسدرة والزويتينة والحريقة.
وراجت معلومات غير رسمية، أمس، عن رفض المشير حفتر الاجتماع مع مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط الموالية لحكومة السراج، على الرغم من وساطات محلية ودولية. وقال بيان مقتضب للسفارة الأميركية في المقابل، إن القائم بالأعمال الأميركي الجديد هاريس أعاد التأكيد لدى اجتماعه مع رئيس مؤسسة النفط في طرابلس على أن المنشآت النفطية الليبية تعود إلى الشعب الليبي، دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى.
واعتبر فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق، لدى لقائه أمس مع ويليام سوينغ، رئيس المنظمة الدولية للهجرة، الذي زار العاصمة طرابلس على رأس وفد من مسؤولي المنظمة، أن قضية الهجرة غير الشرعية لا تخص ليبيا فقط، بل تهم المجتمع الدولي برمته، موضحا أن معالجتها تستدعي التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف ذات العلاقة، كما جدد موقف ليبيا الداعي إلى المعالجة الشاملة، وألا يقتصر الاهتمام بالجانب الأمني فقط، رغم أهميته.
كما تحدث السراج عن ضرورة دعم دول المصدر لخلق مشروعات تنموية توفر فرص عمل للشباب، وإرساء منظومة متكاملة تعالج جميع جوانب القضية، وعلى رأسها مكافحة العصابات التي تتاجر بالبشر، التي تعمل من خلال شبكات ذات صفة دولية وعابرة للحدود.
ونقل بيان لمكتب السراج عن سوينغ أن موقف المنظمة يتوافق مع موقف السراج، الرافض تماما لتوطين المهاجرين بأي صيغة كانت.
وعلى صعيد متصل، أعلنت القوات البحرية الليبية أنها انتشلت جثث 6 مهاجرين غير شرعيين، وأنقذت 125 آخرين قبالة ساحل بلدية القرة بوللي، شرق العاصمة طرابلس، وأوضحت في بيان مساء أول من أمس أن دورية حرس نجحت في إنقاذ المهاجرين، الذين كانوا على متن بقايا قارب مطاطي غارق.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.