محكمة إسرائيلية تلغي حقوق الإقامة لعائلة مقدسية

بعد طرد 14 ألف فلسطيني من سكان المدينة حتى الآن

TT

محكمة إسرائيلية تلغي حقوق الإقامة لعائلة مقدسية

قررت محكمة العمل القطرية الإسرائيلية في القدس، شطب وإلغاء حقوق الإقامة لعائلة عطا الله المسيحية المقدسية، بزعم انتقالها للسكن من حارة النصارى في البلدة القديمة، إلى ضاحية البريد شمال القدس.
وعللت المحكمة قرارها، الذي يمنع العائلة المقدسية من الحصول على حقوق كثيرة تحددها المواطنة، مثل مخصصات التأمين الوطني، بأن ضاحية البريد هي منطقة ليست خاضعة للسيادة الإسرائيلية بموجب قانون ضم القدس. وبذلك، تجاهلت المحكمة حقيقة أن هذه الضاحية تقع في المنطقة التي يضمها جدار الفصل العنصري إلى القدس الشرقية المحتلة، إلا أنها لا تخضع لمنطقة نفوذ بلدية القدس الغربية، وهي المنطقة التي تسري عليها القوانين الإسرائيلية، وتعتبر إسرائيل أنها ضمتها إليها. وبسبب الجدار، فإنه لا يوجد لسكان ضاحية البريد منفذ إلى الضفة الغربية، وهي تقع بين حي الرام ومستوطنة «نافيه يعقوب» شمال القدس المحتلة.
واستندت المحكمة في قرارها إلى أنظمة وضعها الاحتلال وتسببت في ترحيل 14.416 فلسطينيا عن القدس حتى عام 2014. وأبرز هذه الأنظمة، هو ادعاء سلطات الاحتلال بأن مكانة الإقامة تمنح للفلسطينيين الذين يكون «مركز حياتهم» في المدينة، بمعنى أنهم يسكنون فيها ويدفعون الضريبة البلدية لبلدية الاحتلال في القدس، ويسددون أثمان الكهرباء والماء عن بيت يقع ضمن منطقة نفوذ القدس. واستنادا إلى هذه الأنظمة طردت سلطات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين الذين نقلوا مكان سكناهم أو خرجوا من المدينة للدراسة في الضفة الغربية وقطاع غزة أو خارج البلاد.
وأفراد عائلة عطا الله، مسجلون بمكانة «مواطن مقيم من دون جنسية» منذ احتلال عام 1967، كغيرهم من الفلسطينيين في القدس. وكانت تسكن في حارة النصارى في البلدة القديمة. وفي عام 2007 انتقلت للسكن في ضاحية البريد، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من القدس. ولكنها تلقت رسالة من مؤسسة التأمين الوطني تبلغها فيها بأنها تلغي حقوق الإقامة بما يتعلق بالمخصصات التي تدفع لجميع المواطنين والمقيمين من أفرادها. واستأنفت العائلة على القرار إلى محكمة العمل اللوائية.
يشار إلى أن قرار المحكمة صدر بتأييد أغلبية الهيئة القضائية، لكن عضوا واحدا اعترض عليه، هو مندوب الجمهور في المحكمة، أمير يارون، الذي قال إنه على الرغم من الإشكالية الإقليمية وموقع ضاحية البريد، فإن كون عائلة عطا الله من سكان القدس يحملون بطاقات لمن هم ذوو مكانة إقامة دائمة ويحملون بطاقة الهوية الإسرائيلية الزرقاء، يعني أن مركز حياتهم في القدس، ولذلك لا ينبغي سحب هذه المكانة منهم.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».