جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية وروسيا

إعادة تشكيل الوفد المفاوض حول المنطقة الجنوبية

مساعدات غذائية وعبوات مياه تنتظر الإرسال إلى نازحي درعا من الرمثا على الحدود الأردنية - السورية (رويترز)
مساعدات غذائية وعبوات مياه تنتظر الإرسال إلى نازحي درعا من الرمثا على الحدود الأردنية - السورية (رويترز)
TT

جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية وروسيا

مساعدات غذائية وعبوات مياه تنتظر الإرسال إلى نازحي درعا من الرمثا على الحدود الأردنية - السورية (رويترز)
مساعدات غذائية وعبوات مياه تنتظر الإرسال إلى نازحي درعا من الرمثا على الحدود الأردنية - السورية (رويترز)

قال متحدث باسم المعارضة السورية إن مفاوضين من المعارضة بدأوا أمس، جولة جديدة من المحادثات مع ضباط روس، بشأن اتفاق سلام في جنوب سوريا، يقضي بتسليم مقاتلي المعارضة أسلحتهم، والسماح للشرطة العسكرية الروسية بدخول البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال المتحدث إبراهيم الجباوي لـ«رويترز»، إن المعارضة حملت إلى طاولة المفاوضات ردا على قائمة المطالب الروسية التي تشمل تسليم الأسلحة وتسوية وضع المسلحين في اتفاق ينهي القتال.
وأصدرت المعارضة في الجبهة الجنوبية ما وصفته بـ«بيان تكليف»، جرى فيه تشكيل لجنة من قبل قيادة عمليات الجنوب السوري. وقالت في البيان: إنه «نظرا لما تمر به المنطقة الجنوبية من ظروف صعبة وهجمة شرسة يقودها النظام السوري، أودت بحياة كثير من الأبرياء، ودمرت بلدات بأكملها وشردت الأهالي، نعلن استمرار المفاوضات مع الجانب الروسي، وقد تم تشكيل لجنة تفاوض موسعة، تمثل الجنوب بشكل كامل، للوصول إلى اتفاق يحفظ دماء الأبرياء، ويضمن سلامة الأهالي والمقاتلين؛ لتهيئة الظروف لحل سياسي نهائي، يحقق طموحات الشعب السوري». هذا، وضمت اللجنة 10 أعضاء من فصائل الجبهة الجنوبية.
وكانت المطالب الروسية، التي سُلمت إلى المعارضة خلال اجتماع في بلدة بجنوب سوريا يوم السبت الماضي، قد تسببت في انسحاب مفاوضي المعارضة الذين قالوا إن المطالب مهينة. وذكرت مصادر دبلوماسية أن الأردن تمكن من إقناع فريق المعارضة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأكدت مصادر لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أنه جرت عملية تعديل في بعض البنود ضمن الطرح الروسي الذي جرى تقديمه على أنه مسودة للاتفاق النهائي في درعا، حيث يحاول ممثلو المعارضة الحصول على شروط وضمانات أفضل وأشمل، في حين يجري ترقب التوصل لاتفاق نهائي بين النظام والمعارضة بضمانة روسية، حيث سيشتمل الاتفاق على نقاط مهمة، أولاها وقف إطلاق نار شامل وكامل ودائم في محافظتي درعا والقنيطرة.
ميدانيا؛ واصلت موسكو تحركاتها لإنجاز مصالحات في بلدات وقرى الجنوب السوري على خلفية تعثر المفاوضات مع الفصائل المسلحة.
ورصد «المرصد» استمرار الهدوء في محافظة درعا، أمس، وسط استهدافات من قوات النظام خرقت هدوء المحافظة، وتحدث عن 3 جولات من خروقات وقف إطلاق نار، خلال ساعات النهار استهدفت اثنتان منها بلدة طفس بريف درعا الشمالي الغربي، فيما استهدفت الأخيرة منطقة الحارة في مثلث الموت الواقع في الريف ذاته، دون معلومات عن تسببها بخسائر بشرية. وتمثلت الخروقات بقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام، طال المناطق آنفة الذكر، عقب تمكن قوات النظام، أمس، من دخول 4 بلدات في الريف الشرقي لدرعا، وهي كحيل، والغارية الغربية، بعد دخولها إلى المسيفرة والسهوة، موسعة بذلك نطاق سيطرتها في المحافظة وفي القسم الشرقي، ومقتربة بشكل أكبر نحو معبر نصيب الحدودي، والشريط الحدودي بين سوريا والأردن، حيث تسعى قوات النظام إلى فرض سيطرتها عبر «مصالحات» على كامل شرق درعا.
من جهته، أعلن مركز المصالحة الروسي في حميميم في بيان، أنه «على مدى الأسبوع الماضي، وبفضل المفاوضات التي أجراها المركز، انضمت 27 بلدة وقرية مأهولة بالسكان لمنطقة خفض التصعيد بجنوب محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا، طوعا إلى نظام وقف إطلاق النار، وعادت إلى سلطة الحكومة الشرعية في الجمهورية العربية السورية».
وأكد مركز المصالحة الروسي في حميميم، أن السلطات المحلية والمركزية استأنفت نشاطاتها الخدماتية في هذه البلدات والقرى التي انضمت لسلطة الحكومة، وأن السلطات تستعد للبدء بعمليات ترميم البنية التحتية وتقديم المساعدات الإنسانية. ويجري إيلاء «اهتمام خاص لخلق ظروف ملائمة لاستقبال وإيواء اللاجئين، الفارين من تحت سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة في مناطق خفض التصعيد بالمنطقة الجنوبية، وكذلك من المناطق السورية الأخرى».
إلى ذلك، أكد الجيش الأردني، أمس، إبقاء الحدود مع سوريا حيث يتجمع عشرات آلاف النازحين من المعارك الجارية في منطقة درعا، مغلقة.
وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية في القوات المسلحة الأردنية العميد خالد المساعيد لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «عدد النازحين السوريين قرب الشريط الحدودي بين سوريا والمملكة بلغ نحو 95 ألفا»، فروا «نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة للجيش السوري في الجنوب السوري». لكنه أضاف، أن «الحدود مغلقة والجيش يتعامل بحذر شديد مع النازحين قرب الحدود متحسبا لبعض المندسين؛ لأن هناك بعض العناصر التي يمكن أن تستغل هذا الظرف لمحاولة تنفيذ أجندة خاصة».
من جهة أخرى، قال المساعيد إنه «تم خلال الأيام الثلاثة الماضية إدخال 86 شاحنة كبيرة محملة بالمواد التموينية ومياه الشرب ومواد إغاثية» إلى الجنوب السوري. وأعلنت الحكومة الأحد الماضي إطلاق حملة وطنية لجمع مساعدات إنسانية وإدخالها إلى النازحين في الجنوب السوري قرب حدود المملكة.
وأوضح المساعيد أن «الجيش يوزع مساعدات إنسانية في 3 نقاط على الحدود ويقدم العلاج الطبي للنازحين». وتتضمن المساعدات مواد غذائية أساسية ومياها للشرب ومواد إغاثية.
في السياق، قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدثة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات إن المفاوضات بين المعارضة السورية وضباط روس عادت أمس (الثلاثاء) بعد أن توقفت ليوم واحد. وأضافت غنيمات في تصريح صحافي أن وساطة أردنية أثمرت أخيرا عودة المفاوضات بين الطرفين.
وأشارت غنيمات إلى أن الحكومة الأردنية قررت فتح 3 معابر حدودية مع سوريا اليوم الأربعاء، بهدف تسهيل مرور المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين، وفضلت عدم الإفصاح عن هوية هذه المعابر، موضحة أن 36 شاحنة مساعدات أردنية عبرت الحدود إلى الأراضي السورية محملة بالمساعدات الإنسانية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ليز ثروسل أمس، إن «الوضع في درعا يسوء نتيجة تصاعد الهجوم، مما يؤثر بشكل كبير على المدنيين». وحضت عمان على فتح الحدود، ودولا أخرى في المنطقة على استقبال المدنيين الفارين.
كذلك ناشد المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين آندريه ماهيسيتش، بحسب بيان صادر عن المفوضية «الأردن والدول المجاورة الأخرى، فتح حدودها، والسماح للنازحين الذين تتعرض أرواحهم للخطر بالوصول إلى الأمان والحماية». وأكد الأردن مرارا أن حدوده ستبقى مغلقة، وأنه لا قدرة لديه على استيعاب مزيد من اللاجئين السوريين.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.