أنقرة وواشنطن تؤكدان تعاونهما «الوثيق» في منبج

السيناتور الأميركي ليندسي غراهام يحيي أعضاء مجلس منبج العسكري خلال زيارة أول من أمس لتفقد الوضع الأمني بالمنطقة (أ.ف.ب)
السيناتور الأميركي ليندسي غراهام يحيي أعضاء مجلس منبج العسكري خلال زيارة أول من أمس لتفقد الوضع الأمني بالمنطقة (أ.ف.ب)
TT

أنقرة وواشنطن تؤكدان تعاونهما «الوثيق» في منبج

السيناتور الأميركي ليندسي غراهام يحيي أعضاء مجلس منبج العسكري خلال زيارة أول من أمس لتفقد الوضع الأمني بالمنطقة (أ.ف.ب)
السيناتور الأميركي ليندسي غراهام يحيي أعضاء مجلس منبج العسكري خلال زيارة أول من أمس لتفقد الوضع الأمني بالمنطقة (أ.ف.ب)

أكدت أنقرة وواشنطن أنهما تعملان بشكل «وثيق جدا» عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية خلال العملية الانتقالية في منبج بشمال سوريا، من أجل ضمان تسليم إدارة شؤون الأمن فيها إلى السكان المحليين.
وقال مستشار وزارة الخارجية التركية أوميت يالجن، إن اتفاقية «خريطة الطريق» في منبج الموقعة بين بلاده والولايات المتحدة تعد أول نتيجة ملموسة للمفاوضات المكثفة بين الطرفين في الفترة الأخيرة.
وعدّ يالجن، في حفل استقبال أقامه القائم بأعمال السفارة الأميركية في أنقرة فيليب كوسنت، أمس بمناسبة الذكرى السنوية 242 لاستقلال الولايات المتحدة، أن اجتماعات مجموعة العمل المشتركة التي ستعقد بين الجانبين في الفترة المقبلة، ستظل أداة مهمة لحل قضايا شكلت حساسية بين البلدين منذ فترة طويلة.
ولفت إلى أن تركيا والولايات المتحدة حليفان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وشريكان استراتيجيان على صعيد العلاقات الثنائية، وأن المستجدات التي وقعت في تركيا والمنطقة، مؤخرا، شكلت سببا في اختلاف آراء البلدين حيال بعضها، في إشارة إلى الدعم الأميركي لـ«الوحدات» الكردية في شمال سوريا، ووجودهم في منبج.
من جانبه، أكد كوسنت أن حكومتي الولايات المتحدة وتركيا تعملان بشكل وثيق جدا عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية خلال العملية الانتقالية لضمان تسليم إدارة شؤون الأمن في منبج للسكان المحليين وأن يكون لسكان المدينة رأي في أمنهم ومستقبلهم.
وقال إن هناك إشارات قوية جدا من الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب إردوغان على أن إعادة بناء العلاقات التركية الأميركية تشكل أولوية مهمة.
وتوصلت واشنطن وأنقرة لاتفاق على خريطة طريق حول منبج تضمن إخراج عناصر «الوحدات» الكردية منها والإشراف على الأمن والاستقرار لحين تشكيل إدارة محلية. ولفت الدبلوماسي الأميركي إلى العمل الوثيق بين الجيشين الأميركي والتركي في منبج، موضحا أن الخوض في التفاصيل لن تكون له فائدة على جهود البلدين في المنطقة.
وذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي تشكل «الوحدات» الكردية ذراعه العسكرية، بات يدرك الوضع وأعلن تعهده بالتعاون في التغييرات الجديدة، مضيفا: «سنرى ما ستؤول إليه الأمور». وأشار إلى أن السبب في انتشار جنود البلدين شمال سوريا هو حماية مواطنيهما، والمواطنين السوريين من جميع مظاهر الإرهاب.
في السياق ذاته، سيرت القوات المسلحة التركية الدورية المستقلة الثامنة على طول الخط الفاصل بين منطقتي «عملية درع الفرات» و«منبج» بالتنسيق مع نظيرتها الأميركية.
وذكر بيان لرئاسة أركان الجيش التركي أن الدورية اختتمت مهامها، مساء أول من أمس، وهي الدورية الثامنة منذ 18 يونيو (حزيران) الماضي، حيث بدأ الجيشان التركي والأميركي تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة «عملية درع الفرات»، ومدينة منبج شمال سوريا عند نهر الساجور.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.