القاهرة تدعو «حماس» إلى مباحثات بشأن المصالحة

مصر تستأنف جهودها بعد أشهر من التوقف منذ محاولة اغتيال الحمد الله

TT

القاهرة تدعو «حماس» إلى مباحثات بشأن المصالحة

دعا جهاز المخابرات المصرية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لزيارة مصر خلال أيام، من أجل التباحث في شؤون مختلفة، أهمها المصالحة الفلسطينية المتعثرة.
وأكدت مصادر متعددة في «حماس»، أن هنية تلقى دعوة من أجل زيارة وفد قيادي من الحركة، العاصمة المصرية.
وتوقعت المصادر أن تتم الزيارة في أسرع وقت، «ربما الأسبوع القادم».
وقالت المصادر إن الهدف الرئيسي هو استئناف مصر لجهود إتمام المصالحة.
وقررت مصر تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف، من أجل إزالة العقبات أمام تطبيق الاتفاق الذي رعته في 12 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وتعد الدعوة المصرية لـ«حماس»، إعلاناً صريحاً على إطلاق جهود مصرية جديدة بعد أشهر من التوقف. وجاءت الجهود المصرية بعد تعيين قيادة جديدة للمخابرات المصرية.
وقبل أن تتلقى «حماس» دعوة لزيارة القاهرة، أجرى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، ومسؤول ملف المصالحة في الحركة مباحثات مع المسؤولين المصريين. وقال الأحمد إن مصر بدأت بالتحرك من أجل إتمام ملف المصالحة. وتريد حركة فتح من «حماس» تنفيذ ما تم التوقيع عليه من تفاهمات.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أبلغ مسؤولين مصريين أن أمام «حماس» خيارين: إما تسليم قطاع غزة كما تم الاتفاق عليه، وإما اتخاذ قرارات صعبة من طرفه. فطلب المصريون مهلة من أجل إقناع «حماس» بتسليم قطاع غزة بشكل كامل، بعدما تدخلوا لإقناعه بتأجيل اتخاذ قرارات جديدة ضد القطاع.
كان عباس قد أعلن نيته اتخاذ إجراءات وطنية ومالية ضد القطاع بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة، منتصف مارس (آذار) الماضي.
وجمّدت محاولة الاغتيال كل اتصالات بشأن المصالحة التي كانت متعثرة أصلاً.
واختلفت الحركتان حول قضايا محددة، فاتهمت الحكومة الفلسطينية حركة حماس بتشكيل حكومة ظل، وطالبت بتمكينها في الجباية المالية والسيطرة على المعابر والأمن والقضاء، والسماح بعودة جميع الموظفين القدامى إلى أعمالهم، قبل أي خطوات أخرى. لكن «حماس» اتهمت الحركة بتهميش غزة، واشترطت عليها استيعاب موظفيها، والتدخل المباشر لدعم القطاعات المختلفة، ورفع الإجراءات «العقابية» عن غزة.
وهذا ليس أول وفد لـ«حماس» سيصل مصر بعد محاولة اغتيال الحمد الله، ففي أبريل (نيسان) الماضي، وصل وفد يرأسه نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ويضم أعضاء المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، وخليل الحية، وحسام بدران، إلى مصر، وناقشوا مع المسؤولين المصريين العلاقات الثنائية وملف المصالحة ومسيرات العودة.
وطلبت مصر من «حماس» الحفاظ على سلمية مسيرات العودة حتى لا تؤدي إلى تدهور يمكن أن يقود إلى حرب جديدة.
ومن المتوقع أن يذهب هنية، هذه المرة، على رأس وفد «حماس».
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر تريد الوصول إلى اتفاق محدد مع «حماس» في قضايا محل خلاف مع حركة فتح، مثل التمكين الأمني والجباية المالية والموظفين، وكذلك إمكانية تشكيل حكومة وحدة تجهز لانتخابات عامة.
وفي المرة السابقة لم تنجح مصر في جمع الحركتين في القاهرة بسبب تباعد المواقف، لكنها قد تنجح هذه المرة.



انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.