قوات عراقية تلاحق «داعش» بين كركوك وصلاح الدين

مقتل قائد عسكري في «الحشد الشعبي»

TT

قوات عراقية تلاحق «داعش» بين كركوك وصلاح الدين

تنفيذا لما قررته قيادة العمليات المشتركة في اجتماع برئاسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة الأسبوع الماضي، بدأت قوات عراقية من «الرد السريع» والقطعات الأخرى، بمن فيها قوات من «الحشد الشعبي»، عملية واسعة النطاق، لدك معاقل تنظيم داعش في أهم معاقله بالعراق، في سلسلة جبال بين محافظتي كركوك وصلاح الدين.
وكان تنظيم داعش اختطف مؤخرا 8 مواطنين على طريق كركوك – بغداد، بالإضافة إلى قيامه بسلسلة من الهجمات في الطرق الخارجية، بهدف زعزعة الأمن، مما أثار مخاوف من إمكانية عودته من جديد. وكانت الأجهزة الأمنية العراقية قد عثرت على جثث المخطوفين الثمانية، مما أثار غضبا شعبيا عارما؛ خصوصا أن المواطنين المخطوفين ينتمون إلى محافظتي الأنبار وكربلاء، مما وحد الموقف الجماهيري حيال قضية استهدف فيها بالتساوي مواطنون سنة وشيعة من قبل العدو نفسه.
وفيما أعلن عن مقتل معاون قائد عمليات شرق دجلة في «الحشد الشعبي» على طريق طوزخورماتو – كركوك، فإنه وطبقا لما أعلنه مركز الإعلام الأمني، دكت طائرات «إف 16» العراقية ثلاثة أنفاق لتنظيم داعش في جبال مكحول بمحافظة صلاح الدين.
وقال بيان للإعلام الأمني تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «وبإشراف وتنسيق قيادة العمليات المشتركة، تمكنت استخبارات قيادة عمليات صلاح الدين، من تزويد طائرات (إف 16) العراقية بمعلومات استخبارية دقيقة، تفيد بوجود 3 أنفاق في جبال مكحول تستخدم من قبل عناصر (داعش) لاستهداف قطعاتنا بالهاونات». وأضاف البيان أن «صقور الجو دكوا هذه الأنفاق بضربات مؤكدة أدت إلى تدميرها بالكامل».
وكانت هيئة «الحشد الشعبي» نعت معاون قائد عمليات شرق دجلة بـ«الحشد الشعبي»، اللواء علي خليفة العبادي، الذي قتل إثر حادث سير مؤسف، أول من أمس الاثنين، في طريق طوزخرماتو – كركوك، أثناء تأديته الواجب، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.
إلى ذلك عزا حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي السابق، استمرار خلايا «داعش» النائمة في العمل في كثير من المناطق، ومنها طريق كركوك – بغداد، إلى وجود خلل في الجهد الاستخباري. وقال الزاملي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوضع الأمني بحاجة إلى مراجعة شاملة لتغيير جميع الخطط الأمنية، وتفعيل أجهزة الاستخبارات والأمن الوطني لتعقب الخلايا النائمة». وأضاف الزاملي أن «الخلايا النائمة ستواصل نهجها الإرهابي باستهداف العراقيين، وهو ما يتطلب جهدا استخباريا مركزا لمواجهة هذه العمليات المسلحة التي تستهدف المدنين الأبرياء». ونبّه الزاملي من أن «بعض الأجهزة لا تزال تستخدم الروتين الذي يسمح لتلك الخلايا بالعبث بمقدرات وأرواح المواطنين». وأوضح أن «الانتصارات التي حققتها القوات العراقية على تنظيم داعش تتطلب الحفاظ عليها، عبر ملاحقة الخلايا النائمة، كونها تشكل خطرا مستقبليا لا يستهان به».
في السياق نفسه، نفت قيادة العمليات المشتركة وجود اتفاق بين قوات البيشمركة الكردية، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمراجعة خطط حماية كركوك والمناطق المتنازع عليها. ونقل مركز الإعلام الأمني عن القيادة قولها إنها «تنفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وجود ذلك الاتفاق»، مشيرة إلى أن «الوضع الأمني في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها هي ضمن مسؤولية القوات الاتحادية العراقية، وأن القوات الأمنية تفرض سيطرتها التامة على تلك المناطق، ولا دخل لقوات التحالف بهذا الشأن». ولفتت إلى أن «القوات الأمنية وضعت خططا محكمة ومتكاملة لضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في كركوك وغيرها من المحافظات العراقية، وأن هناك جهودا استخباراتية كبيرة تبذلها الأجهزة الأمنية للقضاء على الخلايا الإرهابية النائمة والعناصر الإجرامية». ونبهت قيادة العمليات المشتركة في بيانها إلى أن «الرأي العام لاحظ أن هناك ترحيبا كبيرا من قبل أهالي كركوك بالقوات الأمنية وما حققته من إنجازات أمنية كبيرة فيها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.