الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يتسلم جائزة «غاليليو» الدولية

كرمت مؤسسة «غاليليو» العالمية الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ومنحته جائزتها لهذا العام 2018، في حفل أقيم بمدينة فلورنسا الإيطالية. وقالت المؤسسة إن العيسى حصل على الجائزة لتميزه في العمل الإسلامي ولإنجازاته على الصعيد الدولي.
وأشادت «غاليليو»، في حيثيات المنح، بريادة المرشح لجائزة هذا العام في تعزيز السلام والوئام الديني والحضاري عالمياً، بعمله على المشتركات الإنسانية المتحدة بين الجميع «بما يقلل من خطورة صدام وصراع الحضارات بدل حوارها وتفاهمها وتعاونها».
كما نوّهت بشمولية الأعمال المباشرة لأمين عام رابطة العالم الإسلامي من خلال البرامج والمبادرات الداعية للوئام بين أتباع الأديان والثقافات، التي جعلت معظم دول العالم والهيئات الدينية والثقافية تدعو للاستفادة من أفكاره المطروحة عالمياً.
فيما عبَّر الدكتور العيسى في كلمته خلال الحفل، عن سعادته بالالتقاء بنخبة متميزة من رجال الدين والسياسة والفكر، مشيراً إلى أهمية التمسك بالقواسم المشتركة التي تجمع بين البشر، والمتمثلة بالرغبة في السلام والوئام، رغم الاختلاف والتنوع والتعدد بين الأمم.
وأوضح أن زيارته ولقاءاته مع عدد من أتباع الديانات والثقافات «كشفت عن حاجة الجميع للمزيد من التواصل الشفاف الذي هو شعار العقلاء ومجهر النوايا الصادقة والمحبة».
وشدد على خطورة المطامع الخاصة والمصالح المادية والسياسية على السلام والوئام، وما تشكله تلك من تهديد للسياج الحامي للحقوق والحريات، وأكد أحقية المتفوق وصاحب القضية العادلة في أن ينتصر، شريطة أن يكون انتصاره حضارياً، «فقد واجه المنتصر بقوته الصلبة خسائر فادحة هددت أمنه واستقراره وزرعت الكراهية في داخله قبل خارجه، لأن المادية الوحشية لا تتعامل بمنطق الأخلاق والقيم، فهي مهلهلة من الداخل»، مستشهداً بالعرقية النازية وبفظائع جرائمها التي ارتكبتها بحق الإنسانية في داخلها الجغرافي قبل غيره، داعياً إلى ضرورة الالتزام بالوعي للحيلولة دون حدوث أي همجية بشرية يتغاضى أو يتقاعس عنها المجتمع الدولي، أو يُقَصّر فيها القادة الروحيون بثقل تأثيرهم.
وأشار إلى خطورة التطرف الديني والطائفي والحزبي والمسار السلبي للبراغماتية السياسية على حساب القيم، مؤكداً أنها في النهاية ستكون على حساب كياناتها، مستشهداً أيضاً بأحداث تاريخية على نهايتها المؤلمة بما تحمله من دروس تمثل عظات مهمة للقوالب المستوعبة، ومؤكداً على حصول هذه الحتمية نظراً لكون تلك السلبية تسير عكس سنة الحياة وطبيعة استقرارها المستدام مهما طال بها الزمن، «إنها سنة الخالق القدير».
وطالب الدكتور العيسى بالاستثمار في الوعي عبر توعية الأجيال القادمة بالقيم المشتركة، بدءاً من مراحل التأسيس الأولى، خصوصاً في الأسرة والمدرسة، «فكلاهما يشكل منظومة تعليمية وتربوية مهمة للغاية لا نبالغ مجازاً عندما نقول إنها تُشَكّل النسيج الجيني»، معتبراً إياها أكبر ضامن للمستقبل، خصوصاً مستقبل الأجيال المرغوب في تأسيسها داخل منظومة القيم والسلام.
الجدير بالذكر أن «جائزة غاليليو» هي لعالم الرياضيات والفيزياء الإيطالي الإصلاحي غاليليو غاليلي الذي حكمت عليه محاكم التفتيش عام 1616م بتهمة الهرطقة الدينية، وفي مارس (آذار) 2008 قام الفاتيكان بتصحيح أخطائه تجاه غاليليو بوضع تمثال له داخل جدران الفاتيكان.
من جانب آخر، أشادت الجالية الإسلامية في إيطاليا، التي حضرت في رموز قياداتها لحفل الجائزة، بالريادة في خدمة الإسلام التي تعمل عليها أمانة رابطة العالم الإسلامي اليوم في وقت يمثل منعطفاً مهماً أحوج ما يكون إلى هذه الأعمال المهمة التي أوضحت حقيقة الدين الإسلامي أمام حملات التشويه المفتعلة، والتي وجدت من الإرهاب ذريعة لها، إما للجهل على الإسلام أو فرصة للتغرض بسبب آيديولوجية الكراهية، خصوصاً لدى اليمين المتطرف في عدد من الدول الغربية، وأن صوت رابطة العالم الإسلامي بقوة مركزها وعالمية خطابها ومحتواه الموثق والمقنع بإدارة وحضور مباشر لأمانتها العامة أصبح السلاح الحكيم المواجه لتلك الحملات والتصورات السلبية المترسخة عن الإسلام والمسلمين.