أغلبية الإسرائيليين تثق بصداقة ترمب وربعهم يخشى «صفقة القرن»

TT

أغلبية الإسرائيليين تثق بصداقة ترمب وربعهم يخشى «صفقة القرن»

أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي في إسرائيل أن ربع الإسرائيليين يخشون من أن يفرض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عليهم ثمنا باهظا من خلال خطته للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم «صفقة القرن». ويعتقد 74 في المائة من الإسرائيليين، كما يبين استطلاع آخر، بوجود احتمال ضئيل لنجاح خطته.
وقال 59 في المائة من الإسرائيليين، في الاستطلاع الذي نشره موقع صحيفة «ذا جيروزاليم بوست»، أمس الاثنين، إن المواقف الأميركية شديدة التأييد لإسرائيل، وفي مقدمتها الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمةً لإسرائيل، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، و21 في المائة من الإسرائيليين قالوا إنه رغم ذلك، فإنهم يخشون احتمال أن يعترف ترمب بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية. ولكن 62 في المائة من المشاركين في الاستطلاع نفسه، الذي نفذه مركز «سميث للاستشارات» لصالح «منتدى الشرق الأوسط» و«مشروع النصر الأميركي»، قالوا إنهم لا يؤمنون بأن ترمب سيفعل هذا.
وأظهر الاستطلاع أن 59 في المائة من المستطلعة آراؤهم من السكان اليهود في إسرائيل يعدّون ترمب أكثر رئيس مؤيد لإسرائيل إطلاقا في كل تاريخها (أميركي وغير أميركي)، في حين يعتقد 25 في المائة أن دعمه لإسرائيل لن يكون من دون ثمن. كما أظهر الاستطلاع أن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن قضيتي القدس واللاجئين لا تزالان العقبتان الكبريان أمام أي تسوية أو خطة سلام؛ 25 في المائة عدّوا «القدس» العقبة الكبرى، و25 في المائة عدّوا اللاجئين هي العقبة الكبرى.
وقال 65 في المائة من الإسرائيليين اليهود، إن على إسرائيل أن تحقق نصرا عسكريا حاسما وواضحا على الفلسطينيين، حتى يتقبلوا فكرة السلام معها ويوافقوا على إنهاء حالة الحرب.
وسئل المستطلعة آراؤهم إن كانوا يوافقون أو لا يوافقون على مقولة إن اتفاقات أوسلو قد سقطت وانقضى أمرها. فأجابت الأكثرية بالإيجاب؛ ففي اليمين وفي اليمين المتطرف، قال 86 في المائة إنهم يوافقون على ذلك، بينما عارض 14 في المائة. وفي اليمين الوسط قال 71 في المائة إنهم يوافقون على ذلك، بينما عارض 29 في المائة. وفي الوسط وافق على ذلك 71 في المائة بينما عارض المقولة 27 في المائة. وحتى في صفوف اليسار، فقد وافق 59 في المائة على أن اتفاقيات أوسلو انتهت، مقابل 41 في المائة عارضوا هذا.
وقد عقب غريك رومان، سكرتير منظمة «منتدى الشرق الأوسط»، بأن «هذه النتائج تعد ناقوسا يحذر حكومة إسرائيل من الاستمرار في الوضع الحالي؛ فالجمهور يريد حسما ويسوده القلق، ويفتش عن حروب وانتصارات، وهذا كله تعبير عن الإحباط».
وأما استطلاع «مؤشر السلام» الشهري، الذي يجريه «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية» وجامعة تل أبيب، فقد بين أن 83 في المائة يعدون «الطائرات الورقية الحارقة»، التي تطلق من قطاع غزة، تهديدا أمنيا لإسرائيل، ويعتقدون أنه يجب على الجيش الإسرائيلي أن يستهدف مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بشكل مباشر، (87 في المائة من العرب المستطلعة آراؤهم في هذا الاستطلاع رأوا العكس).
وجاء أيضا أن 77 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن مصالح إسرائيل مهمة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، بينما يعتقد فقط 25 في المائة أن مصالح الفلسطينيين مهمة له.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».