خبراء: الاستثمار العقاري في إنجلترا ما زال يعيش أفضل حالاته

اثنان في المائة حجم الرهون العقارية الإسلامية في السوق البريطانية

العوائد الربحية من القطاع العقاري عند مستويات غير مسبوقة تخطت 10 في المائة على مستوى البلاد ونحو 14 في المائة في لندن والأماكن المحيطة
العوائد الربحية من القطاع العقاري عند مستويات غير مسبوقة تخطت 10 في المائة على مستوى البلاد ونحو 14 في المائة في لندن والأماكن المحيطة
TT

خبراء: الاستثمار العقاري في إنجلترا ما زال يعيش أفضل حالاته

العوائد الربحية من القطاع العقاري عند مستويات غير مسبوقة تخطت 10 في المائة على مستوى البلاد ونحو 14 في المائة في لندن والأماكن المحيطة
العوائد الربحية من القطاع العقاري عند مستويات غير مسبوقة تخطت 10 في المائة على مستوى البلاد ونحو 14 في المائة في لندن والأماكن المحيطة

ما زالت سوق العقارات البريطانية وخاصة جنوب البلاد من أهم وأكثر القطاعات الاستثمارية أمانا، وفقا لبيانات حكومية وغير حكومية، أثبتت أن العوائد الربحية من القطاع العقاري عند مستويات غير مسبوقة تخطت ارتفاعا سنويا نسبته 10 في المائة على مستوى البلاد ونحو 14 في المائة في لندن والأماكن المحيطة.
يقول ستيفن لانغ، الباحث العقاري في شركة سافيلاس للاستثمار العقاري والمزادات العقارية في إنجلترا، على هامش مؤتمر عقدته جمعية المصرفيين العرب في لندن الأسبوع الماضي، بأن بعض المؤشرات توضح الإيجابيات الفعلية في السوق، بجانب السلبيات المحتمل وقوعها في المستقبل القريب.
وأكد لانغ أن المبيعات في وسط لندن ما زالت عند معدلات مرتفعة، والطلب يتزايد، ولكنه أضاف إلى أن احتمالية تشبع السوق وتغيير النهج الصعودي الحالي أمر ما زال مطروحا لم يستثنه من المعادلة، موضحا أنه في حال حدوث تشبع للسوق، فلن تنخفض الأسعار بحسب، ولكننا سنرى هدوءا في سوق الشراء، وارتفاعا في سوق الإيجارات.
وأضاف الباحث العقاري أن الحكومة تبذل الكثير من الجهود لأن تضع حدا للارتفاع المتزايد في أسعار العقارات، إضافة إلى الحد من الإقراض تخوفا من إشعال فتيل أزمة مالية جديدة. وأوضح أن من أهم وأوضح الأدوات التي تستخدمها الحكومة هي زيادة سعر فائدة البنك المركزي من 0.5 في المائة الحالية إلى 2.5 في المائة في غضون عام أو عامين على الأكثر بحسب تصريحات محافظ البنك مارك كارني.
وتشهد بريطانيا طفرة عقارية ملموسة منذ العام الماضي تسببت بارتفاع في متوسط أسعار العقارات خلال العام الحالي 2014 بأكثر من 10 في المائة، فيما تركز الارتفاع في أسعار العقارات على مدينة لندن، وتحديدا وسط المدينة، نتيجة تدفق أعداد كبيرة من المستثمرين الصينيين والروس والخليجيين.
بدوره تحدث وسيم خان المحامي في نورتون روز فولبريت موضحا دور توسع لندن في قطاع المصرفية الإسلامية، وبدء تقديم خدمات الرهن العقاري الإسلامي من عدد من البنوك، مشيرا إلى أن هذا النوع من التمويلات بدا واضحا في وسط لندن، وأن النسبة الإجمالية لا تتعدى 2 في المائة على مستوى الدولة بأكملها، مؤكدا أن هذا الرقم بالتأكيد سيزداد بشكل مطرد، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مؤخرا من المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، الذي انعقد للمرة الأولى في دولة خارج العالم الإسلامي، أن لندن ستطلق مؤشرا يعمل وفقا للشريعة، إضافة إلى إصدار صكوك إسلامية في سوق العاصمة المالية.
وأضاف خان، أن مزاج بعض المستثمرين الذين لا تتوفر لهم القيمة الاستثمارية كاملة، ويسعون إلى الاقتراض من أجل الشراء السكني أو الاستثمار، فيتوجهون إلى الاقتراض وفقا للشريعة. مؤكدا أن حجم العروض والمنتجات ما زال نسبيا محدودا ولكنه في ازدياد متواصل.
وعلى هامش المؤتمر تحدث لـ«الشرق الأوسط» رالف أوزارك المدير التنفيذي للاستثمار لمجموعة الصقر للاستثمار العقاري عن وضع العاصمة البريطانية باعتبارها واحدة من أفضل البيئات الاستثمارية في العالم، موضحا أن المملكة المتحدة بأكملها تتمتع بسمعة طيبة نظير بيئتها السياسية المستقرة، ونظامها القانوني الشفاف وبنيتها التحتية الراسخة.
وأكد أن لندن هي المركز المالي للعالم. فهي مدينة دولية ناضجة من الناحية الاقتصادية، وملاذ مفتوح، ومتاح وآمن للمستثمرين.
وأضاف: «يعلّق المستثمرون السّعوديون الذين نعمل معهم أهميّة كبيرة على تطوير محافظهم العقارية في المملكة المتحدة، ويسعون بنشاط وراء فُرصٍ تسمح لهم بمزيد من التوسّع في لندن وعلى كامل نطاق المملكة المتحدة من خلال الخدمات التي نقدّمها. يتمثل هدف شركتنا في زيادة حصّة المستثمرين السعوديين في سوق عقارات المملكة المتحدة التي تعرف ارتفاعا سريعا. يمكننا تحقيق ذلك من خلال تزويد عملائنا بالفرص الاستثمارية التي يمكن أن تعود عليهم بأرباح غيبية في مناطق أخرى من العالم».
وتأتي تطمينات الخبراء في الوقت الذي يسعى فيه بنك إنجلترا المركزي إلى كبح جماح سوق الإسكان المتنامية في بريطانيا بعد بإعلانه الأسبوع الماضي عن سقف لقروض شراء المنازل وتشديد إجراءات التأكد من قدرة المقترضين على سداد رهونهم العقارية.
وبحسب «رويترز» قالت لجنة السياسة المالية بالبنك إن 15 في المائة فقط من الرهون العقارية الجديدة هي التي سيسمح بتجاوزها 4.5 ضعف دخل المقترض وذلك بدءا من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وشهدت سوق الإسكان في بريطانيا انتعاشا كبيرا بفضل انخفاض أسعار الفائدة وتراجع البطالة إلى جانب البرامج التي ترعاها الحكومة.
غير أن صناع السياسات ازدادوا قلقا من الزخم الذي تشهده سوق الإسكان؛ إذ ترتفع الأسعار نحو عشرة في المائة سنويا في بريطانيا.
وقال محافظ «بنك إنجلترا» مارك كارني في مؤتمر صحافي للإعلان عن الإجراءات الجديدة إن هذه الإجراءات «ستحول دون تجاوز الإقراض بكثير نمو الدخل، ودون الانزلاق إلى إقراض محفوف بمخاطر أكبر وارتفاع المديونية التي قد تقوض النمو الاقتصادي على المدى المتوسط»، مضيفا أن خطر دخول قطاع الإسكان في نمو محموم يظل أكبر خطر يهدد اقتصاد المملكة المتحدة.
وارتفعت أسهم شركات بناء المنازل البريطانية أكثر من خمسة في المائة بعد أن عدّت السوق هذه الإجراءات أقل صرامة من المتوقع، فيما سجلت أسعار السندات الحكومية البريطانية أدنى مستوى لها أمس بعد أن قال كارني إن الإجراءات لن تؤثر على أسعار الفائدة.
وبدءا من يوم الخميس سيتعين على المقترضين إثبات قدرتهم على سداد القرض العقاري حتى ولو ارتفعت أسعار الفائدة ثلاثة في المائة مقارنة مع واحد في المائة على الأقل في السابق.
وتبلغ أسعار الفائدة حاليا 0.5 في المائة لكن الأسواق تتوقع ارتفاعها بحلول نهاية السنة الحالية أو بداية العام المقبل.
وقال: «بنك إنجلترا» إن التأثير المباشر للسقف الجديد سيكون في أضيق الحدود، نظرا لأن معظم البنوك حاليا تقدم قروضا في حدود المعدل البالغ 4.5 مرة من الدخل، وستستمر في ذلك على الأرجح. وأضاف أن هذا الإجراء يهدف لتوفير تأمين ضد مخاطر زيادة الزخم في سوق الإسكان.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».