تونس: دعوى ضد قيادات في «النهضة» بشبهة تسفير شبان إلى «بؤر الإرهاب»

TT

تونس: دعوى ضد قيادات في «النهضة» بشبهة تسفير شبان إلى «بؤر الإرهاب»

أحالت النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في تونس إلى القضاء المختص دعوى جزائية قدمتها عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر (يضم رموزا من النظام السابق) ضد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعلي العريض وحمادي الجبالي والحبيب اللوز والحركة بشخص ممثلها القانوني، وذلك على خلفية شبهة ضلوعهم في تسفير الشباب في تونس إلى بؤر الإرهاب في سوريا وليبيا والعراق.
وأحيلت القضية على القاضي المختص بالنظر في قضايا الإرهاب. وأعلن الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه عبير موسى، الأمينة العامة المساعدة السابقة للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، أن القضاء وافق على فتح تحقيق في الملف بواسطة «الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب» في ثكنة الحرس الوطني في العوينة (في العاصمة التونسية). ومن المنتظر الاستماع إلى الممثل القانوني للحزب وإلى المتهمين وكل من سيكشف عنه التحقيق من قبل الوحدة المذكورة في الأيام المقبلة.
واعتمدت رئيسة الحزب الدستوري الحر في دعواها القضائية على الاتهامات التي تضمنها شريط وثائقي بثته قناة «الشروق» الجزائرية في 12 مايو (أيار) الماضي، واتهمت من خلاله قياديين من النهضة بالتورط في تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر والإرهاب وذلك إبان فترة حكم النهضة من 2011 إلى 2013.
وكانت حركة النهضة أعلنت عن رفع شكوى قضائية ضد القناة الجزائرية واتهمتها ببث إشاعات غير صحيحة وأنها لم تحاول الاتصال بقيادات من الحركة للاستفسار واستقاء المعلومات من مصادرها.
وتضمن الشريط الوثائقي بعنوان «مجندون تحت الطلب» شهادات واعترافات موثقة لإرهابيين تونسيين تتهم قيادات حركة النهضة وعددا من الجمعيات بالتورط في تسفيرهم إلى بؤر التوتر من أجل القتال في التنظيمات الإرهابية.
وقال إرهابيون تونسيون معتقلون في أحد السجون الليبية، إن حكومة «الترويكا» (فترة حكم حركة النهضة)، قدمت لهم تسهيلات للسفر عبر المطارات والمعابر الحدودية. وقال حمزة الجريء وهو أحد المتهمين بالإرهاب، في شهادته، إن قيادات من حركة النهضة كانت تشجعهم وتحضهم على السفر إلى سوريا خلال اندلاع الثورة هناك على حد قوله.
وشكل البرلمان التونسي منذ يناير (كانون الثاني) لجنة برلمانية للتحقيق في شبكات تسفير المقاتلين إلى سوريا غير أنها وبعد نحو سنة ونصف لم تحقق أي نتائج. وتوجه التيارات اليسارية تهما إلى حركة النهضة وبقية الأحزاب والجمعيات الإسلامية بتسهيل خروج الشباب التونسي إلى بؤر الإرهاب، وهو ما تنفيه قيادات حركة النهضة.


مقالات ذات صلة

مقتل شرطيين اثنين في انفجار قنبلة بسيارة شمال غربي باكستان

آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يتفقدون موقع تفجير انتحاري استهدف سيارة للشرطة في بيشاور بباكستان في 11 مايو 2025 (إ.ب.أ)

مقتل شرطيين اثنين في انفجار قنبلة بسيارة شمال غربي باكستان

قالت الشرطة إن قنبلة قوية انفجرت بالقرب من سيارة تقل عدداً من رجال الشرطة في شمال غربي باكستان الأحد مما أسفر عن مقتل شرطيين اثنين على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين.

«الشرق الأوسط» (بيشاور( باكستان) - كابل)
آسيا وزير الداخلية الأفغاني بالإنابة سراج الدين حقاني ويوي شياو يونغ المبعوث الخاص للصين ومحمد صادق المبعوث الخاص لباكستان يجتمعون في كابل الأحد (وزارة الداخلية الأفغانية)

باكستان والصين وأفغانستان تتعهد بتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية

تعهدت باكستان والصين وأفغانستان بتعزيز العلاقات الاقتصادية خلال اجتماع ثلاثي استضافه وزير الخارجية الأفغاني المؤقت أمير خان متقي في كابل.

«الشرق الأوسط» (بيشاور - كابل)
المشرق العربي من الاجتماع الخماسي لسوريا ودول الجوار في العاصمة الأردنية عمان في 9 مارس (الخارجية التركية)

اجتماع لوزراء خارجية تركيا وسوريا والأردن لبحث القضايا الأمنية والتطورات الإقليمية 

يعقد في أنقرة، الاثنين، اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث التطورات في المنطقة والوضع الأمني في ظل التصعيد الإسرائيلي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
تحليل إخباري أكراد يرفعون صورة لأوجلان خلال احتفالات عيد النوروز في إسطنبول 21 مارس (رويترز)

تحليل إخباري تركيا تنتظر إعلان حلّ «الكردستاني» وسط جدل حول مصير أوجلان

يحظى الإعلان المرتقب عن حلّ حزب «العمال الكردستاني» بترحيب واسع في تركيا، ويُعدّ تمهيداً لإنهاء «المشكلة الكردية».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا جنود من جيش طاجيكستان يسيرون باتجاه الساحة الحمراء لحضور بروفة للعرض العسكري ليوم النصر بموسكو في روسيا السبت 3 مايو 2025 (أ.ب)

مقتل 8 عمال أفغان في انفجار منجم بطاجيكستان

لقي ثمانية عمال أفغان حتفهم في انفجار غاز الميثان بمنجم بطاجيكستان، مما يبرز المخاطر التي يواجهها العمال المهاجرون.

«الشرق الأوسط» (كابل )

اختطاف يمنيين في إب بتهمة طمس «الصرخة الخمينية»

جانب من حملة شعبية لإزالة وطمس للشعارات الحوثية في إب (إكس)
جانب من حملة شعبية لإزالة وطمس للشعارات الحوثية في إب (إكس)
TT

اختطاف يمنيين في إب بتهمة طمس «الصرخة الخمينية»

جانب من حملة شعبية لإزالة وطمس للشعارات الحوثية في إب (إكس)
جانب من حملة شعبية لإزالة وطمس للشعارات الحوثية في إب (إكس)

عادت الجماعة الحوثية من جديد لشن حملات ملاحقة وتعقب ضد المدنيين بمحافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، على خلفية اتساع الحملات الشعبية لإزالة وطمس شعارات الجماعة، بما فيها شعار «الصرخة الخمينية» من الشوارع وجدران المنازل والمؤسسات الحكومية والأهلية.

وكشفت مصادر محلية في المحافظة لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قادة الجماعة استنفروا عناصرهم الأمنيين في اليومين الماضيين لتنفيذ حملات دهم لمنازل السكان في أحياء حراثة، والمعاين، والأكمة، والسبل، وقحزة، بعاصمة المحافظة (مدينة إب)، أسفرت عن خطف نحو 15 مدنياً بعد اتهامهم بالوقوف وراء طمس الشعارات.

ويتزامن ذلك مع فشل مُستمر لأجهزة الجماعة الحوثية في معرفة من يقفون خلف إزالة الشعارات وصور القتلى من على الجدران وواجهات المنازل والمباني.

ويخشى الانقلابيون من أن استمرار ما يصفونه بـ«التعدي المجهول» بطمس شعاراتهم وإزالة صور قتلاهم في إب، قد يُنذر باندلاع انتفاضة وشيكة في أوساط السكان ضد وجودهم في المحافظة.

الحوثيون يلطخون جدران مسجد في صنعاء بشعاراتهم (الشرق الأوسط)

واتسعت رقعة الاستهداف الشعبي لطمس وإزالة شعار «الصرخة الخمينية» وصور قتلى الجماعة بمركز المحافظة وصولاً إلى مدينة «القاعدة» بمديرية ذي السفال (جنوب إب) وأحياء بمديرية العدين (جنوب غرب)، حيث نفذت حملات دهم مماثلة، خطفت فيها الجماعة عدداً من المدنيين بينهم 6 أطفال.

وأفاد شهود لـ«الشرق الأوسط»، بكسر سكان المحافظة حاجز الخوف من قمع الجماعة عبر تنفيذهم حملات سرية لمحو الشعارات الحوثية من على جدران المدينة.

ويأتي ذلك متوازياً مع نصب الانقلابيين مكبرات صوت ضخمة في تقاطعات عدد من الشوارع الرئيسة وفي بعض الأسواق وعلى مداخل الأحياء في المدينة لبث مواد إذاعية تروج لأفكار الجماعة ولانتصاراتها المزعومة مع بث أهازيج حماسية لاستقطاب مقاتلين جُدد ودعم المجهود الحربي.

تأييد شعبي

ويقول مُفيد، وهو مواطن من إب، لـ«الشرق الأوسط»، إنه رأى خلال ساعة متأخرة من الليل، لدى عودته من متجره إلى منزله في وسط المدينة، ثلاثة شبان وهم ينفذون حملة لإزالة شعارات الجماعة بذات الحي.

وأفاد بأن الشبان المناوئين للانقلاب قاموا بعد طمس الشعارات الطائفية برسم العلم اليمني، وكتابة عبارات مضادة للفكر الحوثي، ومطالبة برحيل الجماعة.

شعار الصرخة الخمينية تعرض للطمس في إب اليمنية (إكس)

ويؤكد مفيد أن السكان لم يستجيبوا لدعوات الحوثيين بالإبلاغ عن الأشخاص الذين يقومون بمثل ذلك العمل، لاعتقادهم أن تلك الشعارات طائفية وغير وطنية، ولا تعود بالنفع على سكان المحافظة، بل تستهدفهم بالتعبئة والحشد إلى الجبهات.

ويتحدث الشاهد عن شن عناصر من الحوثيين ظهر اليوم التالي بعد تلقيهم بلاغات من جواسيس تابعين لهم، حملات دهم لكثير من المنازل، حيث باشروا بفتح تحقيقات مع بعض السكان لمعرفة من يقف وراء طمس الشعارات.

وجاء استمرار حملات الطمس لشعارات الجماعة في إب، جراء افتقاد الأخيرة إلى وجود حاضنة شعبية لها بتلك المحافظة التي تعيش تحت حكم الانقلاب بالقوة.

وكانت الجماعة الحوثية كثّفت في أوقات سابقة من بث شعاراتها على جدران أحياء في مدينة إب وعدد من مديرياتها، وهو ما يثير حالة من الغضب والرفض الواسع لها في أوساط السكان.