ميسي في ورطة ويبدو غير قادر على التأقلم مع منتخب الأرجنتين

هل كانت فرنسا محظوظة بمواجهتها منتخب التانغو في دور الـ 16 اليوم؟

منتخب الأرجنتين بعد تخطي نيجيريا والتأهل لدور الستة عشر (أ.ف.ب)  -  أغويرو أحد نجوم الأرجنتين بجانب ميسي (إ.ب.أ)
منتخب الأرجنتين بعد تخطي نيجيريا والتأهل لدور الستة عشر (أ.ف.ب) - أغويرو أحد نجوم الأرجنتين بجانب ميسي (إ.ب.أ)
TT

ميسي في ورطة ويبدو غير قادر على التأقلم مع منتخب الأرجنتين

منتخب الأرجنتين بعد تخطي نيجيريا والتأهل لدور الستة عشر (أ.ف.ب)  -  أغويرو أحد نجوم الأرجنتين بجانب ميسي (إ.ب.أ)
منتخب الأرجنتين بعد تخطي نيجيريا والتأهل لدور الستة عشر (أ.ف.ب) - أغويرو أحد نجوم الأرجنتين بجانب ميسي (إ.ب.أ)

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الأداء الضعيف للمنتخبات الكبرى في كأس العالم 2018 بروسيا، وصدقوني عندما أقول إنني أعلم الكثير عن هذا الأمر بالتحديد، لأنني كنت أحد العناصر التي شاركت مع منتخب فرنسا في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان والذي شاركت فيه فرنسا كحاملة للقب كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية عام 2000 وكنا نلعب كرة قدم رائعة ولدينا ثقة كبيرة وقدرات فنية وبدنية ممتاز.
وذهب المنتخب الفرنسي لكأس العالم 2002 بقائمة تضم كوكبة من اللاعبين الرائعين يأتي على رأسهم تيري هنري وديفيد تريزيغيه وغابريل سيسيه، وهم الثلاثة لاعبين الذين كانوا يتصدرون قائمة هدافي الدوري الإنجليزي والإيطالي والفرنسي، إذا كانت تسعفني الذاكرة. وكانت معظم الترشيحات ترجح كفة «الديوك الفرنسية» للحصول على لقب كأس العالم، ولم يتخيل أي شخص أنه يمكن أن نواجه مشكلات في المجموعة التي كانت تضم إلى جانب فرنسا كلا من أوروغواي والدنمارك والسنغال، التي كانت تشارك في كأس العالم للمرة الأولى. ومع ذلك، خرجت فرنسا من الدور الأول للبطولة من دون أن تسجل أي هدف، في واحدة من أكبر الإخفاقات في تاريخ كأس العالم.
وكان نجم المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان قد تعرض للإصابة في التدريبات وغاب عن المباراتين الأولى والثانية وعاد للمشاركة في المباراة الثالثة ولم يكن لائقا تماما من الناحية البدنية، لكنه عاد بعدما كان المنتخب الفرنسي قد خرج من المسابقة بالفعل. وخسرنا المباراة الافتتاحية أمام السنغال بهدف دون رد في مفاجأة من العيار الثقيل، وربما كانت هذه النتيجة هي إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ المونديال بأكمله. لكن الشيء اللافت للنظر حقا هو مدى التأثير السلبي الذي وقع علينا نتيجة هذه الهزيمة. لقد كنا أبطال العالم، لكن هزيمة واحدة فقط أربكت كافة الحسابات وقلبت الأمور رأسا على عقب.
لقد كنت أنا قائد الفريق آنذاك، وشعرت بأننا نواجه موقفا صعبا للغاية بعد هذه الهزيمة. وعقدنا عددا من الاجتماعات مع اللاعبين من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وإعادة الثقة إلى الفريق وتصحيح الأخطاء التي وقعنا فيها، لكنني تفاجأت بالسرعة الكبيرة التي فقدنا بها السيطرة على كل شيء. ربما يعود السبب في ذلك إلى الضغوط الكبيرة التي كنا نواجهها لأننا كنا ندافع عن لقب كأس العالم وكنا نخشى من الخسارة. لقد دخلنا المسابقة ونحن أبطال العالم وندافع عن لقب المونديال وفجأة أصبحنا ندافع عن مجرد بقائنا في البطولة وخسرنا كل شيء في نهاية المطاف.
إنه لأمر صعب للغاية أن تدافع عن لقب كأس العالم، وانظروا إلى ما حدث لمنتخب إسبانيا في كأس العالم 2014 ولمنتخب ألمانيا في روسيا، فقد حدث معهما نفس الشيء وخرجا من الدور الأول للبطولة! ويمكن تشبيه الأمر بلاعب التنس الذي يكافح من أجل الفوز بالمباراة لكن يده ترتعش بقوة في النقطة الحاسمة للمباراة! وفي كرة القدم، عندما يتسلل الخوف إلى نفوس اللاعبين فإنه يحجم قدراتهم تماما.
لكني أعتقد أن الأمر مختلف بعض الشيء مع منتخب الأرجنتين، الذي كان أحد المرشحين للفوز بالمونديال قبل انطلاق البطولة. وبالنسبة لي، فإنه لشيء مؤلم أن أتحدث عن المشكلات التي يواجهها المنتخب الأرجنتيني لأن ذلك يعني توجيه الانتقادات إلى النجم ليونيل ميسي، الذي من المفترض أن يُظهر للعالم أجمع أنه قادر على قيادة منتخب بلاده في المحافل الكروية الكبرى. لكن ميسي أهدر ركلة جزاء في مباراة الأرجنتين أمام آيسلندا، والتي كان يمكنها أن تمنح منتخب بلاده فوزا في أشد الحاجة إليه، رغم أننا نتفق جميعا على روعة الهدف الذي أحرزه في مرمى نيجيريا. وكانت الأرجنتين على بُعد خمس دقائق فقط من الخروج من كأس العالم لولا الهدف القاتل الذي أحرزه ماركوس روخو.
نحن نعرف جميعا أن ميسي لاعب عظيم وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لكننا نشعر بالحزن من أجله. إننا نرى جميعا ميسي وهو يقدم أداء مذهلا مع نادي برشلونة الإسباني، لكنه يواجه مشكلة كبيرة عندما يرتدي قميص المنتخب الأرجنتيني. وهناك شيء مفقود وغير مفهوم في هذا الأمر: هل هو اللعب الجماعي، أم الثقة في النفس، أم ماذا؟ ويبدو من الواضح أن ميسي لا يلعب بشكل جماعي مع الفريق، كما أنه من الواضح أيضا أن المنتخب الأرجنتيني يضم عددا كبيرا من اللاعبين الرائعين من أصحاب المهارات الفذة في الخط الأمامي، لكن يبدو أن هؤلاء اللاعبين غير قادرين على تقديم أفضل ما لديهم مع منتخب بلادهم. ومن الواضح للجميع أن المنتخب الأرجنتيني يعاني بشدة، فهل سبب ذلك يعود إلى النظام المتبع، أم أن اللاعبين يتفقدون للروح المعنوية المطلوبة؟ ومن غير المقبول أن تعزي الأرجنتين هذه المشكلات إلى الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها اللاعبون بسبب المقارنة الدائمة بجيل دييغو أرماندو مارادونا، لأنه قد مر وقت طويل للغاية على هذا الأمر، بالإضافة إلى أن المنتخب الأرجنتيني يضم كوكبة من اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة الذين يلعبون في أقوى الدوريات في العالم، وبالتالي فإنهم معتادون على اللعب تحت الضغوط الكبيرة.
ولم يكن الجمهور الأرجنتيني يتخيل أن منتخب بلادهم سيلعب المباراة الثالثة في كأس العالم وهو يتذيل مجموعته خلف منتخب مثل آيسلندا! لكن ربما لم يكن الأمر مفاجئا بهذا الشكل، لأن منتخب الأرجنتين قد عانى بقوة من أجل التأهل لنهائيات كأس العالم وتعرض لهزيمة قاسية ومذلة أمام إسبانيا بستة أهداف مقابل هدف وحيد قبل وقت ليس بالبعيد، رغم أن ميسي لم يشارك في هذه المباراة. ومن الممكن أن يبدأ أي منتخب كبير مشواره في كأس العالم بنتيجة سلبية ثم يواصل العمل ويحصل على اللقب في نهاية المطاف، مثل إسبانيا على سبيل المثال، التي خسرت أول مباراة لها في كأس العالم 2010 أمام سويسرا ثم توجت بلقب البطولة في نهاية المطاف. لكن من الصعب أن يتكرر هذا السيناريو مع الأرجنتين اليوم.
وما زلت أتذكر حتى اليوم كيف فازت الأرجنتين بكأس العالم عام 1978. والتي كانت بداية متابعتي لكرة القدم، وما زلت أتذكر لاعبين عظماء مثل ماريو كيمبس وأوزفالدو أرديليس، ثم جاء بعد ذلك الجيل الذهبي بقيادة خورخي بورتشاغا وخورخي فالدانو ومارادونا في كأس العالم عام 1986 بالمكسيك. لكن اليوم، يمكنك أن تقول بكل ثقة إن المنتخب الأرجنتيني ليس جيدا، كما أن الأداء الذي قدمته الأرجنتين في مبارياتها الثلاث في كأس العالم حتى الآن لا يجعلها قادرة على أن تكون ضمن أفضل خمسة أو ستة منتخبات في البطولة.
ومن هذا المنطلق، يمكن أن نقول إن فرنسا كانت محظوظة لأنها ستواجه الأرجنتين في دور الستة عشر، وليس كرواتيا، التي قدمت أداء رائعا ولعبت بثقة كبيرة في دور المجموعات. لكنني كمشجع لمنتخب فرنسا أرى أن هناك مشكلة تتمثل في أن التأهل الصعب لمنتخب الأرجنتين قد يمنح اللاعبين دفعة كبيرة في دور الستة عشر تمكنهم من تقديم أداء مختلف عما قدموه في دور المجموعات. ودعونا نقول بكل صراحة إن منتخب فرنسا هو الآخر لم يقدم الأداء الذي يجعلنا متفائلين بنتائجه في المباريات القادمة!
ومع ذلك، ما زلت أشعر بأن المنتخب الحالي لفرنسا ما زال لديه الكثير ولم يقدم كل ما لديه حتى الآن. وأعتقد أن فرنسا قادرة على تقديم أداء أفضل، وفي الحقيقة يتعين عليها القيام بذلك إذا كانت تريد تخطي عقبة الأرجنتين. وحتى الآن، لعبت فرنسا ثلاث مباريات أمام فرق تلعب بطريقة دفاعية في المقام الأول ولا تسعى للاستحواذ على الكرة، لكن المنتخب الفرنسي يظهر بشكل أفضل أمام المنتخبات التي تلعب بشكل مفتوح ويضم مجموعة من اللاعبين القادرين على اللعب بشكل رائع في الهجمات المرتدة، رغم أن هؤلاء اللاعبين لم يظهروا قدرتهم على التحكم في وتيرة المباريات حتى الآن.
وأود أن أقول كلمة سريعة عن المنتخب الإنجليزي، الذي أظهر، على الأقل، قدرته على تسجيل الأهداف في كأس العالم الحالية. قد يقول البعض إن المنتخب الإنجليزي سجل عددا كبيرا من الأهداف لأنه يلعب أمام خصم متواضع مثل بنما، لكنه ليس خطأ المنتخب الإنجليزي أن يلعب أمام خصم ضعيف، وأرى أن الأداء الذي قدمه المنتخب الإنجليزي يشير إلى أنه سيكون له مستقبل جيد، سواء في كأس العالم القادمة أو في كأس الأمم الأوروبية 2020. أما بالنسبة لمنتخب بنما، فأنا لا أتفق مع أولئك الذين ينتقدون وجود منتخبات ضعيفة في كأس العالم. صحيح أن هذا المنتخب قد تلقى ستة أهداف أمام إنجلترا وظهر بشكل بدائي في الكرات الثابتة، لكن انظروا إلى السعادة التي غمرت اللاعبين والجهاز الفني والجمهور البنمي بعد تسجيل هدفهم الوحيد! بالنسبة لي، أرى أن هذا الشعور بالسعادة هو الهدف الأساسي الذي تلعب من أجله كرة القدم.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».