انتظرت كوريا الجنوبية 16 عاماً للثأر لهزيمتها أمام ألمانيا في كأس العالم لكرة القدم، وبينما جاء فوزها 2 - صفر، مساء أول من أمس على أبطال العالم في دور المجموعات، وليس في الدور قبل النهائي فإن مذاقه ليس أقل روعة.
وحرمت ألمانيا المنتخب الكوري بقيادة المدرب الهولندي غوس هيدينك من مكان في النهائي عام 2002 بالفوز 1 - صفر في العاصمة سيول بعدما فازت كوريا، التي استضافت البطولة بالاشتراك مع اليابان، على كل من بولندا والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا في طريقها للدور قبل النهائي.
ولم يتوقع كثيرون أن تستطيع كوريا الثأر في مونديال روسيا، لكن المدرب شين تاي - يونغ قال قبل المباراة: «الكرة مستديرة وأي شيء يمكن أن يحدث».
وأثبت هدفان في الوقت المحتسب بدل الضائع عن طريق كيم يانغ - جوون وسون هيونغ - مين ذلك.
ووصفت وسائل الإعلام الكورية أمس الفوز على المنتخب الألماني صاحب المركز الأول في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) بأنه «معجزة كازان». وكتبت صحيفة كوكمين ايلبو أن المنتخب الكوري تحول من «فريسة إلى صياد».
وأضافت الصحيفة اليومية: «على مدار 88 عاماً هو تاريخ كأس العالم كانت ألمانيا هي البطلة دائماً. لكن هذا الفريق الألماني خضع للكوريين في كأس العالم 2018 في روسيا».
وفي صفحة الرياضة بصحيفة «هيرالد بيزنس»: «العملاق الألماني تحول من الهدوء إلى الدموع في 99 دقيقة». فيما كتبت وكالة «يونهاب» للأنباء: «بعد هزيمتين في 1994 و2002 نجحت كوريا الجنوبية أخيراً في إيقاف الدبابة الألمانية». وقال الاتحاد الكوري لكرة القدم: «الروح القتالية للمنتخب حركت البلد بأكمله».
وقال آهن غونغ - هوان مهاجم كوريا الجنوبية السابق الذي أحرز هدف الفوز على إيطاليا في دور الستة عشر عام 2002 إن النتيجة عبَّرت عن مفاجآت كرة القدم.
وأضاف آهن الذي يعمل في تلفزيون كوريا خلال كأس العالم الحالية: «هذه هي كرة القدم. الرياضة التي يمكن تحدث فيها أمور غير متوقعة».
وكانت كوريا الجنوبية بحاجة للفوز بفارق هدفين على الأقل للحفاظ على آمالها في التأهل من المجموعة السادسة، لكن الفوز المفاجئ للسويد 3 - صفر على المكسيك أنهى مشاركتها وألمانيا في البطولة.
لكن رغم الخروج ابتهج الكوريون الجنوبيون، وطالبوا السلطات المحلية بإعفاء عدد من اللاعبين من الخدمة العسكرية الإلزامية. وعنونت صحيفة «دونغ - آي» اليومية الكورية الجنوبية: «لم نتأهل لدور الـ16... لكننا أرسلنا أبطال العالم إلى ديارهم».
وكتبت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى: «نحن فخورون بكم، لقد هزت هذه الصدمة كوريا الجنوبية وقلبتها رأساً على عقب».
وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، أن «محاربي التايغوك» الذين بلغوا الدور نصف النهائي لنهائيات 2002 التي استضافتها بلادهم واليابان، «أسقطوا معهم» حاملة اللقب.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية، إغداق عشرات آلاف لمشجعين رسائل الثناء على أداء المنتخب. وعلق أحدهم قائلاً: «هذا الفوز تسبب بصدمة أكبر من تأهلنا للدور نصف النهائي لمونديال 2002 (خسرت كوريا الجنوبية أمام ألمانيا بهدف مايكل بالاك)».
وأضاف آخر: «من يهتم بعدم تأهلنا لدور الـ16؟ لقد أسقطنا ألمانيا، الرقم واحد في العالم».
وانضم رئيس الوزراء لي ناك - يون إلى المشجعين، فغرّد عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «اليوم تغلّب الواقع على خيالنا»، مثمناً أداء اللاعبين.
وطالب المشجعون بإعفاء اللاعبين النجوم من الخدمة العسكرية التي تصل مدتها إلى سنتين، ومنهم جناح توتنهام هوتسبر الإنجليزي سون هيونغ - مين والحارس تشو هيون - وو. وقال أحد المشجعين: «لقد منحونا الكثير من الأمل. يجب ألا تضيع موهبتهم في الخدمة العسكرية».
الكوريون سعداء بتحول منتخبهم من فريسة إلى صياد
نجح في الثأر من الألمان بعد 16 عاماً من الانتظار
الكوريون سعداء بتحول منتخبهم من فريسة إلى صياد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة