محمد هنيدي: ندرس تقديم جزء ثانٍ من «أرض النفاق» رمضان المقبل

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه سيعود إلى المسرح قريباً

لقطة من مسلسل «أرض النفاق»
لقطة من مسلسل «أرض النفاق»
TT

محمد هنيدي: ندرس تقديم جزء ثانٍ من «أرض النفاق» رمضان المقبل

لقطة من مسلسل «أرض النفاق»
لقطة من مسلسل «أرض النفاق»

لُقب في مصر والعالم العربي، بأنه «نجم الكوميديا»، لكنه غاب عن الدراما والتلفزيون لمدة 7 سنوات متتالية، ليعود في شهر رمضان الماضي بمسلسل «أرض النفاق» الذي سبق تقديمه في السينما المصرية عام 1968... إنه الفنان الكوميدي المصري محمد هنيدي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس تصوير المسلسل، والصعوبات التي واجهته خلال العمل، ونتائجه. وكشف عن أسباب تأجيل عرضه على القنوات المصرية، ومدى تأثير ذلك على نجاح العمل.
في البداية، يقول محمد هنيدي، قررت الابتعاد عن الشاشة والدراما الرمضانية لسنوات كثيرة لعدم وجود نص درامي قوي أستطيع العودة من خلاله، حتى عرض عليّ المنتج جمال العدل رواية «أرض النفاق» وفكرة إعادة تقديمها درامياً، فوافقت على الفور دون أي تردد، وبخاصة أن الرواية للكاتب العملاق يوسف السباعي، وقد سبق وتم تقديمها في فيلم سينمائي حمل الاسم نفسه بطولة أستاذ الكوميديا فؤاد المهندس، كما أن الرواية تتحدث عن ملامح الشخصية العربية والمصرية، ومدى تأثرها بالعالم الخارجي، وهي ملامح ثابتة يصلح تقديمها في العصور كافة، مثل المروءة، والشجاعة، والنفاق، والأخلاق وغيرها.
وعن اختياره العودة بعمل روائي درامي تحدث قائلاً: «لم أتعمد ذلك، لكن رواية مثل (أرض النفاق) لا يمكن أن أرفضها؛ لأنها تحاكي شخصيات واقعية، وفي الوقت نفسه تدور في إطار من الكوميديا، فهي مادة خصبة جداً، فضلاً عن أن هذه الرواية قد قدمها من قبل عملاق الكوميديا الفنان فؤاد المهندس، ويعتبر فيلم (أرض النفاق) من أنجح الأفلام الكوميدية التي قدمت في فترة الستينات، ونشاهده مراراً وتكراراً ونستمتع به وكأننا نشاهده للمرة الأولى».
وحول تشابه العمل الدرامي بالعمل السينمائي، أكد أنه لا يوجد تشابه على الإطلاق، وأردف: «على الرغم من أن الرواية واحدة للكاتب نفسه يوسف السباعي، فإن المعالجة الدرامية والسيناريو الذي كتبه المؤلف أحمد عبد الله مختلف تماماً عن الفيلم؛ لأن الدراما تطرقت لأجزاء متعمقة أكثر في النفس البشرية، وفي فكرة تناول الحبوب بشكل أوسع من العمل السينمائي وبما يناسب العصر الحالي، حيث اشتمل العمل الدرامي على 9 أقراص مختلفة بقصص درامية متنوعة تم عرضها على 30 حلقة».
وأوضح هنيدي، أنه لم يشعر بالخوف من المقارنة بينه وبين الراحل فؤاد المهندس قائلاً: «لا يمكن أن تتم مقارنة أي فنان حالي بالعملاق فؤاد المهندس؛ فهو أستاذ الكوميديا الذي تعلمنا منه الكثير؛ لذا فكرة المقارنة لم تكن في تفكيري تماماً، وبخاصة أنني قدمت شخصية (مسعود) دون التأثر بأداء الفنان فؤاد المهندس في فيلمه السينمائي».
وعن الصعوبات التي واجهها أثناء تجسيده دور «مسعود» في مسلسل «أرض النفاق»، يقول: «الشخصية في حد ذاتها مرهقة وصعبة للغاية، وتكمن صعوبتها في اختلاف الشخصية نفسها عندما يتناول كل (حبة)؛ لذا قدمت في هذا العمل 9 شخصيات مختلفة وليست شخصية واحدة، وهناك مشهد تأثرت به كثيراً، وهو المشهد الذي يسير فيه مسعود وهو يتساءل عن أسباب ممارسة الكذب والضرب والنفاق، لكي تسير الحياة بشكل سليم، ولماذا عندما نمارس التصرفات والممارسات الإيجابية والسليمة في حياتنا نقابل الكثير من العقبات». ولفت: «هناك مشهد آخر كان صعبا، وهو القفز من أحد الأدوار المرتفعة لأحد المنازل؛ ولأنني لدي فوبيا من الأماكن العالية، استعنت بـ(دوبلير) لأداء هذا المشهد لأنني لن أستطيع أن أقوم بذلك».
إلى ذلك، تحدث هنيدي عن التعاون مع أكثر من مخرج للعمل قائلاً «لا أجد أي صعوبة في استبدال المخرج سامح عبد العزيز، بالمخرج ماندو العدل؛ لأن المخرج سامح عبد العزيز لم يتمكن من استكمال العمل لظروف خاصة به، والمخرج ماندو العدل، كان على قدر كبير من المسؤولية؛ وقدّم العمل بشكل متميز للغاية».
أما عن تعاونه مع «العدل جروب» للإنتاج الفني والمنتج جمال العدل، فأكد أنه سعيد جداً بهذا التعاون لأن شركة «العدل جروب» من شركات الإنتاج التي يهمها أن تقدم عملاً يحترم عقول المشاهدين في كل أنحاء الوطن العربي، وليس مجرد طرح أعمال لمجرد التربح؛ فالمنتج جمال العدل له نظرة فنية محترمة.
في السياق نفسه، تحدث هنيدي عن أسباب تأجيل عرض مسلسل «أرض النفاق» على قنوات «ON E» واستبعاده من الخريطة الرمضانية «الأسباب ترجع لإدارة القناة، وأنا أقدّر موقفهم، وسيتم عرض العمل في الأيام المقبلة، وعلى الرغم من أنني وقت علمي بهذا القرار أصبت بحالة من الحزن والخوف الشديد على مجهود فريق العمل بالكامل، فإنه تم عرض العمل على أكثر من قناة أخرى خارج مصر في توقيتات مختلفة، فقد تم عرضه على قناة عمان، وعلى التلفزيون التونسي، والتلفزيون السعودي وردود الأفعال جميعها كانت إيجابية؛ مما أسعدني كثيراً، وشعرت بأن قرار تأجيل عرض العمل في التلفزيون المصري ساعد أكثر على نجاحه ومشاهدته بصورة أكبر».
وحول إمكانية تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «أرض النفاق» في رمضان المقبل، قال: تقديم جزء ثانٍ من العمل فكرة مطروحة وجارٍ دراستها؛ لأن رواية «أرض النفاق» تعتبر مثل قطعة القماش العريضة، التي تسمح أن تقدم بأشكال مختلفة ومتنوعة، وأنا أؤيد وجود جزء ثانٍ بشرط أن يكون الورق المكتوب جيداً ويحترم عقل المشاهد.
وعما إذا كان يتعمد تقديم أعمال سينمائية تم تحويلها إلى مسلسلات درامية بعد تقديمه فيلم «رمضان مبروك» درامياً، أكد أنه لم يتعمد ذلك، وإن هذا كان من قبيل المصادفة وليس أكثر. واستطرد: «أؤيد تحويل الأعمال السينمائية إلى درامية، لكن بشرط أن تكون المعالجة الدرامية لها جيدة ومختلفة عن الفيلم، وأن يكون العمل الذي يتم تحويله قد حقق نجاحاً في السينما».
هنيدي تحدث أيضاً عن تقديمه العمل الإذاعي «لحن بتلو» في شهر رمضان الماضي، فقال «العمل حقق ردود أفعال إيجابية للغاية، وأنا حريص كل عام على تقديم عمل إذاعي. وعبر تاريخي الفني قدمت 16 عملاً إذاعياً؛ نظرا لأهمية الإذاعة، ولأن جمهور الإذاعة أصبح في ازدياد مستمر، وبخاصة في الآونة الأخيرة».
وعن الجديد الذي ينوي تقديمه، أعلن أنه بصدد الاستعداد لعمل مسرحي ضخم، يعود من خلاله للمسرح الذي يعتبره بيته الأول، وأردف «أنا ابن المسرح، ولا يمكن أن أبتعد عنه، لأنه هو الذي وصلني للجمهور، وصاحب فضل عليّ في مشواري الفني، فقط كنت في انتظار العمل القوي الذي سأعلن عنه قريباً».



طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».