ماتيس يطمئن سيول وطوكيو حول موقف بلاده من بيونغ يانغ

أميركا تسعى لبناء «رادارات صاروخية» في هاواي لرصد تهديدات كوريا الشمالية

ماتيس ونظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ - مو خلال مؤتمر صحافي في سيول أمس (رويترز)
ماتيس ونظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ - مو خلال مؤتمر صحافي في سيول أمس (رويترز)
TT

ماتيس يطمئن سيول وطوكيو حول موقف بلاده من بيونغ يانغ

ماتيس ونظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ - مو خلال مؤتمر صحافي في سيول أمس (رويترز)
ماتيس ونظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ - مو خلال مؤتمر صحافي في سيول أمس (رويترز)

وصل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، إلى سيول قبل زيارة طوكيو لطمأنة حليفتي واشنطن بعد قرار دونالد ترمب تعليق المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية من جانب واحد.
ويسود قلق في المنطقة بعد أن أشاد الرئيس الأميركي بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ووصفه بأنه «شخص موهوب»، سعياً لإقناعه بالتخلي عن السلاح النووي. إلا أن ماتيس قال لنظيره في سيول، إن «الالتزام الأميركي إزاء كوريا الجنوبية لا يزال متيناً»، مضيفاً إن ذلك معناه «بقاء مستوى القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية على حاله».
وتوجه ماتيس إلى طوكيو في وقت متأخر من مساء أمس، حيث يعقد اجتماعات مع مسؤولين يابانيين. وتربط كلا البلدين معاهدة أمنية مع واشنطن، لكن التحول الدبلوماسي السريع لترمب إزاء كوريا الشمالية وضعهما في موقف حرج، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وما أثار الاستغراب خصوصاً إعلان ترمب خلال مؤتمر صحافي في أعقاب قمته مع كيم في سنغافورة في 12 يونيو (حزيران)، أنه سيعلق المناورات العسكرية المشتركة مع الجنوب، بينما قالت سيول إنها لم تبلغ بالأمر مسبقاً.
ونفذت الولايات المتحدة مناورات مع القوات الكورية الجنوبية على امتداد عقود، وكانت تشير إليها دائماً على أنها دفاعية، بينما يندد بها الشمال؛ إذ يقول إنها محاكاة لعملية غزو. وأعرب ترمب عن عدم رضاه عن كلفة المناورات، حتى أنه استخدم تعبير الشمال ليصفها بأنها «استفزازية»، مضيفاً بعدها «أريد أن أعيد جنودنا إلى بلادهم».
وفي سيول، قال ماتيس، إن تعليق مناورات «أولتشي فريدوم غارديان» على نطاق واسع يزيد الفرص أمام المفاوضات الدبلوماسية، وبالتالي «آفاق الحل السلمي في شبه الجزيرة». إلا أن الولايات المتحدة شدّدت على التزامها حماية اليابان وكوريا الجنوبية، وكلتاهما تستضيف عشرات آلاف الجنود الأميركيين، من ترسانة كوريا الشمالية النووية.
وعلق جيمس شوف، الخبير السابق في شؤون آسيا في البنتاغون، الذي يعمل حالياً في برنامج آسيا لدى «كارنيغي»: «إنهما تشعران بقلق متزايد إزاء مدى مصداقية تطميناتنا. هناك حساسية متزايدة الآن إزاء أي قرار نتخذه». لكن مسؤولاً رفيعاً في البنتاغون قلّل من أهمية الحاجة إلى طمأنة هذين الحليفين، قائلاً إن «الطمأنة جزء من الزيارة، لكنها ليست الموضوع الرئيسي»، مضيفاً إن التركيز هو «مواصلة الحوار حول اتجاه سير الأمور».
ولم تعلن بيونغ يانغ أي التزام علني بالتنازل عن أسلحتها، وأظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية أعمال صيانة متواصلة في موقع يونغبيون للأبحاث النووية. إلا أن ترمب أكد أن عملية نزع الأسلحة النووية بدأت فعلاً، وأن الشمال لم يعد يشكل تهديداً نووياً.
وبدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مقابلة مع «سي إن إن»، وكأنه يحاول الحد من سقف التوقعات بالتوصل إلى اتفاق قريب مع كوريا الشمالية، مع أنه لمح إلى جانب مسؤولين كبار آخرين إلى أن تحديد إطار وجدول زمني للمهام المترتبة على كوريا الشمالية بات على وشك الانتهاء.
في سياق متصل، قدمت وزارة الدفاع الأميركية طلباً للكونغرس بالموافقة على بناء رادارات دفاع صاروخية في هاواي، لرصد أي تهديد بالصواريخ الباليستية تطلق من كوريا الشمالية، وذلك رغم جهود التهدئة الكبيرة التي واكبت قمة سنغافورة التاريخية.
ووفقاً لصحيفة «الجيش تايمز»، فإن وزارة الدفاع الأميركية تقدمت بطلب مرفقاً بدراسة جاهزة لإقامة نظام دفاع صاروخي تبلغ تكلفته مليار دولار؛ وذلك لرصد الرؤوس الحربية على الصواريخ المتجهة إلى هاواي وغيرها من الولايات الأميركية، واستخدام صواريخ اعتراضية أرضية في ولاية ألاسكا مصممة لإسقاطها، مشيرة إلى أن تلك الرادارات ستكون قادرة على تمييز الرؤوس الحربية من غيرها المصممة لخداع أنظمة الدفاع الصاروخية. وقال السيناتور براين شاتز، ديمقراطي من هاواي، إن الرادار سيساعد في منح صواريخ ألاسكا «أعيناً أفضل»، وحتى الآن، فإن المشرعين خصصوا مبلغ 61 مليون دولار للتخطيط، لكن لم يخصصوا أموالاً للبناء، مؤكداً أنه ليس لديه الشكوك حول احتمال توفير التمويل اللازم.



ترمب: على زيلينسكي أن يكون أكثر امتناناً

من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

ترمب: على زيلينسكي أن يكون أكثر امتناناً

من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «ينبغي أن يكون أكثر امتناناً» للولايات المتحدة، وذلك بعد خوضه مشادة كلامية معه، الجمعة، في البيت الأبيض، لافتاً إلى أن التوصل إلى اتفاق حول المعادن الأوكرانية لا يزال ممكناً، وسط تقارير عن توقف تمويل مبيعات الأسلحة الأميركية الجديدة إلى أوكرانيا.

وقال الرئيس الأميركي في البيت الأبيض: «أعتقد ببساطة أن عليه أن يكون أكثر امتناناً، لأن هذا البلد (الولايات المتحدة) دعمهم في السراء والضراء».

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت الصفقة المتّصلة بالمعادن بين واشنطن وكييف التي كان يفترض أن تشكل خطوة إلى الأمام نحو وضع حد للنزاع، باتت بحكم الميتة، قال ترمب: «كلا، لا أعتقد ذلك».

وعن تقارير تفيد بأنه يدرس وضع حد للمساعدات العسكرية التي تقدّمها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، قال ترمب: «لم أتحدث حتى عن هذا الأمر حتى الآن». وأضاف: «سنرى ماذا سيحصل. هناك أمور كثيرة تحدث الآن في الوقت الذي نتحدث فيه».

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لصحيفة «وول ستريت جورنال»، الاثنين، إن إدارة ترمب أوقفت تمويل مبيعات الأسلحة الجديدة إلى أوكرانيا وتدرس تجميد شحنات الأسلحة من المخزونات الأميركية، مما يهدد قدرة كييف على مواجهة القوات الروسية.

يأتي ذلك ضمن تجميد أوسع فرضته الولايات المتحدة على المساعدات الخارجية خلال الأسابيع الأخيرة، لكن القرار بوقف الإمدادات العسكرية لأوكرانيا جاء بعد اللقاء المتوتر بين ترمب وزيلينسكي.

وأثار تعليق لزيلينسكي قال فيه إن «نهاية الحرب بعيدة للغاية» انتقادات من ترمب، الاثنين، وقال الرئيس الأميركي على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» إن التعليق هو «أسوأ تصريح يمكن أن يصدر عن زيلينسكي، ولن تتحمله أميركا طويلاً».

وأصدرت إدارة ترمب قراراً بوقف جميع المساعدات الخارجية، باستثناء تلك الموجهة لإسرائيل ومصر.

وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو منح استثناء يسمح بمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فإن المسؤول في الخارجية بيتر ماروكو لم يرسل الخطاب المطلوب إلى وزارة الدفاع (البنتاغون) لتفعيل القرار، مما أدى إلى تعليق فعلي لصفقات الأسلحة الجديدة لكييف عبر نظام التمويل العسكري الأجنبي الأميركي، بحسب «وول ستريت جورنال».

وتتلقى أوكرانيا الأسلحة من الولايات المتحدة عبر آليات عدة، منها التمويل العسكري الأجنبي ومبادرة المساعدة الأمنية التي يديرها البنتاغون، إضافة إلى سلطة الرئيس الأميركي التي تسمح بالسحب من مخزونات الأسلحة الحالية، التي كانت المصدر الأساسي لتزويد كييف بالسلاح عبر المخزونات الأميركية.

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة الأميركية إن البيت الأبيض سيبحث في اجتماع مرتقب إمكانية تعليق هذه الشحنات أيضاً.

ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين غربيين القول إن أوكرانيا قد تكون قادرة على مواصلة القتال حتى منتصف العام الحالي دون مساعدات عسكرية أميركية جديدة، مستفيدة من الشحنات التي وافقت عليها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في أيامها الأخيرة.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى قد تتراجع إذا توقفت الإمدادات الأميركية، إذ تعد الولايات المتحدة المنتج الوحيد لبعض الأنظمة الحيوية التي تمكّن الأوكرانيين من تنفيذ ضربات استراتيجية خلف الخطوط الروسية.