بيتزي يكسر القاعدة التدريبية في تاريخ الأخضر السعودي

بات أول مدرب ينال الثقة بعد منافسات كأس العالم

بيتزي (أ.ف.ب)
بيتزي (أ.ف.ب)
TT

بيتزي يكسر القاعدة التدريبية في تاريخ الأخضر السعودي

بيتزي (أ.ف.ب)
بيتزي (أ.ف.ب)

رغم الخروج من منافسات الدور الأول في مونديال روسيا الحالي، فإن الأرجنتيني بيتزي مدرب المنتخب السعودي استطاع كسر السائد ونال ثقة الاتحاد السعودي لكرة القدم ليستمر في قيادة المنتخب في بطولة كأس آسيا المقبلة، ما يؤكد حجم الرضا عما قدمه المدرب خلال الفترة الوجيزة التي أشرف خلالها على الأخضر.
ولم يسبق لأي مدرب قاد المنتخب السعودي في بطولة كأس العالم أن نال ثقة المسؤولين واستمر في منصبه، بما في ذلك المدرب خورخي سولاري الذي قاد المنتخب لأفضل إنجازات الكرة السعودية بالوصول للدور الثاني في مونديال أميركا 1994، حيث غادر المدرب وتولى البرتغالي فيغادا قيادة الأخضر ليحقق معه بطولة آسيا للمرة الثالثة في عام 1996م. وكان المدرب السعودي ناصر الجوهر تولى قيادة الأخضر في البطولتين، إلا أنه نال الثقة من خلال البطولة القارية حينما جاء بديلاً عن التشيكي ماتشالا في كأس آسيا 2000 حيث تولى الجوهر المهمة وأعاد الأخضر المنافسة ووصل به للنهائي وبعد ذلك تم تجديد الثقة لقيادة الأخضر في مونديال 2002 بعد أن قاد بنفسه المنتخب السعودي لذلك المونديال الذي جرى للمرة الأولى في قارة آسيا وتحديدا في كوريا الجنوبية واليابان. ويطمح السعوديون لرؤية منتخبهم مجددا على قمة آسيا بعد ثاني أفضل مشاركة لهم بالمونديال إذ إن إقامة البطولة القارية في دولة الإمارات وهي المكان ذاته الذي شهد حصد آخر بطولة آسيوية بعد المشاركة العالمية الأميز.
ويملك بيتزي رصيداً رائعاً من الإنجازات وخصوصاً مع منتخب تشيلي سواء على صعيد المشاركة القوية في مونديال البرازيل 2014، وكذلك على صعيد الحصاد في أميركا الجنوبية من خلال حصد لقب القارة وبعدها وصافة بطولة القارات. وهذا ما يجعله حريص على تحقيق إنجازات شخصية مع المنتخب السعودي لا تقتصر على قيادته للأخضر في مونديال روسيا.
وعلى صعيد متصل تمثل نهائيات كأس العالم لكرة القدم مقياساً حقيقياً لكثير من اللاعبين بشأن قدرتهم على تقديم الأفضل من المستويات مع منتخباتهم في هذه المناسبة الكروية الأكثر أهمية وقوة في عالم المستديرة مما يجعل الكثير من النجوم الكبار يعتبرونها فرصة من أجل التوقف عن اللعب الدولي بعد تحقيق المشاركة في هذه المناسبة الكبرى.
وتضع هذه المناسبة في الكثير من الأحيان حدا لمسيرة الكثير من النجوم لأنها مقياس على قدرة هذا اللاعب على تقديم المستوى الذي يجعله قادرا على ممارسة كرة القدم والإبداع فيها وتحقيق المنجزات على المستوى الشخصي والجماعي للمنتخب.
وبالنظر إلى المنتخبات السعودية تحديداً، ففي كثير من الأحيان تشهد هذه البطولة نهاية كثير من الأسماء التي لمعت في عالم النجومية ولكنها أخفقت في تقديم الأفضل لها، خصوصاً في حال تجاوزت سن الثلاثين عاماً، على اعتبار أن بطولات كأس العالم تقام كل أربع سنوات ولذا يسجل اللاعبون الذين يشاركون في أكثر من بطولة مونديالية أنفسهم في صفحات ناصعة ويدخلون السجلات الذهبية، خصوصاً في حال وضعوا بصمات كبيرة سواء بعدد المشاركات أو من خلال الأهداف التي أحرزوها وهذا ما جعل اللاعب السعودي سامي الجابر يدخل ضمن أساطير كرة القدم في العالم بكونه شارك في أربع بطولات مونديال وسجل 3 أهداف.
وبكون بطولات كأس آسيا عادة ما تحضر بعد فترة لا تتجاوز العامين من نهائيات كأس العالم، فإن ذلك يمثل فرصة جديدة لبزوغ نجوم جديدة من أجل إثبات قدرتهم على تحقيق منجز يعزز الثقة فيهم لمواصلة طريقهم نحو الوجود في المونديال اللاحق لهذه البطولة القارية. وشهدت الكرة السعودية خلال العقدين الماضيين 4 مشاركات في نهائيات كأس العالم تضاف إليها المشاركة الخامسة في المونديال الحالي حيث كانت المشاركة السعودية الأقوى في المونديال الأول لها في عام 1994، التي نجح الأخضر في العبور للدور الثاني في أول مشاركة تاريخية له أبهر من خلالها العالم أجمع.
واحتفظت الكرة السعودية بغالبية نجوم هذا الجيل للمشاركة القارية في كأس آسيا 1996 عدا مَن أجبرتهم الإصابات على الرحيل وفي مقدمتهم ماجد عبد الله، حيث نجح هذا المنتخب في أن يعيد الأمجاد السعودية ويحصد البطولة أمام المنتخب الإماراتي في مباراة مثيرة حسمتها الركلات الترجيحية. وزرعت المشاركة في المونديال الذي أقيم في أميركا الثقة في أن يتم الاعتماد على ذلك الجيل من أجل المواصلة في البطولة القارية، وإن غادر قائد الربان المدرب الأرجنتيني خورخي سولاري الذي لا يزال اسمه يتردد في الأوساط الرياضية السعودية نتيجة ما تم تقديمه. ومع أن المنتخب السعودي شارك في مونديال 1998، فإن المشاركة كانت مخيبة ورحل بعدها بعضها عدد من النجوم لكن المنتخب السعودي نجح في الوصول إلى نهائي كأس آسيا 2000م وكان قريباً من حصد اللقب لولا ضياع ركلة جزاء في المباراة النهائية ضد اليابان بقدم حمزة إدريس مع أن المنتخب السعودي كان قد بدأ مشواره في البطولة القارية بخسارة كبيرة من اليابان نفسها بخماسية، ولكنه نهض بعد إقالة المدرب التشيكي ماتشالا وتولى المدرب الوطني ناصر الجوهر المسؤولية حيث وصل إلى النهائي في بطولة شهدت بزوغ كوكبة جديدة من النجوم يتقدمهم محمد الشلهوب مقابل رحيل نجوم آخرين يتقدمهم النجمان فؤاد أنور وسعيد العويران بعد مشاركتهما للمرة الثانية في المونديال الذي خرج منه المنتخب السعودي دون تحقيق أي نتائج إيجابية.
وكانت المشاركة السعودية في مونديال 2002 الأسوأ، حيث شهدت أكبر الخسائر في تاريخ المشاركات أمام منتخب ألمانيا بثمانية أهداف، وبعدها حدثت قرارات كثيرة لتصحيح الأوضاع من قبل الاتحاد السعودي قبل المشاركة القارية 2004 إلا أن الإخفاق تواصل وخرج المنتخب السعودي مبكراً من تلك النسخة. ولم يغب المنتخب السعودي رغم كل الظروف عن مونديال 2006 حيث وجود في مجموعة متوسطة نظرياً بوجود إسبانيا وأوكرانيا وتونس حيث تفوق المنتخب الإسباني وحصد النقاط كاملة كما كان متوقعاً، فيما تعرض المنتخب السعودي لخسارة أمام منتخب أوكرانيا تُصنَّف بكونها من الخسائر الكبيرة، خصوصاً أن المنتخب الأوكراني لم يكن من عمالقة منتخبات أوروبا والعالم وخرج المنتخب السعودي من هذا المونديال بنقطة وحيدة من التعادل مع تونس حيث كان قريباً من الخروج بفوز على المنتخب العربي الشقيق لولا هدف راضي الجعايدي في الوقت بدل الضائع من المباراة التي انتهت بهدفين لهدفين. ورحل بعد هذه النسخة النجم سامي الجابر والحارس الأسطوري محمد الدعيع وغيرهم من النجوم مما استلزَم تجديد المنتخب لخوض نهائيات كأس آسيا 2007 حيث وصل المنتخب السعودي للمباراة النهائية بعد أن كان الهدف من المشاركة هو العبور للدور نصف النهائي.
وبالنظر إلى المجموعة الحالية يعتبر الحارسان ياسر المسليم وعبد الله المعيوف وكذلك المدافعان أسامة وعمر هوساوي، إضافة للاعب الوسط تيسير الجاسم وحتى المهاجم محمد السهلاوي ومنصور الحربي، من أكثر اللاعبين المرشحين للاعتزال الدولي حتى قبل نهائيات كأس آسيا حيث سيعتمد قرارهم على الأرجح على القائمة التي سيختارها المدرب بيتزي للبطولة القارية، حيث يتوقع أن يعتزل على الأقل 3 من هذه الأسماء حتى قبل بطولة آسيا. وكان المنتخب السعودي قد بدأ بعد مونديال 2006 مرحلة تحديث واسعة قادها المدرب البرازيلي أنجوس، ووصل على أثر ذلك إلى النهائي القاري 2007، وخسر في النهائي ضد العراق بهدف وحيد في بطولة لم يتبقَّ من لاعبيها حتى الآن سوى الحارس ياسر المسيليم والمدافع أسامة هوساوي ولاعب الوسط تيسير الجاسم. بقيت الإشارة إلى أن المنتخب السعودي لم يتأهل لكأس العالم في نسختي 2010 و2014، ولم يحقق في تلك الفترة أي إنجاز يُذكَر حيث غابت الإنجازات 12 عاماً قبل الوصول للمونديال في نسخته الحالية.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.