ويليام يحمل رسالة سلام من رفلين إلى عباس

الأمير البريطاني ينتقل إلى أراضي السلطة الفلسطينية ويزور القدس الشرقية كمنطقة محتلة

مسؤولون يرحبون بالأمير ويليام في مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي (إ.ب.أ)
مسؤولون يرحبون بالأمير ويليام في مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

ويليام يحمل رسالة سلام من رفلين إلى عباس

مسؤولون يرحبون بالأمير ويليام في مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي (إ.ب.أ)
مسؤولون يرحبون بالأمير ويليام في مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي (إ.ب.أ)

يصل الأمير ويليام دوق كامبردج إلى رام الله، ظهر اليوم الأربعاء، بعد اختتام زيارته الأولى من نوعها في إسرائيل، حاملاً رسالة سلام من الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وعلى الرغم من الاحتجاج الإسرائيلي، إلا أن الأمير يصر على اعتبارها زيارة إلى المناطق الفلسطينية المحتلة، وخلالها، يتوقف الاتصال مع السفارة البريطانية في تل أبيب، وتنتقل مسؤولية زيارته إلى القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، التي تتولى إدارة المصالح البريطانية مع الفلسطينيين.
وكان الأمير ويليام قد أمضى أمس الثلاثاء، يوما طويلا متعبا في إسرائيل. فقد زار صباحا، متحف «ياد فاشيم» لضحايا الإبادة النازية. ثم اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في لقاء مغلق. وعندما استقبله أعلن أن كل المواطنين في إسرائيل يحبونه. وسلمه هدية، عبارة عن نسخة من شهادة العرفان لجدته الأميرة أليس، التي كانت قد أنقذت العديد من اليهود من المحرقة النازية. وحضر اللقاء المواطنان الإسرائيليان انسال حكيمي وراحيل كوهن، اللذين كانا بين اليهود الذين أنقذتهم الأميرة.
ثم أجرى الأمير ويليام لقاء مع الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الذي أشاد بوعد بلفور ودوره في إقامة دولة إسرائيل. كما عبر عن تقديره لبريطانيا وحكومتها، والتعاون والتجارة بين إسرائيل وبريطانيا. وطلب ريفلين من الأمير إبلاغ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تحياته، قائلا إنه «حان الوقت لإيجاد طريقة لبناء الثقة، وهي الخطوة الأولى لإنهاء المأساة بين الشعبين المستمرة منذ 120 عاما»، على حد قوله.
ثم توجه الأمير إلى تل أبيب حيث شارك في مباراة لكرة القدم بمشاركة فتية عرب ويهود من مواطني إسرائيل، قام بتنظيمها مركز بيرس للسلام. وسار على شاطئ البحر في تل أبيب والتقى المارة والمعجبين. وفي مسكن السفير البريطاني في مدينة رمات غان، قرب تل أبيب، التقى لمدة ساعة مع طاقم السفارة البريطانية، ثم شارك في احتفال بحضور 350 مدعوا من كبار الشخصيات الإسرائيلية. وبعدها عاد إلى مقر إقامته في القدس الغربية، في فندق الملك داود، الذي يحمل ندوبا سلبية في العلاقات بين البلدين. فهو الفندق الذي كانت عصابات اليمين المتطرف في الحركة الصهيونية قد فجرته قبل 72 عاما بعبوة ناسفة ضخمة، يوم 22 يوليو (تموز) 1946، ما أسفر عن مقتل 91 شخصا، بينهم 29 بريطانيا و41 عربيا و17 يهوديا، وأصيب 45 آخرون بجراح. وكانت تلك واحدة من العمليات الإرهابية الصهيونية اليمينية ضد بريطانيا وانتدابها على فلسطين. وقد اختار البريطانيون هذا الفندق بالذات، لأن القصر الملكي والحكومة البريطانية يستخدمانه باستمرار لأفضليته الأمنية.
من جهته، أعرب الأمير ويليام عن فرحه الكبير بهذه الزيارة إلى الأراضي المقدسة، وقال إنه يحاول فهم الثقافة الإسرائيلية والثقافة الفلسطينية، ويرغب في معرفة الكثير عن المنطقة والاجتماع مع الطرفين.
ووفقا لبرنامج الزيارة، سيستهل الأمير يومه في جولة أخرى للقاء الإسرائيليين العاديين في جادة روتشيلد في تل أبيب، وهي التي احتضنت المظاهرات الشعبية الضخمة ضد سياسة الحكومة في سنة 2011. ثم يتوجه إلى رام الله، ليجتمع مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ويشارك في فعالية تتركز حول اللاجئين. وفي ساعات المساء، سيتوجه إلى بيت القنصل الأميركي في القدس. وأعلن قصر «كينسينغتون» البريطاني، أن برنامج غد الخميس، أن «سيكون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويبدأ بعرض قصير عن تاريخ وجغرافية البلدة العتيقة من موقع جبل الزيتون» في القدس الشرقية المحتلة.
يشار إلى أن الأمير ويليام كان قد وصل إلى البلاد أول من أمس، على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وكان بذلك أول أمير بريطاني يصل البلاد في زيارة رسمية. وقد استقبله وزير السياحة، يريف لفين، الذي هنأه على إنجازات الفريق البريطاني في المونديال.


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.