إسرائيل تعتقل 3 صيادين في غزة وتستهدف بصاروخ مطلقي طائرات ورقية

اعتقلت قوات بحرية إسرائيلية، أمس (السبت)، 3 صيادين فلسطينيين بعدما أغرقت مركباً كانوا على متنه قبالة سواحل منطقة الواحة شمال غربي بلدة بيت لاهيا إلى الشمال من قطاع غزة، فيما أطلقت طائرة استطلاع صاروخاً تحذيرياً تجاه مجموعة من الرجال كانوا يطلقون طائرات ورقية حارقة شرق مدينة غزة.
وقالت لجنة الصيادين في غزة إن قوة بحرية إسرائيلية أطلقت النيران بكثافة تجاه الصيادين الثلاثة، وبينهم شقيقان، قبل أن تعتقلهم وتُغرق قاربهم وتقتادهم إلى ميناء أسدود. وأشارت إلى أن البحرية الإسرائيلية أطلقت النار تجاه مراكب صيد قبالة سواحل عدد من المناطق المسموح بالصيد فيها في قطاع غزة، دون تسجيل وقوع أي إصابات، متهمة الاحتلال بتعمد استهداف الصيادين لحرمانهم من قوت يومهم ومحاولة التنغيص عليهم حياتهم.
وفي سياق متصل، أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخاً تحذيرياً تجاه مجموعة كانت تطلق طائرات ورقية حارقة من مناطق شرق حي الزيتون، شرق مدينة غزة، في اتجاه «كيبوتسات» إسرائيلية مجاورة لقطاع غزة، دون أن تقع أي إصابات في صفوف المجموعة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن أكثر من 10 حرائق شبت في «كيبوتسات» وبلدات إسرائيلية محاذية لحدود القطاع، مشيرة إلى أن طواقم الإطفاء التي تم تعزيزها بعدد كبير من المتطوعين استطاعت السيطرة على الحرائق التي وقعت في أحراش زراعية بمناطق مثل كيسوفيم وبئيري وناحال عوز وغيرها من «الكيبوتسات» المحاذية للحدود.
كما أطلقت قوات الاحتلال النار وقنابل غاز تجاه مجموعة من المواطنين الفلسطينيين الموجودين في خيام العودة شرق خان يونس ومدينة غزة، ومجموعة من الفتية إلى الشرق من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية، أُصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي على حاجز «الكونتينر» شمال بيت لحم. وقالت مصادر فلسطينية إن الشاب ماهر جرادات (34 عاماً) من بلدة سعير شمال الخليل أصيب برصاصة في القدم على الحاجز، ومنعت قوات الاحتلال الطواقم الطبية من الوصول إليه لإسعافه، قبل أن يتم نقله بعد فترة طويلة للعلاج على أيدي طاقم إسرائيلي.
وقال ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية إن قوة من حرس الحدود اعتقلت الفلسطيني بعد إصابته في قدمه للاشتباه بمحاولته تنفيذ هجوم، مشيراً إلى أن جروحه طفيفة ونُقل للعلاج ومن ثم التحقيق معه.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر أمس، صحافيين و10 متضامنين على الأقل خلال مشاركتهم في فاعلية تضامنية مع السكان المهدَّدة أراضيهم بالمصادرة في منطقة الحمرا القريبة من بلدة بني نعيم شرق مدينة الخليل. وكانت «هيئة مقاومة الجدار» بالتعاون مع بلدية بني نعيم وسكان المنطقة قد نظموا اعتصاماً في الأرض المهدَّدة بالمصادرة، قبل أن تدهمهم قوات كبيرة من جنود الاحتلال وتعتقل عدداً منهم.
وأفادت مصادر صحافية بأن الجنود اعتقلوا مصوّر وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» مشهور وحواح، ومراسل «تلفزيون فلسطين» عزمي بنات، ومدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة يونس عرار، وثائر هديب ممثل محافظة الخليل، وعدداً من المواطنين منهم مسنّ.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تلك المنطقة منطقة عسكرية مغلقة وأخرج بالقوة الموجودين فيها. وتهدد إسرائيل بمصادرة نحو 20 دونماً تمتلكها عائلة فلسطينية في منطقة الحمرا من أجل بناء بؤرة استيطانية جديدة مجاورة لمستوطنة «بني حيفر». وقام مستوطنون بنصب خيمة وكرفان وحظيرة أغنام في الموقع المهدد بالمصادرة في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية اعتقال الصحافيين وحواح وبنات استمراراً لحملات الاستهداف والملاحقة التي تشنها دولة الاحتلال ضد «حراس الحقيقة»، كما قالت. وأضافت: «إن اعتقال الزميلين يأتي بعد يومين من إقرار الكنيست مشروع قانون عنصري يمنع الإعلاميين من تصوير جنود الاحتلال، في محاولة لحجب الجرائم ضد أبناء شعبنا، وتوفير الحماية للمعتدين عليهم».
ودعت الوزارة، الاتحاد الدولي للصحافيين، ومنظمة «صحافيين بلا حدود»، إلى التدخل والضغط على إسرائيل لإطلاق وحواح وبنات، وسائر الأسرى الصحافيين الذين اعتُقلوا وهم يؤدون واجبهم المهني والإنساني. وجددت الوزارة تأكيد أن عدم تنفيذ مجلس الأمن قراره 2222 القاضي بحماية الصحافيين ومنع إفلات المعتدين عليهم من العقاب، هو الذي شجع دولة الاحتلال على «استمرار إرهابها ضد مؤسساتنا الإعلامية والعاملين فيها»، وآخرها قتل الصحافيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين «بدم بارد» خلال مسيرات العودة في غزة.
من جانبها، دعت قوى وطنية وإسلامية الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في فاعلية «حماية أهل الخان الأحمر» على مشارف مدينة القدس، من محاولة الاحتلال اقتلاعهم من أرضهم، مطالبة العالم بالتدخل لوقف «سياسة التطهير العرقي»، كما وصفتها. وأكدت القوى «وحدة الدم والموقف والمصير، ورفض الانقسام الجغرافي والسياسي» بين الضفة وقطاع غزة، داعية إلى الاستمرار بمسيرات العودة. وأعلنت عن اعتبار يوم الجمعة المقبل يوم تصعيد ميداني في وجه الاحتلال ومستوطنيه في مناطق التماسّ كافة، داعيةً إلى الاستمرار في الضغط والعمل لوقف التعامل مع المؤسسات الأميركية الداعمة للاحتلال.