رئيس الوزراء العراقي: جهات تستغل حرب «داعش» لتخزين السلاح

أكد أن التحدي المقبل اقتصادي

TT

رئيس الوزراء العراقي: جهات تستغل حرب «داعش» لتخزين السلاح

وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، اتهامات مباشرة إلى جهات حزبية لم يسمها بتخزين السلاح تحت ذريعة الحرب ضد «داعش»، قائلا إن هذه الجهات تريد استغلال هذا السلاح لكي تكون أقوى من الدولة. وفيما بين خبير عسكري متخصص أن قضية حصر السلاح بيد الدولة مسألة سياسية بالدرجة الأساس فإن خبيرا أمنيا أكد أن الإجراءات الخاصة بحصر السلاح والمداهمات لمقرات الجهات التي تم تأشيرها سوف تبدأ الأسبوع المقبل.
وشدد العبادي في كلمة له في جامعة الدفاع للدراسات العسكرية العليا على أهمية الحفاظ على حيادية ومهنية القوات المسلحة وإبعاد تأثير الأحزاب عنها. وقال بيان لمكتب العبادي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه عنه قوله إن «المؤسسة العسكرية قائمة على أساس مصلحة وحماية المواطنين»، مبينا أن «البلد تعرّض إلى تحدٍ كبير ووجودي وأرادوا تمزيقه وقد واجهنا هذا التحدي وانتصرنا عليه بوحدة أبناء شعبنا». وأضاف العبادي أن «المؤسسة العسكرية نجحت نجاحا كبيرا في حربها على (داعش) وفي كسب ثقة المواطن الذي بدأ يشعر أن هذه المؤسسة لخدمته وحمايته ولذلك فإن أغلب المعلومات عن العصابات الإرهابية جاءتنا من المواطنين». وبشأن مسألة حصر السلاح بيد الدولة أكد العبادي أن «هناك جماعات استغلت الحرب على «داعش» لخزن السلاح من أجل تهديد الدولة وأن يكونوا أقوى منها ويبتزوا المواطنين وهذا الأمر لن نسمح به وهناك تخطيط عال وحكمة للوقوف بوجه هؤلاء وحصر هذا السلاح». ولفت العبادي إلى أن «هناك من المواطنين من امتلك سلاحا بهدف الدفاع عن نفسه في وقت مضى وهؤلاء يختلفون عن تلك الجماعات»، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك أي سلاح خارج إطار الدولة.
وبين العبادي أن «التحدي المقبل اقتصادي وكيفية إدارة الموارد المالية بشكل سليم لتقديم أفضل الخدمات وتحفيز الاقتصاد وتوفير فرص العمل وهذا يحتاج إلى الأمن الذي يعد من الأساسيات لتحفيز الاقتصاد».
وأوضح العبادي أنه «لا يوجد فساد مسموح به وفساد غير مسموح به وعلينا جميعا أن نقف ضده».
وبشأن علاقات العراق الإقليمية والدولية أكد العبادي أن «الوضع الإقليمي للعراق قد تحسن حاليا وتحول من أن الكل ضده إلى أن الكل يريد علاقات معه».
إلى ذلك، أكد الخبير الأمني المتخصص فاضل أبو رغيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الإجراءات الخاصة بحصر السلاح بيد الدولة لم تبدأ حتى الآن بقدر ما توجد تعليمات إلى قيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات بغداد المسؤولة عن أمن بغداد»، مبينا أن «هناك عملية حصر وجرد ومعلومات توافرت لدى الأجهزة الأمنية عن أكداس عتاد». وأوضح أنه «خلال الأيام القليلة المقبلة سيتم الكشف عن بعض عمليات المداهمة بالإضافة إلى ما قامت به عمليات بغداد خلال الفترة الماضية من مداهمات للكثير من المناطق في أطراف شرق بغداد»، موضحا أن «الأيام المقبلة سوف تشهد إجراءات أشد صرامة بهذا الاتجاه».
من جهته يرى الخبير العسكري العميد ضياء الوكيل أن «حصر السلاح بيد الدولة هو في الواقع ملف سياسي وحله يحتاج إلى إرادة سياسية تعترف للدولة بأنها صاحبة السيادة والولاية الدستورية والقانونية لحيازة واحتكار السلاح واستخدامه». ويضيف الوكيل أن غياب هذه الإرادة «يعني فشل السياسة وإخفاقها في التوصل إلى حلول واقعية لهذا الملف الحساس وفقدان الرؤية لشكل ومستقبل وهوية الدولة». وأوضح الوكيل أنه «لا ينبغي تحميل الأجهزة الأمنية مسؤولية ذلك لأن دورها تنفيذي بينما مسؤولية ذلك تقع على عاتق السياسيين لأن السياسة هي المسؤولة عن إدارة الدولة ومؤسساتها بما في ذلك ملف الأسلحة الذي هو أحد أركان سيادتها».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.