اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بغداد

بعد سنوات طويلة من القطيعة

اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بغداد
TT

اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بغداد

اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بغداد

بعد انقطاع دام أكثر من عقدين من الزمن، أعلنت اللجنة التحضيرية لاجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أول من أمس، عن استكمال استعدادها لانعقاده في بغداد للفترة من 26 - 29 من يونيو الحالي.
ويتزامن اجتماع المكتب الدائم للأدباء مع إقامة مهرجان الجواهري الشعري بدورته الثانية عشرة.
وقال الناطق الإعلامي لاتحاد أدباء العراق، الشاعر عمر السراي، لـ«الشرق الأوسط» إن «اتحاد الأدباء العرب اختار بغداد لعقد اجتماعه الدوري، وإنها ستستقبل بفرح بالغ ضيوفها من الأدباء العرب، والأدباء العراقيين من محافظات الوطن».
وأضاف: «سيكون اليومان الأولان مخصصين لاجتماع الاتحادات الأدبية العربية، التي وصل عدد مدعويها إلى خمسين أديباً، ليستمر المشوار في يوميه الثالث والرابع، مستوعباً فعاليات مهرجان الجواهري، بقائمة مدعوين تناهز المائتي أديب».
وأشار السراي إلى أن «الفعاليتين تقامان في أماكن عدة في بغداد، إذ سيكون مساء يومي الثلاثاء والأربعاء 26 - 27 يونيو (حزيران) موعداً للجلسات الفكرية، ليفتتح صباح يوم الخميس 28 يونيو مهرجان الجواهري، على خشبة المسرح الوطني، وتستمر الجلسات الشعرية والفعاليات الفنية لحين اختتامها مساء الجمعة 29 يونيو».
بدوره، قال أمين العلاقات العربية في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، عارف الساعدي إن «اتحاد الكتاب العراقيين أنجز ملف الاستضافة، فيما يخص الحاضرين والمجتمعين، فضلاً عن اختيار محور فكري مهم ليرافق الاجتماعات، ويشارك فيه الأدباء العراقيون والعرب».
وذكر الساعدي لـ«الشرق الأوسط» أن «المحور الفكري حمل عنوان (ثقافة التنوّع في مواجهة ثقافة العنف)، وتنقسم بحوثه على جلستين مكثفتين ليومين متتاليين».
وفي وقت تتوقع فيه أوساط اتحاد الأدباء في العراق أن تشهد بغداد تواصلاً مميزاً بين الأدباء العرب ونظرائهم من العراقيين، في مشاركات فكرية وشعرية، يرى عدد غير قليل من الأدباء والكتاب أن اجتماعات المكتب الدائم لم تكن دائماً بمنأى عن التأثيرات السياسية التي حدثت في العراق والمنطقة العربية منذ ثلاثة عقود، خصوصاً احتلال العراق لدولة الكويت عام 1990، وحرب إطاحة نظام صدام حسين عام 2003، إذ حدثت مقاطعة شبه كاملة، خليجياً وعربياً، للنشاطات الثقافية العراقية، بعد أن كانت بغداد مقراً للمكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب في ثمانينات القرن الماضي.
ومعروف أن اتحاد الكتاب العرب علق عضوية العراق عقب الاحتلال الأميركي عام 2003، وأوشك الوفد العراقي على الدخول بعراك وصراع شديد في مؤتمر الجزائر بداية 2004، بعد أن ذهب وفد من العراق، واقتحم قاعة المؤتمر.
وقد واجه معظم الأدباء العرب نظراءهم العراقيين بمقولات التخوين والعمالة للأميركان تارة، وللإيرانيين تارة أخرى.
ويقول أديب ومثقف عراقي لا يرغب بذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن «اتحاد الكتاب العرب مؤسسة ضعيفة لأنها (لا تهش ولا تنش)، ولا تقدم أي خدمة للمثقف العربي، وعادة ما تتكرر الوجوه نفسها في كل الاجتماعات، ويخرجون بمقررات لا فائدة منها».
رئيس تحرير مجلة «الأديب العراقي»، التي يصدرها اتحاد الكتاب والأدباء، أحمد مهدي، لا ينفي المواقف والأحداث السياسية، وانعكاسها على الشأن الثقافي العرابي بشكل عام، ويعتقد أنه «لا قدرة للأديب العربي على التجرد من التوجهات السياسية السلطوية التي تحكمه سلوكاً وإبداعاً». ويشير مهدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ضمور النوازع السياسية العربية مع بغداد هو (التأشيرة) المانحة للأدباء العرب لحضور اجتماعات المكتب الدائم في بغداد».
ومع ذلك، يعتقد أحمد مهدي أن «عودة بغداد لاحتضان اجتماعات الأدباء العرب هي خطوة فاعلة تضاف إلى رصيد العراق المتجه شطر إعادة علاقاته الإيجابية بالدول العربية».



خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
TT

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

في عودة للمسلسلات المأخوذة عن «فورمات» أجنبية، انطلق عرض مسلسل «سراب» المأخوذ عن رواية بعنوان «سبعة أنواع من الغموض» (Seven Types Of Ambiguity) للكاتب الأسترالي إليوت بيرلمان، التي حُوّلت مسلسلاً عُرض عام 2017، وحقّق نجاحاً لافتاً. وتدور أحداثه في قالبٍ من الغموض والإثارة، وهو ما يعوّل عليه بطل المسلسل المصري الفنان خالد النبوي، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، من بينهم، يسرا اللوزي، ونجلاء بدر، ودياموند بوعبود، وأحمد مجدي، وهاني عادل، وأحمد وفيق، وإنجي المقدم، وسيناريو وحوار ورشة كتابة بإشراف المؤلف هشام هلال وإخراج أحمد خالد.

يؤدي خالد النبوي في المسلسل شخصية «طارق حسيب»، الذي يتمتّع بحاسة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحقُّقها، في حين تجسد يسرا اللوزي دور زوجته «الطبيبة ملك». يفاجأ الزوجان باختفاء طفلهما زين (7 سنوات) من مدرسته، ورغم عودته سالماً لوالديه، تتكشف لهما وقائع صادمة كثيرة؛ مما يقلب حياتهما الهادئة رأساً على عقب.

المسلسل تعرضه منصة «TOD» القطرية حصرياً في 10 حلقات ابتداءً من الثلاثاء، وقد عُرضت 3 حلقات منه، وحظي باهتمام لافتٍ منذ بثّ الإعلان الرسمي له، الذي أثار حالة تشوّق كبيرة من متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدته.

وأكد المؤلف هشام هلال، أن «المسلسل المصري لا يُقدّم نسخة مطابقة للمسلسل الأسترالي، بل يقدم معالجة مصرية خالصة، بحيث لا يمكن المشاهد أن يشكك في كونها عملاً غير مصري»، لافتاً إلى تولّيه الإشراف على فريق من الكتابة يضمّ 5 مؤلفين هم، محمود حسن، ومحمود شكري، وخالد شكري، ودعاء حلمي، وبسنت علاء. منوهاً إلى أن «المسلسل الأسترالي دارت أحداثه في 6 حلقات، في حين يُقدّم العمل المصري في 10 حلقات لإضافة شخصيات جديدة لأن الموضوع يسمح بذلك»، حسب قوله.

بوستر المسلسل (الشركة المنتجة)

ويشير هلال إلى اختلاف طريقة السّرد الدرامي في الحلقات قائلاً: «اتبعنا أسلوباً غير سائدٍ في كتابة الأعمال الدرامية، لم يعتده المُتفرج المصري والعربي؛ إذ تتناول كلّ حلقة شخصية من الشخصيات التسع الرئيسية، في حين تجمعهم الحلقة العاشرة والأخيرة. كما أن المخرج أحمد خالد يُقدم أسلوباً مغايراً ينتقل خلاله بين الزمن الحالي والأزمنة السابقة التي وقعت فيها أحداث في المسلسل».

من جانبه، قال الناقد الفني محمد عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل تمتّعت بمستوى عالٍ من التّشويق، خصوصاً بعد العثور سريعاً على الطفل المفقود، بشكل يجعل علامات الاستفهام أكبر، وفي اتجاه غير معتادٍ درامياً، فبدلاً من السؤال عن مكان الطفل، بات البحث عمّا حدث في ماضي الأبطال للوصول إلى لحظة اختفائه».

الفنان أحمد مجدي خلال تصوير المسلسل (الشركة المنتجة)

ويرى عبد الرحمن أن أداء الممثلين في «سراب» جيّدٌ واحترافي، وأن خالد النبوي يقدم شخصية «طارق» بتركيزٍ واضح بجانب الاهتمام بتفاصيل الشخصيات نفسياً، وهو أمر يُحسب لورشة الكتابة بإشراف هشام هلال، وللمخرج أحمد خالد أيضاً، الذي حرص على توفير إيقاع سريع للأحداث، واستغلال كل أحجام الكادرات للتعبير الدرامي عن التفاصيل، مثل مشهد وصول «النبوي» إلى مقرّ عمله، وتقسيم جسده إلى كادرات تعكس ثراءه الشديد وثقته بنفسه.