إسرائيل تتراجع عن «مخطط برافر» لنقل البدو ومصادرة أراضيهم في النقب

بعد احتجاجات شعبية واسعة من الفلسطينيين وتهديدات من اليمين الإسرائيلي بعرقلة المشروع

إسرائيل تتراجع عن «مخطط برافر» لنقل البدو ومصادرة أراضيهم في النقب
TT

إسرائيل تتراجع عن «مخطط برافر» لنقل البدو ومصادرة أراضيهم في النقب

إسرائيل تتراجع عن «مخطط برافر» لنقل البدو ومصادرة أراضيهم في النقب

قال مستشار للحكومة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجّل خطة لإعادة توطين عشرات الآلاف من البدو العرب في صحراء النقب كانت قد أدت إلى احتجاجات عنيفة.
وتأتي الخطوة في أعقاب احتجاجات عنيفة نظمها عرب غاضبون من تبني مشروع قانون لإعادة توطين البدو وعددهم 40 ألفا عرف باسم «مخطط برافر»، ووسط تهديدات من حلفاء نتنياهو اليمينيين الذين هددوا بعرقلة إقراره قائلين إنه يمنح البدو تعويضات أكثر من اللازم.
وأبلغ الوزير السابق ومستشار الحكومة بنيامين بيغن، الذي ساهم في وضع الخطة الصحافيين، أن نتنياهو قبل اقتراحه «وقف مناقشة مشروع القانون في الكنيست»، وهو ما يعني إسقاطه من جدول أعمال البرلمان.
وقال بيغن: «حاول نشطاء يمينيون ويساريون ويهود وعرب استغلال وضع البدو البائس لإشعال الأجواء وتوصيلها لنقطة الغليان، تحقيقا لمكاسب سياسية».
وأضاف: «لا يمكن أن نسمح باستغلال مشروع القانون أو نسمح بخطفه أو تشويهه»، واصفا اقتراحه بتأجيل التنفيذ بأنه «أخف الضررين».
وقال بيغن إن نتنياهو وافق أيضا على «تنفيذ خطة التطوير الخاصة بالمستوطنات البدوية في السنوات المقبلة».
وأرسل مسؤول في مكتب نتنياهو للصحافيين نسخا من تصريحات بيغن في مؤتمر صحافي في تل أبيب، لكن متحدثين باسم رئيس الوزراء امتنعوا عن الإدلاء بأي تعليق.
وكانت حكومة نتنياهو قدمت مشروع القانون للبرلمان في وقت سابق هذا العام. ويدعو مشروع القانون إلى نقل البدو من القرى «غير المعترف بها» إلى سبع مستوطنات، قائلا إن هذا من شأنه أن يحسن مستوى معيشتهم، ويطور صحراء النقب.
ويرفض كثير من البدو أي محاولة لانتزاعهم من ديارهم، ويقولون إن بوسع إسرائيل أن تسمح للمجتمعات القائمة بتوفير خدمات أفضل فيما يتعلق بالمدارس والكهرباء والمياه والطرق.
وتعثر مشروع القانون في لجنة برلمانية، حيث يعارض اليمينيون المتشددون ما يتضمنه من عرض مبالغ نقدية، وتملك أراض على البدو في حين اتهم النواب اليساريون الحكومة بالسعي من خلال مشروع القانون لاقتلاع العرب من المنطقة لتوسيع بناء مساكن لليهود.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».