تنسيقية دينية ترفض مقترح تعديل قوانين الميراث في تونس

TT

تنسيقية دينية ترفض مقترح تعديل قوانين الميراث في تونس

رفضت تنسيقية دينية في تونس ما جاء في تقرير للجنة الحريات، التي أطلقها الرئيس الباجي قايد السبسي، بهدف مراجعة قوانين ترتبط بالميراث والحريات ومسائل أخرى دينية.
ووصفت التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور والتنمية العادلة، في مؤتمر صحافي لها أمس، المبادرة الرئاسية «بالفتنة»، واعتبرت ما جاء فيها معاديا للإسلام.
وقال نور الدين الخادمي، الوزير السابق للشؤون الدينية وعضو التنسيقية، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «المبادرة مركبة ومعقدة. ولا يمكن للجنة تتكون من عدد محدود من الأعضاء أن تبت فيها وحدها».
وتابع الخادمي موضحا، بأن «المبادرة ذات أرضية دينية باعتبارها ترتبط بالقرآن والعدة، والسنة والطلاق والميراث، ونحن ندعو المفتي إلى أن يكون له موقف واضح، وألا يلتزم الصمت».
ولجنة الحريات الفردية والمساواة، كلفها الرئيس الباجي قايد السبسي منذ نحو عام بإعداد تقرير يتضمن مقترحات لمراجعات جذرية لبعض القواعد الدينية الحساسة المرتبطة بالحقوق، ولا سيما فيما يتعلق بقواعد الميراث. وقد أحدثت مبادرة الباجي جدلا تجاوز حدود الوطن، ووصل صداه إلى مؤسسة الأزهر العريقة، ورجال دين في المشرق العربي.
وحسم الجدل في 2017 حول مسألة زواج التونسيات من أزواج أجانب، بما في ذلك غير المسلمين، بإلغاء كل القيود القانونية السابقة التي تحول دون ذلك. وفي وقت سابق من الشهر الحالي طرحت اللجنة تقريرها، الذي تضمن كثيرا من المقترحات، بهدف النقاش أولا مع المجتمع المدني، ومن ثم يكون القرار للرئيس بإحالة عدد من المقترحات كمشروعات قوانين على البرلمان في مرحلة لاحقة.
وقالت فاطمة شقوت، عضوة التنسيقية وأستاذة بالمعهد العالي للحضارة الإسلامية، إن «التقرير تعلق بالمساواة؛ لكنه يسوّي بين الرذيلة والفضيلة. ونحن نرفض التقرير لأننا نعتبره تطاولا على ما جاء في القرآن».
وتعيب التنسيقية على اللجنة دعوتها إلى المساواة التامة بين الجنسين، بما في ذلك الحقوق المرتبطة بالجسد. وهي تعتبر هذه الدعوة خطرا على مؤسسة العائلة. كما اقترحت اللجنة أيضا المساواة في الميراث في القانون، وهو محور جدل رئيسي مستمر مع المنظمات المحافظة ورجال الدين؛ لكنها تبقي في الوقت نفسه على حق المورث في الركون إلى القاعدة الدينية.
وهناك مقترحات أخرى أيضا تقدمت بها اللجنة تتعلق بإلغاء العقوبات المرتبطة بالمثلية الجنسية، ومنح الأطفال الذين ولدوا خارج الزواج حقوق الأطفال الشرعيين نفسها.
كما اقترحت اللجنة إلغاء عقوبة الإعدام نهائيا، أو حصر الحالات القصوى التي تتعارض مع مبدأ الحق في الحياة. كما دعت إلى وضع إطار قانوني لمسألة تعليق عقوبة الإعدام الساري منذ نحو ربع قرن، رغم صدور عدة أحكام في ذلك من المحاكم التونسية.
وقالت رئيسة اللجنة بشرى بالحاج حميدة: «هذه العقوبة (الإعدام) لا يمكن أن تكون موجودة في بلد يبني منظومة حقوق الإنسان».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.