وجهات مصرية لكل المواسم والفصول

من مرسى علم في البحر الأحمر... إلى سيوة بالصحراء الغربية

واحة سيوة
واحة سيوة
TT

وجهات مصرية لكل المواسم والفصول

واحة سيوة
واحة سيوة

لم تعد الوجهات السياحية الصاخبة تجتذب المصريين ولا الأجانب. فالكثير منهم يبحثون حالياً عن الراحة في مواقع سياحية هادئة بشرط أن تتمتع بطبيعة خلابة. ولا يختلف الأمر سواءً كان الهدف قضاء إجازة شتوية أو صيفية. «الشرق الأوسط» رصدت أبرز الوجهات السياحية المناسبة لعشاق الاسترخاء في مصر وكانت هذه النتيجة:

مرسى علم

يطلق عليها «مالديف مصر»، وتعد من أبرز مدن مصر السياحية. فيها تلتقي السماء الصافية بالبحر الأحمر، والمحميات الطبيعية بالجبال والوديان.
تعد مرسى علم مدينة سياحية حديثة نسبياً، فمنذ سنوات كثيرة كانت مجرد قرية صغيرة ترتخي بكسل على ساحل البحر الأحمر، يسكنها الصيادون، ويمر بها عمال المناجم للتنقيب عن الذهب في منجم «السكري». لكن، ومنذ نحو العشرين عاماً، بدأت الدولة تهتم بها كموقع سياحي.
وتعتبر حالياً وجهة مناسبة جداً للباحثين عن الراحة في فصل الشتاء تحديداً، حيث تصل درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية. وتضم شواطئ خلابة أشهرها «حنكوراب» المصنف من أجمل 20 شاطئاً في العالم، حيث يمكنك القيام بأنشطة بحرية متنوعة مثل الغطس لمشاهدة الشعاب المرجانية الملونة، والكهوف الموجودة تحت المياه الزرقاء الصافية. هناك أيضاً «بيت الدلافين»، الذي يضم أكثر من 5 آلاف دولفين تسبح في جماعات.
وبعيداً عن الشواطئ، تحتضن مرسى علم محميات طبيعية، أهمها محمية «وادي الجمال» التي تقع على بعد 50 كيلومتراً من المدينة. تُنظم فيها رحلات السافاري لترصد طيوراً ونباتات نادرة. ويمكن للسائح أن يقضي فيها ليلة بدوية في الصحراء، والاستمتاع بالشاي البدوي، وأجمل مشاهد الشروق والغروب.
الإقامة في مرسى علم لا تمثل أي مشكلة، إذ يوجد بها عشرات الفنادق التي تناسب كل الميزانيات، وتتميز بمواقعها المثالية المطلة على الشاطئ، مثل فندق «وادي لحمي أزور ريزورت» وهو من الفنادق المصنفة تحت فئة 3 نجوم، يتميز بإطلالة رائعة على البحر الأحمر، وشاطئ منعزل لراغبي الهدوء والاسترخاء، وتتكلف الليلة الواحدة نحو 50 دولاراً أميركياً. وفندق «صن رايز مارينا ريزورت»، وهو من أفضل خمس فنادق بمرسى علم، ويتميز ببعده عن الشاطئ بمسافة أربع دقائق فقط سيراً على الأقدام، والإقامة فيه تتكلف 85 دولاراً في الليلة الواحدة. هناك أيضاً «ذا ثري كورنر سي بيتش ريزورت» ويقع في مكان هادئ شمسه ساطعة، ومناسب لمحبي الهدوء والعزلة. تتكلف الليلة الواحدة نحو 75 دولاراً.
الوصول إلى المدينة يتم بأكثر من وسيلة، فهناك مطار مرسى علم، وهو مطار دولي يقع على بعد 60 كم من مدينة مرسى علم، تم افتتاحه رسمياً عام 2003، كما يمكن السفر بالطريق البري من القاهرة، في رحلة طويلة تستغرق نحو 10 ساعات.

سهل حشيش

يُعرف بـ«ريفيرا البحر الأحمر»، ويقع على الشريط الساحلي للبحر الأحمر، على بعد 18 كم من مدينة الغردقة، ونحو 450 كم من القاهرة.
تستقطب المنطقة الباحثين عن الاسترخاء، وفي نفس الوقت الباحثين عن الرفاهية، حيث تضم منتجعات وفنادق تتنوع بين فئة 5 و7 نجوم. من أبرزها «البارون بالاس سهل حشيش»، والمصنف تحت فئة 5 نجوم. قوته تكمن أيضاً في موقعه المطل على البحر وشاطئه الرملي الخاص. تبدأ الأسعار في الفندق من 128 دولاراً لشخصين شاملة الإفطار. أما منتجع «تروبيتل سهل حشيش»، فهو من فنادق 5 نجوم أيضاً، ويقع في منتصف السهل، وتتكلف الليلة الواحدة للإقامة فيه 110 دولارات أميركية.
المُناخ في سهل حشيش من أهم عوامل الجذب في المنطقة، وإن كان يُصنف على أنه وجهة شتوية. في فصل الصيف له عشاقه المتعودين على ارتفاع درجة الحرارة قليلاً.
أنشطة كثيرة يمكن القيام بها هنا، على رأسها الغوص، إذ إنها مصنفة من أفضل أماكن الغوص في العالم. وتتوفر شطآنها ومياهها على أنواع كثيرة من الأسماك والشعاب المرجانية النادرة. كما يمكن زيارة المارينا الخاصة بسياحة اليخوت.
التجول داخل المدينة القديمة التي تقع في قلب سهل حشيش متعة قائمة بذاتها، لما تتوفر عليه من محلات وبازارات تُعرض فيها الملابس، والهدايا التذكارية والمشغولات اليدوية للبيع. أما إذا كان الهدف من السياحة هو الاسترخاء أولاً وأخيراً، فما عليك سوى الاستمتاع بمشاهدة مياه البحر اللازوردية والرمال الذهبية. ولكي تكتمل الرفاهية، يمكن الاختيار من بين كثير من النوادي الصحية التي توفر كل ما يحتاجه الزائر من حمامات بخارية أو مساج.
يمكن الوصول عن طريق الغردقة إلى سهل حشيش، حيث إن الطريق بينهما لا يتجاوز نصف ساعة، كما يمكن الوصول إليها عبر الطريق البري من القاهرة، بواسطة الحافلة. لكن الرحلة قد تستغرق نحو 6 ساعات.

غرب سهيل

تُطل على ضفاف نهر النيل ويعود تاريخها لنحو مائة عام، إنها قرية غرب سهيل التي تُعتبر واحدة من أشهر التجمعات النوبية في أسوان.
بهجة وراحة غير عادية تشعر بها بمجرد دخولها، فهي عبارة عن بيوت بسيطة حولها أهلها - في تجربة فريدة - إلى مكان سياحي أصبحت له شهرة عالمية في السنوات الأخيرة.
يقول «مينا صادق» مرشد سياحي لـ«الشرق الأوسط»: «لا تكتمل زيارة أسوان دون الذهاب لقرية غرب سهيل، لقضاء يوم كامل بين أحضان الطبيعة والنيل». يضيف: «أنشطة كثيرة يمكن للسائح القيام بها داخل القرية، بدءاً من التجول بالجمال، ثم تناول الشاي المميز النوبي بأحد البيوت التي تتميز بألوانها المبهجة ورسوماتها على الجدران وتحكي قصصاً وحكايات عن أهل النوبة، فضلاً عن مشاهدة التماسيح التي يتم تربيتها في البيوت».
ومن التجارب الممتعة في غرب سهيل، تناول الأطباق النوبية التقليدية التي تتفنن النوبيات في إعدادها بطريقة مميزة، أهمها الخبز النوبي، أو كما يطلقون عليه «العيش الشمسي» كما أن التسوق داخل القرية متعة إضافية أخرى، حيث الملابس النوبية التقليدية، والمشغولات اليدوية والتوابل، ومشغولات الخوص، والاستمتاع بمشاهدة السيدات وهم يجدلن خيوط الصوف وجريد النخل، لصناعة طبق الشاور النوبي المعروف. وتشتهر قرية غرب سهيل أيضاً بالسياحة العلاجية، حيث الرمال الدافئة التي تُدفن فيها الأجسام، لتخلصها من أمراض معينة، مقتدين في ذلك بنموذج الشاه الأغاخان، أحد أشهر زعماء الطائفة الإسماعيلية في العالم، والذي عشق رمال النوبة، وعاش ودفن بالقرب من منطقة غرب سهيل في ربوة مرتفعة تحمل اسمه.
قبل سنوات، كان السائحون والزوار يقضون في القرية بضع ساعات، ثم يعودون إلى مكان إقامتهم في أسوان، ولكن بعد فترة فكر كثير من أهالي القرية في تحويل بعض البيوت إلى فنادق لمن يرغبون بالإقامة لمدة أطول. تتميز هذه الفنادق بالبساطة والهدوء والألوان المبهجة، وقد وصل عددها حتى الآن إلى نحو 15 فندقاً على الطراز النوبي، ومنها فندق «آشري نارتي» وهو مصطلح نوبي يعني جزيرة الجمال، وتتراوح أسعار الغرف فيه لليلة واحدة بين 50 لـ75 دولاراً، وفندق «أناكاتو» ويتميز بإطلالته الرائعة على ضفاف النيل، وأسعار الإقامة فيه لا تختلف كثيراً عن الفندق السابق.
الوصول إلى القرية يتم إما بالطائرة إلى مدينة أسوان، ومنها إلى غرب سهيل، وإما بالقطار، وهى تجربة ممتعة بلا شك، على الرغم من طول المسافة التي تستغرق نحو 12 ساعة من القاهرة إلى أسوان.

واحة سيوة

بطبيعتها العُذرية وحياتها البسيطة حيث لا مكان فيها للتكنولوجيا الحديثة، تشعر بـ«سلام نفسي» بمجرد الاقتراب منها. ستنسيك بجبالها وتلالها ونخيلها وينابيعها وبحيراتها العالم الخارجي تماماً.
للوصول إليها عليك أن تكون مستعداً لرحلة طويلة تقطع خلالها 800 كيلومتر، خصوصا إذا قررت الانطلاق إليها من القاهرة بواسطة حافلة أو سيارة خاصة. بالسيارة تستغرق الرحلة ما بين 7 أو 8 ساعات، بينما تستغرق بالحافلة من 12 إلى 13 ساعة، ولكن إذا قررت الذهاب بسيارة، يجب أن تستعين بسائق لديه خبرة في دروب الطريق جيداً.
عند وصولك ستنفض عنك الواحة تعب الطريق وتجعلك ترغب في تجربة كل الأنشطة التي توفرها، مثل تجربة حمام الرمال، حيث تمتلك سيوة رمالا ساخنة شافية، تدفن جسمك فيها حتى العنق لـ10 لـ15 دقيقة. الهدف هو سحب الرطوبة من الجسم، وهناك أيضاً حمام كليوباترا، وهو حمام من الحجر يحتوي على مياه طبيعية متفجرة من باطن الأرض. يمكن أيضا قضاء ليلة في الصحراء تحت ضوء النجوم. ولكي تكتمل التجربة توجد فيها الكثير من الأماكن الأثرية، أهمها قلعة شالي، وهى عبارة عن حصن قديم تم بناؤه بهدف رد هجوم العرب والقبائل المتنقلة في الصحراء، وجبل الموتى، وهو عبارة عن تل صخري مرتفع، نُحتت فيه مقابر أثرية تعود إلى زمن الرومان. وتعد الدراجة الهوائية أفضل وسيلة لاستكشاف الواحة، والاستمتاع بالطبيعة والهواء الطلق.

أين تقيم؟
> يتوافر في سيوة عدد من الفنادق البيئية التي لا تعتمد على الكهرباء، ومبنية بالطريقة السيوية القديمة. وهناك أيضاً فنادق عادية، كما يمكن تأجير بيت سيوي للإقامة. ومن أشهر فنادق سيوة «أدرير أميلال»، وهو فندق رملي يتألف من 40 غرفة، ديكوره مستوحى من حياة سكان صحراء سيوة، تُستخدم فيه الشموع للإنارة ليلاً عوض الكهرباء، وتتكلف الليلة الواحدة للإقامة فيه نحو 600 دولار أميركي، لكن من لديهم ميزانية أقل من ذلك سيجدون ما يناسبهم أيضا. فهناك مثلا فندق «تازيري إيكولودج سيوة» وتكلفة الليلة الواحد فيه نحو 175 دولاراً، إضافة إلى «سيوة كامب» والذي يقدم غرفة يتراوح متوسط سعرها بين 45 دولاراً و50 دولاراً.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.