مشجعو بيرو باعوا سياراتهم .. وزادوا أوزانهم لحضور مباريات المونديال

استقالت مجموعة من جماهير بيرو من أعمالها وناموا في الشوارع من أجل الوصول إلى روسيا وزاد أحدهم وزنه 24 كيلوجراما للحصول على تذكرة مباراة.
وصلت جماهير بيرو إلى آفاق جديدة لمشاهدة بلادهم في كأس العالم للمرة الأولى في 36 عاما من بيع سياراتهم إلى الاستقالة من العمل والسفر 64 ساعة في البلد الأكبر على الكوكب لكن هناك قصة خاصة هي التي ستلفت الأنظار فيما يتعلق بغزوها لروسيا.
وقال جويرمو اسبينوزا مدرس لغة إنجليزية من ليما "كان هناك أحد الأشخاص الذي شعر بالقلق من عدم حصوله على تذكرة مباراة لبيرو لذا قال إنه سيحاول أن يزيد وزنه 24 كيلوجراما ليحصل على واحد من المقاعد الاستثنائية (سهل الوصول إليها وأكبر حجما) التي يسهل التقديم للحصول عليها. تستطيع رؤية الملعب بشكل أفضل من خلال هذه المقاعد".
وهذه قصة مثيرة توضع مدى أهمية كأس العالم لمواطني بيرو الذين سافروا بأعداد كبيرة إلى روسيا واحتلوا الشوارع في كل مكان من موسكو إلى سارانسك حيث لعب منتخبهم ضد الدنمارك في مباراته الأولى وتفخر الجماهير بارتدائها القمصان البيضاء الشهيرة ذات الخط الأحمر.
وقال اسبينوزا "البعض حضر إلى هنا بميزانية تقدر بألف يورو ويعتمدون في طعامهم على البسكويت والنوم على الأرض واستقلال القطار إلى إيكاترينبرج في رحلة مجانية تستغرق 32 ساعة لمشاهدة مباراة فرنسا".
وأضاف "هناك من تركوا أعمالهم لأنك تحصل على مبلغ أكبر عندما ترحل عن مكان عملت فيه لفترة طويلة. العديد منهم يحملون ما نطلق عليه بويادا وهو ما يتضمن طبخ دجاجة بالإضافة إلى جعة في وطننا في مقابل المال".
وهذا التقليد في بيرو أصبح معتادا لأن أحدهم بحاجة إلى أموال طارئة على سبيل المثال من أجل العلاج أو بغرض الدراسة وسيقارن البعض ذلك بمشاهدة منتخب بلادهم في كأس العالم للمرة الأولى منذ 1982.
وقال رودريجو فيراستجوي الذي يقرع الطبول في مباريات بيرو على أرضها "كنت أبلغ من العمر عامين فقط لذا فهذه فرصة كبيرة لي. أنا هنا مع أبي وأمي وزوجتي وحتى أنني أحضرت معي ابني الذي يبلغ عمره أربعة أعوام لأنني لا أعلم هل ستلعب بيرو في كأس العالم مرة أخرى أم لا".
وأعلن الاتحاد الدولي (الفيفا) هذا الأسبوع أن 43583 تذكرة تم بيعها في بيرو لتصبح ثامن دولة أكثر حضورا في كأس العالم رغم أن اسبينوزا يعتقد أن ضعف هذا العدد سافر إلى روسيا.
وقال "اعتقد أن 80 ألف مواطنا من بيرو حضروا إلى هنا لأن هناك العديد من مواطني بيرو الذين لا يملكون جوازت سفر بيرو جاؤوا إلى هنا من دول أخرى في اوروبا. الكثيرون هاجروا خلال ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي بسبب الأوضاع الاقتصادية والإرهاب في البلاد".
وتعتبر كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في بيرو ومن المتوقع أن تتوقف الحياة في البلاد خلال مباراتي الفريق المقبلتين أمام فرنسا وأستراليا.
وذكرت تقارير إعلامية أن 687 ألف شخص قدموا طلبات للحصول على تذاكر من أجل مباراة الإياب ضد نيوزيلندا في إياب ملحق تصفيات كأس العالم في نوفمبر تشرين الثاني والتي فازت فيها بيرو 2-صفر في ليما لتبدأ احتفالات مجنونة بعد نهاية المباراة.
وقال انخيل كارانيا القادم من ليما "عانينا في كل نسخة لكأس العالم لم نتأهل إليها لأننا متحمسون للغاية لكرة القدم. لهذا السبب بعد 36 عاما من الغياب نشعر بالجنون من الأمر. قمت ببيع سيارتي للحضور إلى هنا. كنت أملك سيارة موستانج جي.تي وتخلصت منها لأن هذه فرصة تأتي مرة واحدة في العمر".
وعلى الرغم من استمتاع الجماهير بانتهاء غيابهم الطويل عن أكبر حدث كرة قدم في العالم خاصة بعد حصد بطاقة ملحق التصفيات لامريكا الجنوبية على حساب تشيلي الغريمة اللدودة فإن الجماهير ليست هنا في عطلة ويشعرون بالتفاؤل من إمكانية بلوغ فريق المدرب ريكاردو جاريكا الذي لم يخسر في آخر 15 مباراة أدوار خروج المغلوب.
والتحدي الأكبر سيكون السيطرة على مشاعرهم في المدرجات.
وقال اسبينوزا "الأمر المؤكد الآن الذي ستشاهدونه خلال عزف السلام الوطني هو بكاء 50 في المئة منا في المدرجات".