مارتينيز: الجيل الذهبي لبلجيكا قادر على انتزاع اللقب

المدرب الإسباني يواجه ضغوطاً هائلة لقيادته أحد أكثر المنتخبات موهبة في مونديال روسيا

منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)
منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)
TT

مارتينيز: الجيل الذهبي لبلجيكا قادر على انتزاع اللقب

منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)
منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)

قال المدير الفني لمنتخب بلجيكا، روبرتو مارتينيز، بينما كان يقود استعدادات فريقه لخوض نهائيات كأس العالم في مركز التدريب بمدينة توبيز البلجيكية: «الجميع يتذكر أول مرة يلعب فيها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم على أنها بداية ممارسته لكرة القدم». وقد أجريت هذا الحوار مع مارتينيز ونحن على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة من بروكسل، لكن على بعد مسافة طويلة من مدينة سوتشي، حيث ستلعب بلجيكا، التي يتولى مارتينيز تدريبها منذ أغسطس (آب) 2016، مباراتها الأولى أمام بنما غداً. وتشارك بلجيكا في كأس العالم هذه المرة وهي أحد أقوى المرشحين للحصول على اللقب بفضل امتلاكها لكوكبة من النجوم البارزة في جميع الخطوط.
يقول مارتينيز: «ما زلت أتذكر أول بطولة كأس عالم أشاهدها عام 1982، عندما كنت في العاشرة من عمري، حيث كنت أعمل على جمع صور اللاعبين، وأحاول أن أفهم قدر ما أستطيع عن الدول الأخرى، لكن أن تشارك في البطولة وأنت مدير فني لأحد المنتخبات فهذا يعني الكثير. ويجب الإشارة إلى أن كرة القدم تتمحور في المقام الأول حول اللاعبين، تماماً كما كان الأمر في الماضي. لديّ مجموعة رائعة من اللاعبين، وأؤمن تماماً بقدراتهم وإمكانياتهم». ويواجه مارتينيز ضغوطاً هائلة لأنه يقود أحد أكثر المنتخبات موهبة في مونديال روسيا، لكنه يتعرض لانتقادات شديدة في بلجيكا، بيد أن المدير الفني الإسباني يمتلك حماساً منقطع النظير.
وبالنظر إلى العدد الكبير من اللاعبين الممتازين والموهوبين في جميع الخطوط، يرى كثيرون أن عدم تصدر المنتخب البلجيكي لمجموعته، التي تضم إلى جانبه كلاً من إنجلترا وتونس وبنما، والتأهل للدور نصف النهائي للمونديال على الأقل، سيكون بمثابة فشل كبير لمارتينيز ولاعبيه. ورفض مارتينيز الحديث عن أي توقعات لنتائج فريقه في كأس العالم، لكنه تحدث بثقة كبيرة، وقال: «الفشل هو ألا تحاول أن تحقق الفوز. سوف نلعب بشكل يتسم بالمغامرة والشجاعة، وسنعمل على تحقيق الفوز في كل مباراة، لكن الثقة التي تحصل عليها في المباريات الثلاث الأولى في دور المجموعات تكون ضرورية وهامة للغاية».
وقد حقق المنتخب البلجيكي نتائج رائعة تحت قيادة مارتينيز، حيث لعب 18 مباراة لم يخسر خلالها إلا مرة واحدة فقط، وكان أول بلد أوروبي يتأهل لكأس العالم، وإن كان يلعب في مجموعة سهلة. وقال مارتينيز: «لم نخسر سوى أول مباراة لي مع الفريق، وكانت مباراة ودية أمام إسبانيا. ومنذ ذلك الحين، أظهر اللاعبون تركيزاً لا يصدق. لقد كانت مباراتنا أمام إسبانيا مثيرة للغاية لأن المدير الفني للماتادور الإسباني في ذلك الوقت جولين لوبيتيغي كان قد تولى تدريب الفريق في الفترة نفسها التي توليت فيها قيادة بلجيكا. وكانت هذه المباراة هي الأولى لكل منا على رأس القيادة الفنية للفريقين. وقد حدث الشيء نفسه أيضاً عندما تولى لوبيتيغي تدريب نادي بورتو البرتغالي وتوليت أنا تدريب نادي إيفرتون الإنجليزي، وتواجهنا في مباراة ودية».
وكان نجم المنتخب البلجيكي كيفن دي بروين قد وجه انتقادات علنية لمارتينيز في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبالتحديد بعد التعادل أمام المكسيك في المباراة الودية التي انتهت بـ3 أهداف لكل فريق، والتي لعب خلالها مارتينيز بطريقة دفاعية مبالغ فيها، واعتمد على طريقة 5 - 3 - 2، حيث قال نجم مانشستر سيتي الإنجليزي: «كانت المكسيك أفضل من الناحية التكتيكية. وسوف نستمر في مواجهة الصعوبات ما دام أنه لا يوجد هناك نظام تكتيكي جيد. ومن المؤسف أننا لم نصل إلى حل حتى الآن. نحن نلعب بطريقة دفاعية للغاية، رغم أن فريقنا يعج بكثير من المهاجمين».
وقال مارتينيز رداً على ذلك: «نحن لا نلعب عادة بطريقة 5 - 3 - 2، لكننا نريد أن نتسم بالمرونة. الطريقة التي نعتمد عليها في معظم مبارياتنا هي 3 - 4 - 3، من أجل الاستغلال الأمثل لقدرات لاعبين مثل كيفن دي بروين وإيدن هازارد ودريس ميرتنز وروميلو لوكاكو. لقد حققت هذه الطريقة نتائج جيدة في التصفيات، لكننا جربنا طرقاً أخرى في مباريات ودية. لقد كانت المكسيك رائعة من الناحية التكتيكية، واكتسبنا خبرات جيدة للغاية من تلك المواجهة». قد يشعر الكثير من المديرين الفنيين بالغضب عندما يتعرضون للانتقاد العلني من أحد لاعبيهم، لكن مارتينيز أشاد بكيفن دي بروين، قائلاً: «لقد أظهر كيفن دي بروين أنه يهتم كثيراً بالفريق، وقد أدلى بهذه التصريحات من أجل مصلحة المنتخب. هناك ثقافة هنا تحاول فهم الأشياء من وجهة نظر تكتيكية، وأنا أحب ذلك».
وأضاف مارتينيز: «لقد ساعدت طريقة 3 - 4 - 3 نادي تشيلسي على الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز العام الماضي، وقد اعتمدت عليها مع نادي ويغان عام 2009، لكن هذه الطريقة هي مجرد نقطة انطلاق. أنا أهتم كثيراً بالطريقة التي نلعب بها، وطريقة التفكير التي نعتمد عليها. وفي كأس العالم، يتعين علينا أن نظهر أننا مستعدون للمعاناة، ومواجهة المحن والصعاب. هذه المجموعة من اللاعبين ليس لديها جيل سابق يعلمهم كيفية الفوز بالبطولات الكبرى. لذلك، فنحن نذهب إلى المجهول، ويتعين علينا أن نتحلى بأكبر قدر ممكن من التركيز».
ومن بين المنتخبات التي واجهها مارتينيز في المباريات الـ18 مع بلجيكا، يعد البرتغال هو المنتخب الوحيد الذي يمتلك طموحات حقيقية للمنافسة على لقب كأس العالم، وقد انتهت المباراة التي أقيمت بين الفريقين في بروكسل الشهر الماضي بالتعادل من دون أهداف. وقدمت بلجيكا أداء هجومياً قوياً عندما هزمت مصر ودياً بثلاثية نظيفة قبل بدء المونديال، وبدلاً من أن يتحدث مارتينيز عن ضعف الفريق المنافس، أشاد بقوة منتخب بلاده الذي يضم 23 لاعباً يتألقون في الدوريات الأوروبية القوية، ولا يوجد من بينهم سوى لاعب واحد فقط يلعب في الدوري البلجيكي، وهو نجم أندرلخت ليندر ديندونكر.
يقول مارتينيز: «في غرفة خلع الملابس هذه، يفهم اللاعبون جيداً ما يعنيه اللعب مع منتخب بلجيكا. الأمر يختلف عن اللعب لأي منتخب آخر في أوروبا، لأن المنتخبات الأخرى عادة لن تكون في موقف منتخب بلجيكا، من حيث إن 95 في المائة من اللاعبين يلعبون بالخارج. وعندما يعود هؤلاء اللاعبون، فإنهم يهتمون كثيراً باللعب لمنتخب بلادهم».
وأشار مارتينيز إلى أنه قبل العمل في بلجيكا، كان قد أمضى 21 عاماً في إسبانيا، ومثلها بالضبط في بريطانيا، حيث عاش حياته بالكامل تقريباً بعد البلوغ في بريطانيا، في البداية كلاعب ثم كمدير فني مع أندية ويغان وسوانزي سيتي ومذرويل وولسال وتشيستر وإيفرتون.
ورداً على سؤال عما إذا كانت خبراته الهائلة مع هذه الأندية قد ساعدته في عمله في بلجيكا، رد مارتينيز قائلاً: «أعتقد ذلك. لقد انتقلت لأول مرة من المنطقة التي نشأت بها وأنا في السادسة عشرة من عمري من أجل اللعب مع نادي ريال سرقسطة. وكان الانتقال للعب لنادي ويغان في إنجلترا وأنا في الحادية والعشرين من عمري يشبه الذهاب إلى سطح القمر».
وأضاف: «كانت هذه التجارب والخبرات المختلفة مفيدة للغاية عندما توليت في وقت لاحق تدريب ناد بالدوري الإنجليزي الممتاز يضم لاعبين من ثقافات مختلفة. إن التنوع مهم للغاية في غرفة خلع الملابس للمنتخب البلجيكي، ولذا فأنا أشعر بأن الأمر طبيعي».
وقد عاش مارتينيز فترة طويلة في إنجلترا، ولذا فهو يعرف جيداً أن مصطلح «الجيل الذهبي» يحمل في طياته الكثير من التحديات، وخصوصاً أن منتخب بلاده يضم كوكبة من أبرز اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة في الوقت الحالي، مثل كيفن دي بروين وإيدن هازارد وتيبو كورتوا وفينسنت كومباني ويان فيرتونخين وموسى ديمبيلي ورميلو لوكاكو ومرتينز. ويقول مارتينيز عن ذلك: «لا يزعجني الحديث عن الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا. إنه مصطلح إعلامي، لكن لا يوجد شيء خاطئ في تسليط الضوء على روعة هذه المجموعة من اللاعبين. من المهم أن يفكر الفريق بعقلية الفوز، وأن يكون قادراً على التعامل مع التحديات والصعوبات المختلفة والمتنوعة، لأنك ستواجه ذلك في البطولات الكبرى».
ويكون مارتينيز بحاجة إلى التغلب على أي حواجز نفسية أثرت على بلجيكا في البطولات الأخيرة، التي كان آخرها الخسارة أمام ويلز، والخروج من الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأوروبية عام 2016. وقد ساعد تعيين النجم الفرنسي تيري هنري مساعداً له في التغلب على هذه الحواجز، خصوصاً أن هنري كان أحد أهم لاعبي الجيل الذهبي لمنتخب فرنسا الذي فاز بكأس العالم عام 1998، وكأس الأمم الأوروبية عام 2000، بعد عقود طويلة من خيبة الأمل.
يقول مارتينيز: «عندما توليت قيادة المنتخب البلجيكي، فكرت في الاستعانة بخدمات لاعب دولي سابق لديه خبرات كبيرة. أعرف الفلسفة التي يعتمد عليها تيري هنري لأننا رأينا كيف كان يلعب مع ناديي آرسنال وبرشلونة. لقد جلسنا سوياً، وأدركت بعد دقيقتين فقط أنه اختيار مثالي للقيام بهذا الدور».
وتلعب بلجيكا مباراتها الأخيرة في المجموعة أمام إنجلترا التي حظيت بفترة إعداد جيدة للغاية قبل انطلاق كأس العالم، بقيادة مديرها الفني غاريث ساوثغيت. ويقول مارتينيز عن تلك المواجهة: «يمكن القول بكل تأكيد إن غاريث ساوثغيت يفكر بطريقة رائعة، ولديه رؤية واضحة، ولديه مجموعة من اللاعبين الذين يعرفهم جيداً نتيجة قيادته السابقة للمنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً. لقد نجح ساوثغيت في تكوين فريق يبدو أنه سيستمتع كثيراً باللعب في نهائيات كأس العالم. لقد عملنا سوياً في قناة «أي تي في» خلال كأس الأمم الأوروبية في بولندا وأوكرانيا، وتعاونا بشكل جيد، ولدينا وجهة نظر متشابهة». وستكون المباراة بين بلجيكا وإنجلترا قوية ومثيرة للغاية، لكن نتائجهما في الجولتين السابقتين أمام تونس وبنما قد تقلل حدة وتوتر هذه المباراة، في حال ضمان كل منهما التأهل للدور التالي.
يقول مارتينيز: «يجب أن نعرف أن بنما قد تأهلت لنهائيات كأس العالم على حساب الولايات المتحدة الأميركية، لذا فهو فريق قوي، ويثق في قدراته بطريقة لا تصدق، ولديه قدرة هائلة على المنافسة بكل قوة. وعندما تتأهل إلى كأس العالم بهذه الطريقة الاحتفالية، فلا يكون هناك شيء لكي تخسره. كما أن تونس لديها فريق قوي يتميز بالتفاهم لأن لاعبيه قد لعبوا سوياً على مدار عدة سنوات. إنه فريق يحب اللعب بشكل جيد، لكنه يعرف أيضاً كيف يكون نداً قوياً وصلباً، علاوة على أن لديه مزيج جيد للغاية من اللاعبين، وقد تأهل للمونديال عن استحقاق وجدارة».
وتمتلك منتخبات البرازيل وألمانيا وإسبانيا وفرنسا حظوظاً أكبر من بلجيكا للفوز بلقب كأس العالم. وقال مارتينيز عن ذلك وهو يبتسم: «لا يجب أن تنسى الأرجنتين لأن لديها ليونيل ميسي. لقد فازت هذه المنتخبات بكأس العالم في العصور الحديثة، وبالتحديد خلال الـ22 عاماً الماضية. ويمكن لهذه الفرق أن تستفيد كثيراً من خبرات الأجيال التي فازت بكأس العالم. يكون أي فريق يسعى للمنافسة على البطولة في أشد الحاجة إلى ذلك، لأنه من الناحية النفسية يكون التغلب على المجهول أمر صعب للغاية. ويمكن أن يكون لديك أفراد جيدون، لكنك ستكون بحاجة إلى شيء استثنائي من أجل الوصول إلى هذا المستوى».
وقد تعرض مارتينيز لانتقادات لاذعة في بلجيكا بسبب استبعاده للاعب راجا ناينغولان، لكن المدير الفني الإسباني قال إن سبب استبعاده لنجم روما الإيطالي يعود إلى أنه يضم مجموعة هائلة من اللاعبين في المركز نفسه، وقال: «لدينا كيفن دي بروين في مركز صانع الألعاب، وهو قادر على تمرير الكرة بأقصى سرعة ممكنة وبدقة متناهية. ولدينا أيضاً إيدن هازارد، وهو قائد داخل الملعب ويتحكم في الكرة بشكل رائع، ويقوم بكل شيء بطريقة رائعة ومهارة فائقة. وعلاوة على ذلك، قدم دريس ميرتنز أداء استثنائياً مع نابولي في موسمه الأول كمهاجم صريح، ويتميز بالتحرك بشكل ممتاز في المساحات الخالية والذكاء الشديد، وهو ما يجعله لاعباً فعالاً».
وسبق أن قام مارتينيز بتدريب لوكاكو في إيفرتون، وقد اشتكى المهاجم قوي البنية من أنه يتعين على منتخب بلجيكا أن يلعب بشكل مباشر وأفضل من الشكل الحالي. وقال مارتينيز عن ذلك: «لقد كان ذلك تعليقاً واحداً في مقابلة لمدة 30 دقيقة، ويتعين عليك أن تفهم أن لوكاكو لديه رغبة هائلة في أن يظهر بأفضل شكل ممكن، وأن يقدم أقصى ما لديه، ويمتلك عقلية تفكر دائماً في الفوز ولا شيء غيره. إنه لا يستهين أبداً بأي شخص، ولا يتحدث عنه بعدم احترام. إننا لدينا لاعبون يمتلكون شخصية قوية، وانظروا على سبيل المثال إلى فينسنت كومباني، الذي نتمنى أن يكون لائقاً لأنه يمتلك خبرات هائلة سوف تكون مهمة للغاية بالنسبة لنا، كما أنه قادر على مواجهة التحديات والصعوبات المختلفة. لقد تعامل مع الكثير من هذه المواقف من قبل بكل نجاح، وهو لاعب استثنائي».
ورغم كل هذه التناقضات والتشكيك في قدراته، يشعر مارتينيز بالراحة والثقة، قائلاً: «هؤلاء اللاعبون قادرون على أن يكونوا مصدر إلهام للآخرين، ولدينا قدر كبير من التنوع في بلجيكا، لكن منتخب بلجيكا قادر على أن يستوعب الجميع».


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».