مدرب المغرب... مايسترو إفريقيا الذي اكتسب خبرته من الفشل في الدرجة الرابعة

هيرفي رينار مدرب المنتخب المغربي (ا.ف.ب)
هيرفي رينار مدرب المنتخب المغربي (ا.ف.ب)
TT

مدرب المغرب... مايسترو إفريقيا الذي اكتسب خبرته من الفشل في الدرجة الرابعة

هيرفي رينار مدرب المنتخب المغربي (ا.ف.ب)
هيرفي رينار مدرب المنتخب المغربي (ا.ف.ب)

انتهت فترة مدرب المغرب مع كامبريدج في دوري الدرجة الرابعة الإنجليزي بالفشل، لكن من لعبوا تحت قيادته يتحدثون بإعجاب عنه.
على غلاف النسخة المغربية من مجلة "هالو"، يبدو أن هيرفي رينار يشعر كأنه في بيته.
وعلى هامش جلسة التصوير وبينما يبتسم للكاميرا وهو يرتدي قميصه الأبيض المألوف، قال رينار: "في إفريقيا أشعر بالحرية. هذه القارة جعلتني مشهوراً. لا اعتقد أنني استطيع الحياة في أي مكان اخر".
وصنع المدرب الفرنسي اسمه في إفريقيا، حيث ما زال المدرب الوحيد الذي نال لقب كأس الأمم الإفريقية مع منتخبين مختلفين هما زامبيا المغمورة في 2012، وكوت ديفوار في 2015.
واثبت صحة قرار الاتحاد المغربي بجعله أعلى المدربين أجرا في القارة في 2016، عندما قاد المنتخب لبلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 1998.
لكن كل ذلك كان على العكس من التوقعات بعد فترته القصيرة الفاشلة مع فريق كامبريدج يونايتد الإنجليزي في 2004، وبعد توليه المسؤولية في المباراة الأخيرة لموسم 2003-2004 في الدرجة الرابعة، انتصر في خمس مباريات وخسر في 14 من 26 مباراة مع الفريق، قبل أن تتم إقالته في ديسمبر كانون الأول 2004، وهبط كامبريدج في نهاية هذا الموسم ووضع تحت الحراسة وتم بيع ملعبه.
وعلى الرغم من محاولات النادي بشراء استاد ابي مرة أخرى فما زال يستأجره ليخوض عليه مبارياته، إلا أن المجموعة التي لعبت تحت قيادة رينار تنظر بإيجابية لفترته مع النادي والأمور الفنية في التدريبات والحمية الغذائية التي لم يسبق أن ظهرت في دوري الدرجة الرابعة الإنجليزي.
وكانت أولى قرارات رينار، هي جعل جون رودي الحارس الأساسي لكامبريدج، والذي قال: "لعب هيرفي دوراً كبيراً في مسيرتي لأنني لا اعتقد أن المدربين الآخرين كانوا سيمنحون شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً الفرصة، خاصة أنني بدأت اللعب كحارس مرمى بعمر 14 عاماً".
وأضاف: "ليس فقط لعدم امتلاكي خبرة اللعب على مستوى الكبار، بل أيضاً في حراسة المرمى بشكل عام. في أول 15 دقيقة في مباراتي الأولى لم أكن حتى استطيع لعب ضربة المرمى وكنت متوتراً، لكن هيرفي كان رائعاً في جعلك تشعر أنك لاعب جيد".
وأنقذ رودي ركلة جزاء في هذه المباراة وفاز كامبريدج (1-0)، وبمستواه الجيد ذهب لفترة اختبار مع مانشستر يونايتد وانتقل مقابل 250 ألف جنيه إسترليني إلى ايفرتون.
وذهب رينار إلى كامبريدج تحت قيادة المدرب كلود لورا الذي قاد الكاميرون للقب كأس الأمم الافريقية 1988، لكنه تولى المسؤولية كاملة بعد رحيل لورا بعد عدة مباريات.
ويتذكر رودي الجزء الخاص باللغة والترجمة، حيث كان يعتمد الإشارات والحركة في التدريبات، وكان عازما ًعلى جعل كل لاعب يعرف ما هو المتوقع منه. وقال: "أعتقد أن الطريقة التي أراد أن نلعب بها في ذلك الوقت كانت مختلفة تماماً عما سبق تجربته في الدرجة الرابعة وربما تلائم الوضع أكثر اليوم".
واهتم رينار بالتركيز على الخطة المعتمدة على الاستحواذ وبدون الكرة يجب على المهاجمين القيام بالضغط العالي واستعادة الكرة بأسرع وقت ممكن.
وكانت اللياقة البدنية مهمة للغاية وأصبحت الحمية الغذائية التي وضعها سيئة السمعة.
وقال رودي الذي صعد إلى الدوري الممتاز مع ولفرهامبتون في نهاية الموسم المنصرم: "أبرز الذكريات عن هيرفي هو معدل العمل، ليس فقط الذي كان يطلبه منا بل الذي كان يظهره لنا في صالة الألعاب البدنية. فترة الاستعداد للموسم تحت قيادته كانت وما زالت الأصعب التي واجهتها في مسيرتي".
وتابع "هيرفي كان يخضعنا لتدريبات (بلانكس) لمدة دقيقتين وأتذكر أنني كنت اهتز مثل الكلاب. كل ما كان يفعله هو الضحك والصراخ.. كان يقوم بتدريبات مجموعات البطن لمدة خمس دقائق وكان في حالة بدنية استثنائية. ويبدو أنه ما زال كذلك حتى الآن".
وقال شين تيودور الذي تقاسم صدارة هدافي الفريق في ذلك الموسم: "كان يستطيع الركض لمسافة سبعة أو ثمانية أميال في اليوم بدون مشكلة".
ويتذكر أندي دانكان قائد كامبريدج : "في هذا الموسم كنا نتدرب ثلاث مرات في اليوم بدءا من الساعة السادسة صباحاً".
وقال تيودور: "كنا نتدرب في المساء لمحاولة محاكاة مباراة في المساء".
وأشاد المهاجم جيرماين إيستر الذي انتقل للعب مع كريستال بالاس وميلوول برينار قائلاً "هيرفي كان يقوم بأشياء في 2004 لم أفعلها مع مدربين آخرين سوى بعد ذلك بخمس أو ست سنوات. كان على مستوى آخر فيما يتعلق بالتدريبات البدنية والحمية الغذائية. لم نستخدم أي صلصة لذا كان الطعام بلا طعم لكن ذلك ساعد على تقليل نسبة الدهون لدى اللاعبين. الاعتماد على علم الرياضة كان كبيراً قبل أن يصبح أساسيا".

لماذا فشلت ثورة رينار في تحقيق النتائج؟

كان رد تيودور بدون ندم، إذا قال: "لأن اللاعبين لم يكونوا جيدين وهو لم يملك خبرة في البطولة لذا كان يجلب لاعبين فرنسيين بدلاً من منعدمي الكفاءة".
وأحدهم كان المهاجم سولي سيشيل الذي قال بعد انضمامه: "ألعب بقدمي بشكل جيد وأشبه نفسي بتييري هنري. شاهدت المدافعين الإنجليز في التلفزيون وأتطلع لذلك" لكنه لم يلعب أي مباراة.
ولم تساعد مثل هذه الصفقات النادي في الخروج من المأزق المالي والذي كان يجب على لاعبيه شراء قمصان اللعب.
وقال المدرب ستيف تومسون الذي خلف رينار: "النادي كان في أزمة. لم أكن أعرف ضخامة الوضع السيء. أحد اللاعبين طلب مني لو كان يستطيع اللعب بقميص بأكمام طويلة لأن كان عليه اتخاذ القرار ببدء الموسم بأكمام طويلة أم قصيرة".
وما بين نجاح رينار على مستوى المنتخبات في إفريقيا كانت هناك فترات فاشلة مع الأندية، إذ تمت إقالته من تدريب ليل في 2015 بعد 13 مباراة، وهبط مع سوشو من دوري الدرجة الأولى الفرنسي في 2014.
وعلى المستوى الدولي مع اتساع رقعة اختيار اللاعبين وعدم وجود سوق انتقالات ظهرت نقاط قوة رينار بشكل واضح.
وحتى في مجموعة كأس العالم التي تضم اسبانيا والبرتغال ومع وجود مساعده مصطفى حجي لاعب وسط كوفنتري السابق، فإنه يملك فرصة حقيقية في قيادة المغرب إلى أدوار خروج المغلوب وهذا يختلف كثيراً عن الألم من الهزيمة أمام هاليفاكس تاون وبوسطن يونايتد في إنجلترا.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.