الرزاز يحدد أولويات حكومته: الوضع الاقتصادي وتحدياته

رئيس الحكومة الأردنية عمر الرزاز (رويترز)
رئيس الحكومة الأردنية عمر الرزاز (رويترز)
TT

الرزاز يحدد أولويات حكومته: الوضع الاقتصادي وتحدياته

رئيس الحكومة الأردنية عمر الرزاز (رويترز)
رئيس الحكومة الأردنية عمر الرزاز (رويترز)

قال رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، إن أولويات عمل حكومته خلال الفترة المقبلة، هي التعامل مع الوضع الاقتصادي والتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الأردن.
وأضاف الرزاز، في تصريحات للصحافيين، أمس، أن الأردن يتعرض لتحديات متتالية منذ عام 2008 و2009، ابتداء من الأزمة المالية العالمية، وتبعها الربيع العربي وتداعياته وإغلاق الحدود، وتأثيرها على الصناعة والتجارة والهجرة القسرية والركود الذي تعاني منه البلاد، لافتاً إلى أن كل هذه الأمور أثقلت كاهل المواطن وأتعبته.
وقال إن «هناك تحديات لا نستطيع ترحيلها للمستقبل، وعلينا أن نتعامل معها لنتجاوزها معاً»، مؤكداً: «إننا جميعاً وبهذا القدر من التكافل والتكاتف، قادرون على العبور إلى المرحلة التي نصبو لها والتي يحلم بها الشباب الأردني».
وردّاً على سؤال حول وجود مجموعة من الوزراء من الحكومة السابقة في تشكيلة الحكومة الجديدة، أكد الرزاز أن الموضوع ليس تغيير وجوه، وإنما وفقاً لقياس الإنجاز في كل حقيبة وزارية، لافتاً إلى أن هناك مجموعة من الوزراء كان أداؤهم جيدا وعملوا في الميدان، ولم نر أن هناك داعياً لتغييرهم لمجرد تغيير الوجوه.
وأكد رئيس الوزراء أن الفريق الاقتصادي بالتحديد، هو فريق جديد ومتكافل، وسيعمل بانسجام متكامل «وأعتقد أن هذا كان المطلب الرئيسي للشارع، وقد تم أخذه بعين الاعتبار في تشكيل الفريق الاقتصادي»، مضيفاً: «هناك نَفَس شبابي وتجديد في الحكومة، وعلى كل وزير أن يدرك أن مهمته فنية في قطاعه، ولكن بنفس الوقت، أن يعي التداعيات الاجتماعية والسياسية لكل قرار يتم اتخاذه والاستمرار في العمل الميداني والتواصل مع المواطنين».
وقال الرزاز إن الخطوة الأولى لحكومته، هي فتح الحوار بشأن التحديات الاقتصادية، آخذة بالاعتبار، كل الملاحظات قبل أن تخطو أي خطوة بهذا الاتجاه.
وأكد أن التحديات التي يواجهها الأردن اليوم، «ليست وليدة اللحظة، وإنما هي نتيجة عقد من التداعيات السياسية التي أثرت على الاقتصاد الأردني، ولن يكون حلُّها بين يوم وليلة. وهي تحديات حقيقية، وعلينا أن نرتقي إلى مستوى المسؤولية جميعاً، وأن نتحاور بجدية، ونتأكد أن العبء في حمل تكلفة الإصلاحات يوزَّع بشكل عادل بين فئات المجتمع، وفي الوقت ذاته التركيز على التنمية في الخدمات الأساسية التي نقدمها، خصوصاً الصحة والتعليم والنقل، وأيضاً التركيز على النمو الاقتصادي وفتح المجال للاستثمار للقطاع الخاص لينمو، وإتاحة المجال أمام الشباب الأردني المبدع لإقامة مشروعات تشكل العامل الرئيسي لتحقيق معدلات نمو مرتفعة.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».