مجلس الأمن يطالب الحوثيين بالانسحاب من الحديدة

المعلمي يؤكد الحرص على الجانب الإنساني وعلى المدنيين

TT

مجلس الأمن يطالب الحوثيين بالانسحاب من الحديدة

دعا مجلس الأمن إلى «التنفيذ الكامل» لقرارات مجلس الأمن في شأن اليمن، ولا سيما القرار 2216 الذي يطالب جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، بالكف عن استخدام العنف، وسحب قواتهم من كل المدن، بما فيها صنعاء، وتسليم أسلحتهم الثقيلة.
وأيد مبادرة الحديدة التي قدمها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، والتي تنص على انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة والميناء التابع لها، وانتشار قوات الشرطة اليمنية فيهما. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المندوبين السعودي عبد الله بن يحيى المعلمي، والإماراتية لانا نسيبة، في نيويورك، كشف وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أن هناك خطة من 4 نقاط لزيادة المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين في كل المناطق من دون استثناء، وأضاف أن «إيران هي المشكلة الرئيسية اليوم في اليمن».
وأكد المعلمي أن قوات التحالف تقوم بعملية إنسانية كبيرة، وتتجنب إيقاع أي أضرار بالمدنيين والمنشآت المدنية. وشاركت الوزيرة الإماراتية ريم الهاشمي في جانب من المؤتمر الصحافي عبر الهاتف. وبطلب من بريطانيا، عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة طارئة للنظر في أحدث التطورات التي يشهدها اليمن، في ظل اقتراب قوات الشرعية اليمنية، مدعومة من التحالف، من تحرير الحديدة من ميليشيات الحوثي. واستمع أعضاء المجلس إلى إحاطتين: الأولى من المبعوث الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، والثانية من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر.
وعلمت «الشرق الأوسط»، من دبلوماسي شارك في الجلسة، أن المشاورات تركزت على مبادرة الحديدة الجديدة التي قدمها غريفيث، والمشاورات المكثفة التي يجريها مع كل الأطراف من أجل انسحاب ميليشيات الحوثي من مدينة الحديدة، بما في ذلك من الميناء التابع لها، على أن تنتشر مكانهم عناصر من الشرطة اليمنية والأجهزة الأخرى التابعة للشرعية، أملاً في تجنب العملية العسكرية التي تنفذها القوات الشرعية بهدف زيادة المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين من اليمنيين.
وأضاف أن «القلق الرئيسي يتصل بالمخاوف من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى إغلاق الميناء أو تدميره، مما قد يعطل عمليات إرسال المعونات» الجارية حالياً برعاية الأمم المتحدة، موضحاً أن «هناك اتفاقاً أيضاً على ضرورة العودة إلى العملية السياسية لتسوية الخلافات بين اليمنيين بالطرق الحوارية والسلمية، انطلاقاً من انسحاب الحوثيين من كل المدن وتسليم أسلحتهم الثقيلة، طبقاً لقرارات مجلس الأمن».
وعلى أثر الاجتماع المغلق، عبر أعضاء مجلس الأمن عن «قلقهم العميق» مما سموه «الأخطار على الوضع الإنساني» في اليمن، مكررين دعوتهم إلى إبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين. ووفقاً لما أعلنه رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، المندوب الروسي الدائم فاسيلي نيبينزيا، طالبوا أيضاً بتطبيق قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2216، وحضوا كل الأطراف على «المحافظة على واجباتهم تحت القانون الإنساني الدولي»، وجددوا دعمهم «الحل السياسي، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في اليمن»، آخذين علماً «باستمرار جهود المبعوث الخاص، ومؤكدين دعمهم الكامل لهذه الجهود».
ومن المقرر أن يستمع أعضاء المجلس مجدداً إلى غريفيث في الـ18 من الشهر الحالي، إذ يتوقع أن يقدم خطته للتسوية في اليمن بناء على مندرجات القرار 2216، الذي طالب كل الأطراف اليمنية، لا سيما الحوثيين، بـ«الامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الأحادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن».
وطالب الحوثيين بالقيام «فوراً، ومن دون قيد أو شرط» بـ«الكف عن استخدام العنف، وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء، والتخلي عن جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، بما في ذلك منظومات الصواريخ، والتوقف عن كل الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية، والامتناع عن الإتيان بأي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة، وإنهاء تجنيد الأطفال، وتسريح جميع الأطفال المجندين في صفوفهم».
وينص أيضاً على «دعوة جميع الأطراف اليمنية، لا سيما الحوثيين، إلى التزام مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن، وتسريع المفاوضات للتوصل إلى حل توافقي، والتنفيذ الكامل للاتفاقات المبرمة والالتزامات التي تم التعهد بها لبلوغ هذا الهدف، والتعجيل بوقف العنف»، ويدعو كل الدول إلى «اتخاذ تدابير لمنع القيام بشكل مباشر أو غير مباشر بتوريد أو بيع أو نقل أسلحة» إلى الحوثيين.
وقبيل الجلسة، قالت المندوبة البريطانية كارين بيرس إن «المهم أن مارتن غريفيث يحاول التفاوض على انسحاب الحوثيين من الحديدة. أعتقد أنه إذا كان من الممكن أن يفعل ذلك، فعلينا أن ندعم جهوده».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.