مصر ستنقل مباريات كأس العالم رغم التحذير من عقوبات رياضية

أزمة بث منافسات المونديال تتفاعل بقرار جهاز حماية المنافسة التصدي لاحتكار قنوات «بي إن»

المقاهي فرصة غالبية المصريين لمتابعة منتخبها في ظل احتكار بث المباريات (أ.ف.ب)
المقاهي فرصة غالبية المصريين لمتابعة منتخبها في ظل احتكار بث المباريات (أ.ف.ب)
TT

مصر ستنقل مباريات كأس العالم رغم التحذير من عقوبات رياضية

المقاهي فرصة غالبية المصريين لمتابعة منتخبها في ظل احتكار بث المباريات (أ.ف.ب)
المقاهي فرصة غالبية المصريين لمتابعة منتخبها في ظل احتكار بث المباريات (أ.ف.ب)

سادت حالة من الارتباك والترقب الشارع المصري، إثر تفاقم أزمة بث مباريات كأس العالم في مصر، بعدما أصدر جهاز «حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية» المصري، بيانا رسميا قبل يومين، أعلن فيه بث 22 مباراة من مباريات كأس العالم على القنوات الأرضية للتلفزيون المصري، ورأى خبراء أن القرارات الرسمية «المتسرعة قد تعرض البلاد لعقوبات وغرامات مالية كبيرة مثلما حدث في عام 2013».
وقال خبراء إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مختص بحماية حقوق القناة المالكة لبث مباريات كأس العالم، حتى 2026. وقد تصل العقوبات إلى غرامات مالية كبيرة على الاتحاد المصري، لتعويض الشركة الحاصلة على حقوق البث، ومنع مصر من ممارسة عضويتها بـ«فيفا» بجانب إقصاء المنتخب من المشاركة في البطولات الدولية المقبلة.
وأكد الدكتور محمد فضل الله، خبير اللوائح الرياضية أن «قرارات الحكومات والأجهزة الداخلية لا تسري على (فيفا)» قائلا: «لا تسري أحكام قضائية على (الفيفا)، سوى ما يصدر عن المحكمة الرياضية الدولية أو المحاكم الفيدرالية السويسرية». وأضاف «فضل الله»: «كان من الضروري الدخول في مفاوضات مع الاتحاد الدولي، واستغلال أن مبادئ الميثاق الأوليمبي و(الفيفا) ضد سياسة الاحتكار والتأكيد على الصعوبات التي يواجهها المصريون في مشاهدة كأس العالم في ظل ارتفاع الأسعار، من أجل الحصول على البث الأرضي للمباريات».
وكان بيان جهاز «حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية» ذكر أن «الاتحاد الدولي حرم منافسي قناة (بي إن سبورت) من المنافسة على حقوق البث لكأس العالم، بالإضافة لمخالفة سياسة (الفيفا) بإتاحة 22 مباراة من كأس العالم عبر البث الأرضي، للدول المتأهلة للمونديال بهدف ترابط ووحدة الشعوب ودعم المشاريع الإنسانية بين الدول».
وكشف جهاز «حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية»، أنه خاطب الاتحاد الدولي في يوم 6 يونيو (حزيران) الحالي، للحصول على بث 22 مباراة بكأس العالم، إلا أنه لم يتلق رداً على هذا الخطاب.
ورغم تأكيد جهاز «حماية المنافسة» على اتخاذ الإجراءات القانونية السليمة التي تضمن للتلفزيون المصري الحصول على إشارة بث مباريات كأس العالم، فإن قطاعا كبيرا من الجماهير المصرية يخشى تعرض مصر لعقوبات في حال مخالفة القواعد وحقوق البث، على غرار ما حدث في عام 2013، حيث تعرضت مصر لغرامة من «الفيفا» بلغت مليوني دولار أميركي، لصالح قناة «بي إن سبورت» القطرية بسبب إذاعة مباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم عام 2014.
وأكد «جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية» في بيانه أنه بصدد مخاطبة مفوضية المنافسة بالاتحاد الأوروبي للحصول على رأيها في «المخالفات التي تقع داخل اختصاصها وأراضيها، وإمكانية مخالفة تصرفات (الفيفا) للمادة 34 من اتفاقية الشركة المصرية».
وتمتلك «قنوات بي إن سبورت القطرية» حقوق البث من خلال شركة «لاغاردير» الفرنسية، ولا بد من آخذ موافقتها أولاً لبث مباريات المونديال على التلفزيون المصري، وذلك بمقابل مادي، وهو ما أعلنته أخيراً وزارة الخارجية القطرية، التي قالت في بيان صدر الأسبوع الماضي: «إن السماح للقنوات بنقل بعض مباريات كأس العالم في روسيا لن يتم إلا بشروط، وبعد موافقة (بي إن) التي تملك حقوق بث مباريات مونديال روسيا 2018».
وحذر فضل الله من أنه في حالة عدم تسديد الغرامة التي توقع على اتحاد الكرة المصري، في حالة خرق حقوق البث، ستحول العقوبات من مالية لرياضية، ربما تصل إلى درجة الاستبعاد من البطولات التي ينظمها «الفيفا» مستقبلا.
وحمّل خبراء وإعلاميون عرب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مسؤولية حرمان أعداد كبيرة من الجماهير في الوطن العربي من متابعة الحدث الرياضي الأهم في التاريخ، والمقرر إقامته في روسيا بعد ساعات، بسبب مغالاة الشركة الناقلة في أسعار أجهزة البث المشفرة الخاصة بها.
يشار إلى أن أزمة بيع حقوق البث في بطولة كأس العالم، قد بدأت بعدما توجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لاحتكار جهة واحدة لحقوق البث بعد بطولة كأس العالم 1998 في فرنسا، حيث كان متعاقداً في السابق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية مع الفيفا على حقوق بث البطولة لمدة 20 عاماً بدءاً من بطولة 1978 وحتى بطولة 1998.
وبداية من مونديال 2002 بدأت معاناة جماهير الكرة العربية مع أزمة التشفير واحتكار إشارة البث في جهة واحدة، بعدما تم احتكاره لدى شبكة «ART» التي باعت حقوق بث من مونديال 2010 إلى قنوات الجزيرة الرياضية، (beIN sport).
وتمكنت مجموعة «كانال بلوس» الفرنسية، من احتكار حقوق النقل المشفر لمباريات بطولة كأس العالم 2018، إلى القارة الأفريقية، على أن يكون البث بالفرنسية ويمتد إلى كل دول جنوب الصحراء الكبرى، باستثناء جنوب أفريقيا ونيجيريا.
ومن المقرر أن تنقل كانال بلوس مباريات كأس العالم 2018 إلى أكثر من مليوني مشترك في القارة السمراء، وذلك بالاشتراك مع ستار تايمز، وسوبر سبورت، وإيكونيت ميديا.
وأعلنت المملكة المغربية التي تشارك في بطولة كأس العالم بروسيا، أنها توصلت لاتفاق لنقل مباريات منتخبها عبر قنواتها الأرضية مقابل ما يقرب من 20 مليون دولار.
وذكرت صحف مصرية على لسان مصدر مسؤول باتحاد الكرة، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، سيخصم مبلغ 15 مليون دولار من مستحقات منتخب مصر نظير السماح للتلفزيون المصري الأرضي، ببث 22 مباراة في كأس العالم 2018 في روسيا، في حال الوصول لاتفاق مع الاتحاد الدولي للعبة.
وتابع المصدر أن منتخب مصر حصل على 8 ملايين دولار قيمة مكافأة الصعود لكأس العالم. وفي حالة نجاحه في التأهل لدور الـ16 سيتقاضى 4 ملايين دولار أخرى. وأوضح أن هذا هو أقرب الحلول لإنهاء الأزمة حتى يتمكن اتحاد الكرة من تجنيب الكرة المصرية أي عقوبات من «الفيفا».


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية استاد المربع الجديد (واس)

استاد المربع الجديد... أيقونة الملاعب السعودية في مونديال 2034

يبرز استاد المربع الجديد بصفته أحد الملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم 2034 ومن المرتقب أن يؤدي دوراً أساسياً في نجاح هذا الحدث الرياضي العالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية مواطنون لحظة الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم مونديال 2034 (واس)

ملك الأردن: استضافة السعودية للمونديال مبعث فخر للعرب

هنأ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو قال إنه سيتواجد في السعودية خلال مونديال 2034 (الشرق الأوسط)

رونالدو: سأتواجد في السعودية خلال مونديال 2034

أكد النجم البرتغالي المحترف بنادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو أن نسخة كأس العالم 2034 التي فازت المملكة باستضافتها ستكون الأفضل في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مواطنون يحتفلون في الرياض بعد فوز المملكة بالاستضافة المونديالية (وزارة الرياضة)

أمير قطر يهنئ الملك سلمان وولي عهده باستضافة المونديال

هنأ أمير قطر، القيادة السعودية بمناسبة فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.