صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 2.4 %

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 2.4 %
TT

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 2.4 %

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 2.4 %

قدم صندوق النقد الدولي توقعات متفائلة حول الاقتصاد التونسي، سواء على مستوى النمو الاقتصادي ونسبة البطالة ونسبة التضخم، إضافة إلى الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وتوقع الصندوق أن يحقق الاقتصاد التونسي نسبة نمو في حدود 2.4 في المائة خلال السنة الحالية، على أن ترتفع النسبة إلى 2.9 في المائة في سنة 2019. وقال إن هذا النمو لن يكون كافيا للتأثير على نسبة البطالة التي ستبقى في مستوى 15 في المائة خلال السنة الحالية، وتنخفض قليلا خلال السنة المقبلة لتستقر في حدود 14.8 في المائة.
وقدم الصندوق توقعات متفائلة بالنسبة للتضخم الاقتصادي، حيث أشار إلى أنه سيستقر في حدود 6.5 في المائة خلال السنة الحالية، وينخفض إلى 5.9 في المائة خلال سنة 2019. وكان المعهد التونسي للإحصاء (هيكل حكومي)، قد أكد على أن نسبة التضخم مقدرة بنحو 7.7 في المائة خلال شهر مايو (أيار) الماضي. ومن المنتظر أن ترتفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تمثل 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام في السنة الحالية إلى 2.5 في المائة سنة 2019.
وحسب توقعات صندوق النقد، فإن إجمالي الدين العام في تونس مقدر بنحو 73.1 في المائة من الناتج الداخلي الخام خلال السنة الحالية، وقال إن الديون العامة ستواصل منحاها التصاعدي خلال السنة المقبلة لتصل حدود 73.3 في المائة. وسترتفع الديون الخارجية خلال الفترة نفسها من 83.7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، إلى 85.5 في المائة سنة 2019.
وبشأن هذه التوقعات، قال سعد بومخلة الخبير الاقتصادي والمالي، إن صندوق النقد الدولي يراقب التطورات الحاصلة في تونس، وينتظر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي وعدت بها الحكومة التونسية، وهو يبني توقعاته على ما سجله الاقتصاد التونسي خلال الربع الأول من السنة الحالية، حيث قدرت نسبة النمو الاقتصادي بنحو 2.5 في المائة.
وأشار بومخلة إلى تعافي عدد من القطاعات الاقتصادية على غرار القطاع السياحي المدر للعملة الصعبة، وعودة الصادرات التونسية إلى نسق معقول، وهو ما يؤكد أن بعض محركات الاقتصاد التونسي بدأت تشتغل وبإمكانها تأكيد بداية الانتعاش الاقتصادي في تونس.
على صعيد متصل، كشف مروان العباسي محافظ البنك المركزي التونسي عن موافقة البنك الدولي على منح تونس نهاية الشهر الحالي، قرضا بقيمة 500 مليون دولار (نحو 1.25 مليار دينار تونسي)، وقال إن تونس ستخصصه لدعم موارد الميزانية. وتوقع المصدر ذاته أن يسفر اجتماع مجلس إدارة صندوق النقد الدولي نهاية هذا الشهر عن موافقة رسمية على القسط الجديد من القرض الممدد، والمقدرة قيمته بنحو 259 مليون دولار (650 مليون دينار تونسي)، على أن يصرف خلال شهر يوليو (تموز) المقبل.
واعتبر العباسي أنه بفضل هذه الموارد المالية، سيقع تدعيم احتياطي تونس من النقد الأجنبي لتتجاوز تونس حدود 72 يوم توريد فقط، أي ما يعادل 10.729 مليار دينار. ولاحظ بالمقابل أنه لأول مرة منذ أربع سنوات تبلغ نسبة النمو في تونس 2.5 في المائة، وأكد على أن محركات النمو تغيرت، ولم يعد مدفوعا بالاستهلاك المحلي فقط، بل إن هذه النسبة متأتية أساسا من الاقتصاد الحقيقي، المتمثل أساسا في الصناعات المعملية والصادرات والانتعاشة التي حققها القطاع السياحي.



بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.