كيم استعد للقاء ترمب بنزهة ليلية

قام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أمس، بنزهة ليلية لافتة في سنغافورة عشية قمته مع دونالد ترمب. وتوجه كيم المعروف برحلاته الخارجية النادرة إلى الحديقة النباتية في خليج سنغافورة. فبعدما لازم الفندق طول اليوم، غادر مساء في سيارته الليموزين يرافقه موكب كبير توجه إلى حديقة «غاردنز باي ذي باي» التي تتجاوز مساحتها 10 هكتارات، وباتت الواجهة السياحية لسنغافورة منذ إنشائها قبل بضعة أعوام.
وكان بين مرافقي كيم شقيقته ومستشارته كيم يو جونغ، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وبعد بضع دقائق، نشر وزير خارجية سنغافورة على «تويتر» صورة سلفي تجمعه بكيم خلال الزيارة.
والقمة التاريخية بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي مقررة صباح اليوم في فندق فخم في سنغافورة، على أن يعقبها اجتماع يضم فريقي الرئيسين ثم غداء عمل. وأبدت واشنطن استعدادها لمنح كوريا الشمالية «ضمانات أمنية فريدة»، في مقابل الموافقة على نزع سلاحها النووي.
وتتابع الصين القمة الكورية - الأميركية عن كثب، إذ يدل وصول كيم جونغ أون إلى سنغافورة على متن طائرة صينية، على أن بكين تنوي إبقاء الزعيم الكوري الشمالي الشاب تحت جناحها، في حين يستعد الأخير لإطلاق مفاوضات مع دونالد ترمب غير محسومة النتائج.
ونشرت الصحيفة الرسمية لكوريا الشمالية صوراً لزعيمها وهو يصعد الأحد إلى طائرة بوينغ 747 التابعة لـ«إير تشاينا»، التي نقلته إلى سنغافورة، حيث تعقد الثلاثاء القمة التاريخية مع الرئيس الأميركي. واختيار بلد يقوم آيديولوجيته على «الاكتفاء الذاتي»، لطائرة أجنبية قد يكون مفاجئاً، خصوصاً أن العلاقات مع الصين تراجعت في السنوات الأخيرة، بسبب دعم بكين للعقوبات الدولية لوقف برنامج كوريا الشمالية النووي.
وقد تكون استعانة كيم بخدمات الطيران الصيني لأسباب عملانية بحتة، «لكنها في الوقت نفسه خطوة رمزية لكي يظهر لشعبه أن الصين تدعم كوريا الشمالية، وأنها ستبقى إلى جانبه في حال فشل عملية نزع الترسانة النووية مع الولايات المتحدة»، كما قال المحلل كوه يو - هوان المختص في شؤون كوريا الشمالية بجامعة دونغوك في سيول، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ورداً على سؤال حول الموضوع، قالت الخارجية الصينية أمس، إن بيونغ يانغ تقدمت بهذا الطلب، وإن «شركة طيران صينية عرضت خدماتها». بدوره، يرى الخبير الصيني في قضايا كوريا الشمالية، لو شاو، من أكاديمية العلوم الاجتماعية في لياونينغ، أن بكين أرادت بكل بساطة ضمان سلامة حليفها الشاب.
ويملك كيم جونغ أون طائرة يمكن أن تقله إلى سنغافورة، لكنها قديمة سوفياتية الصنع. وقال لو إن «الصين قدمت الطائرة لضمان سلامة الزعيم الكوري الشمالي». وبذلك أرادت بكين أيضاً أن تذكر كوريا الشمالية، كما الأميركيين، بأن تسوية ملف كوريا الشمالية لن تتم من دون موافقتها.
وهو تذكير أكده الرئيس الصيني شي جينبينغ شخصياً في الأشهر الأخيرة، لدى استقباله كيم جونغ أون مرتين في الصين، ليصبح أول مسؤول أجنبي يلتقيه. وتنوي الصين حليفة كوريا الشمالية خلال الحرب الكورية (1950 - 1953) أن تكون طرفاً في أي معاهدة سلام محتملة والاستفادة من أي انفتاح اقتصادي لدى الجار الكوري الشمالي. ومن غير الوارد بالتالي مع هذه الظروف السماح لبيونغ يانغ بالتقرب من واشنطن.
وحذر الخبير الصيني في صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية، بالقول إنه «على الصين أن تكون متيقظة من الحيل المحتملة الكورية الجنوبية والأميركية». وأضاف أنه إذا وقعت واشنطن وسيول وبيونغ يانغ معاهدة سلام دون الصين، «سيكون لها الحق بإبطالها».
وتراهن بكين كثيراً على كيم الذي تمكن أسلافه من الاستفادة بمهارة من الخصومة بين الصينيين والأميركيين.
وسيزور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بكين الخميس، لاطلاع شي جينبينغ على فحوى المحادثات. وقبل الرئيس الصيني دعوة لزيارة كوريا الشمالية في موعد غير محدد، بحسب الوكالة الكورية الشمالية الرسمية.