اليماني: دول تريد وقف عملية الحديدة تحت ذرائع بعيدة عن الواقع

قال لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الشرعية تريد دفع الانقلابيين للانسحاب وتفادي حرب شوارع في المدينة

خالد اليماني
خالد اليماني
TT

اليماني: دول تريد وقف عملية الحديدة تحت ذرائع بعيدة عن الواقع

خالد اليماني
خالد اليماني

اتّهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني دولاً في مجلس الأمن الدولي، لم يسمّها، بمحاولة وقف تقدم قوات الجيش اليمني نحو مدينة الحديدة الساحلية لتحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية متذرعة بأمور بعيدة عن الواقع. وشدد في المقابل على أن قوات الشرعية تريد الضغط على الميليشيات من أجل تسليم الحديدة، وهي لا ترغب في الوصول إلى حرب شوارع في المدينة حفاظاً على السكان.
وقال اليماني في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إن دولاً في مجلس الأمن تريد «ممارسة الابتزاز» في الملف اليمني و«تتحرّك تحت تسميات مختلفة، مثل الاسم الحقوقي أو ادعاء الحرص على سلامة المدنيين، بينما هدفها هو دعم الانقلابيين الحوثيين». ولفت إلى أن هذه الدول مارست الابتزاز سابقاً في الملف السوري، و«الآن تتدخل في بعض التفاصيل والجزئيات المتعلقة بالملف اليمني». وأضاف أنه يتعين على هذه الدول «أن تدرك أن الملف اليمني خط أحمر واستراتيجي لمصالح الدول المنضوية في تحالف دعم الشرعية في اليمن». وقال إن هذه الدول تصعّد مواقفها «بعيداً عن الحقيقة»، وتدّعي أن تقدم قوات الشرعية على الساحل الغربي سيضر بالمدنيين، وذلك في إطار «التبرير لموقفها السلبي» تجاه الحكومة الشرعية.
واعتبر الوزير اليمني أن هذه الدول تهدف من وراء مواقفها هذه إلى «إيقاف تقدم الجيش وعدم استمرار عملية تحرير الحديدة، بهدف إعادة الحياة للميليشيات ومنحها فرصة ترتيب صفوفها والإبقاء على الوضع الحالي لفترات طويلة». وشدّد على أن إطالة أمد الحرب وبقاء اليمن على الوضع الحالي يدعم خطط ومشاريع الميليشيات.
وقال الوزير اليمني إنه «يتعين على هذه الدول أن تدرك أن إيران لا علاقة لها باليمن وليست جزءاً من المنطقة العربية، وإنه يجب أن ترفع يدها عن اليمن وتتوقف عن التدخل في شؤونه الداخلية». وقال إن على هذه الدول «أن تدرك أن إيران مشكلة وليست حلاً» للأزمة اليمنية.
وأوضح اليماني أن الضغط الذي تمارسه قوات الشرعية من أجل تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي هدفه مغادرة الميليشيات الحوثية ومن معها الميناء. وقال إن «الحكومة الشرعية وتحالف دعمها لا يريدان دخول القوات العسكرية في حرب شوارع داخل المدينة وأزقتها حفاظاً على أهلنا وإخواننا من سكان الحديدة». وشدّد على أن الميليشيات هي التي «تسعى للزج بالمدينة في حرب من أجل تدميرها بشكل كامل، ثم إلقاء اللوم على الحكومة والتحالف بالتسبب في تدمير المدينة».
واستغرب الوزير اليمني «تشدق بعض الدول بسلامة المدنيين»، بينما الحكومة الشرعية وقوات التحالف هي التي قدمت كثيراً من الدعم للأمم المتحدة وهيئات الإغاثة للقيام بممارسة مهامها في اليمن وعملت جاهدة في جميع الظروف على أن تقوم هذه الهيئات بتقديم المساعدات الإنسانية لكل أطياف الشعب اليمني، بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وبينما امتنع الوزير اليمني عن تسمية الدول التي اتهمها بالتحرك لوقف عملية الحديدة، أكد أن مجلس الأمن يضم اتجاهات مختلفة وتحالفات وتكتلات، حسب المصالح والمعطيات. وأشار إلى أن هناك «حلفاء لإيران يعملون تحت تسميات مختلفة في الملف اليمني». لكنه شدد على أن هناك أيضاً كثيراً من الدول، ضمنها الولايات المتحدة، تقدم دعماً قوياً للملف اليمني. ولفت اليماني إلى أن الإدارة الأميركية «تلعب دوراً بارزاً وقوياً» لدعم مشروع استعادة الشرعية في اليمن وهزيمة مشروع إيران التوسعي في المنطقة العربية.
وحسب اليماني، فإن الحكومة اليمنية قدمت شروحات بالتفصيل للمجتمع الدولي حول ما يحدث في اليمن، وخصوصاً حول أهداف الوجود الحوثي في الحديدة ومينائها، مشيراً إلى أن من تلك الأهداف نهب الموارد المالية وفرض مزيد من العقوبات على التجار وتهريب الأسلحة من إيران للميليشيات. وأكد اليماني أن الحكومة اليمنية لن تقبل بأي شكل من الأشكال استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية عبر ميناء الحديدة ووصولها إلى الانقلابيين لإطالة أمد الحرب، ولذلك فهي ترى أنه ليس أمام الميليشيات سوى خيار الانسحاب أو المواجهة العسكرية.
وقال الوزير اليماني أيضاً إن الحكومة الشرعية، بدعم من التحالف، تمكنت من تجفيف منابع تمويل الانقلابيين، بعد الانتصارات التي حققها الجيش الوطني وسيطرته على مساحات كبيرة من الساحل الغربي، وصولاً إلى أطراف الحديدة، وهو ما جعل الانقلابيين يستميتون لوقف تقدم قوات الشرعية ويرسلون حتى الأطفال إلى الجبهات في الحديدة. وأردف أن الميليشيات نهبت الموارد الكبيرة للميناء، ونفذت عمليات تهريب مختلفة، وشرعت في بيع النفط في السوق السوداء، كما أنها قامت بالمتاجرة في المخدرات. وأوضح أن نسبة تجفيف منابع تمويل الميليشيات الحوثية وصل إلى قرابة 80 في المائة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.