تيسير الجاسم... أيقونة خضراء تعانق الحلم في روسيا

النجم السعودي سيحظى بشرف اللعب في المونديال للمرة الأولى في تاريخه

تيسير الجاسم قائد المنتخب السعودي خلال مشاركته في مواجهة ألمانيا الودية الأخيرة (أ.ف.ب)
تيسير الجاسم قائد المنتخب السعودي خلال مشاركته في مواجهة ألمانيا الودية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

تيسير الجاسم... أيقونة خضراء تعانق الحلم في روسيا

تيسير الجاسم قائد المنتخب السعودي خلال مشاركته في مواجهة ألمانيا الودية الأخيرة (أ.ف.ب)
تيسير الجاسم قائد المنتخب السعودي خلال مشاركته في مواجهة ألمانيا الودية الأخيرة (أ.ف.ب)

يترقب نجم الوسط السعودي تيسير الجاسم الدقائق واللحظات لمعانقة الحلم الذي طال انتظاره كثيرا وهو المشاركة في المونديال للمرة الأولى لتكون خير تتويج لمسيرته الكروية الحافلة مع المنتخب الوطني الأول والممتدة إلى 14 عاما عدا وجوده في المنتخبات السعودية في الفئات السنية.
الجاسم الذي كان يسعى بكل قوة للوجود في القائمة النهائية للمنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2006 حيث شكل قراره إبعاده عن القائمة حديث الشارع الرياضي حينها بعد أن كان الجاسم من أهم عناصر التأهل لذلك المونديال الذي أقيم في ألمانيا وحظي حينها بإشادة عدد كبير من النقاد إلا أن القناعة الفنية لدى المدرب البرازيلي باكيتا كانت بعيدة عن كل التوقعات والاحتمالات ليعيش هذا النجم وهو في الـ22 ربيعا حينها صدمة كبيرة نتيجة ضياع ذلك الحلم في الوجود ضمن قائمة المونديال.
ونتيجة لإخفاق المنتخب السعودي في الوصول لمونديالي 2010 بجنوب أفريقيا والبرازيل 2014 غاب جميع اللاعبين السعوديين بشكل إجباري عن هذين المحفلين وكان الجاسم تحديدا يتحسر على ضياع الفرصة التاريخية في الوجود في المونديال لتضاف إلى سجله في مشوار كرة القدم، خصوصاً أنه الاسم الثابت منذ عام 2005 تقريبا في قوائم اللاعبين السعوديين في مختلف المناسبات عدا فترات أبعد فيها إجباريا نتيجة الإصابة أو نتيجة لقناعات فنية كما حصل مع باكيتا.
ومع أن الجاسم لا يملك على مستوى سجله الشخصي ما كان يطمح له وتحديدا بطولة قارية سواء مع ناديه الأهلي أو المنتخبات السعودية، وذلك بعد أن أخفق فريقه الجاسم «الأهلي» في تحقيق لقب دوري أبطال آسيا 2011 بعد خسارته في المباراة النهائية وقبلها وصل المنتخب السعودي إلى نهائي بطولة آسيا 2007 ولكنه خسر في النهائي بقيادة المدرب البرازيلي المعروف أنجوس إلا أن الحلم الأكبر للاعب تيسير الجاسم كان الوجود في المونديال ليكتب اسمه بحروف من ذهب لكون كأس العالم تظل البطولة الأكثر أهمية في عالم المستديرة.
وبعد أكثر من 12 عاما لم تذهب الذكرى المؤلمة لتيسير الجاسم بعد إبعاده عن المشاركة في المونديال، حيث صرح لوسائل الإعلام بعد أن ساهم مع المنتخب السعودي في تجاوز المنتخب الإماراتي في جولة الذهاب من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال روسيا، حيث فاز الأخضر بثلاثية نظيفة في ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز بجدة «الجوهرة».
وقال: «خضت التصفيات المؤهلة لمونديال 2006 ولم يحالفني الحظ في الوجود في مونديال ألمانيا، والآن أطمح إلى أن نتجاوز هذه التصفيات وأحظى بشرف تمثيل المنتخب السعودي في مونديال روسيا».
هذه الأمنية تحققت فعلا لهذا النجم الذي وصل إلى عمر 34 عاما، وقد لا يبقى في الملاعب أكثر من موسمين، لكن شبه المؤكد أنه لن يبقى حتى مونديال 2022 لأن عمره حينها سيكون وصل إلى 38 عاماً وهي سن يصعب من خلالها إقناع الكثيرين بقدرته على تمثيل المنتخب في أكبر مناسبة رياضية إن بقي في الملاعب ونجح الأخضر في الوصول فعليا للمونديال».ويبدو أن الجاسم مقتنع تماما أن ليس بإمكانه أن يعيد تجارب لاعبين عالمين قلة شاركوا في المونديال بعد أن تجاوز سنهم 37 عاما.
واقتحم اللاعب السعودي «النحيل» الذي يبلغ طوله 169 سم ووزنه 64 كغم، قائمة اللاعبين الذين تخطوا حاجز المشاركة مع المنتخب الوطني في 100 مباراة دولية.
وتبلغ عدد المباريات الدولية لتسير الجاسم قبل المشاركة في مونديال روسيا 131 آخرها أمام المنتخب الألماني التي نجح من خلالها في تأكيد أنه من الأوراق الأهم التي يمكن أن يعتمد عليها بيتزي في المونديال المقبل نتيجة إمكانياته وخبرته. وبغض النظر عن الهدف الذي سجله الجاسم في شباك ألمانيا والذي يعتبر الأول في مواجهات المنتخبين عدا هدف ماجد الأولمبي في منتخب المانشافت كون الجاسم قدم أداء قوياً، وخصوصاً في الشوط الثاني وكاد أن يدخل الكرة السعودية في التاريخ أيضاً من خلال تسجيل هدف التعادل في تلك المباراة لولا أنه قرر التمرير لزميله محمد السهلاوي وهو في وضع ضيق أمام المرمى لتضيع فرصة هدف التعديل.
ومع أنه لاعب خط وسط محور وأحياناً ما يشارك خلف المهاجمين إلا أن سجل 19 هدفا دوليا في مسيرته الكروية مع الأخضر كان أولها في شباك سنغافورة المستضيف للبطولة الدولية عام 2007. ويقول النجم السعودي السابق صالح خليفة الذي يعد من أبرز اللاعبين في خط الوسط في القارة الآسيوية عن تيسير الجاسم: «هذا اللاعب يملك إمكانيات فريدة من نوعها، فهو طموح دائما لا ينظر كثيرا إلى الوراء يقاتل على الكرة، ويملك حلولا كثيرة للمدربين، ولذا يمكن القول إنه العنصر الثابت الوحيد في المنتخب السعودي منذ قرابة 13 ويستعين به جميع المدربين سواء في المنتخب أو الأهلي عدا خروجه المفاجئ وبقرار فني قبل مونديال 2006».
وأضاف: «تيسير لاعب يجيد المهارة والسرعة ومع تقدمه في العمر يزداد بريقا وتألقا وما قدمه ضد ألمانيا يزرع الطموح الكبير في أن نرى هذا اللاعب يبدع بشكل أكبر في المونديال ويمرر الكرات السانحة للتسجيل لزملائه المهاجمين أو يتولى بنفسه هذه المهمة وهو قادر عليها بحكم خبرته الطويلة».



توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».