أعلنت حركة «طالبان»، أمس (السبت)، وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام مع قوات الأمن الأفغانية خلال عيد الفطر للمرة الأولى منذ 2001 وبعد يومين على إعلان الرئيس أشرف غني وقفا أحاديا لإطلاق النار.
إلا أن الحركة حذرت في بيان نشرته على تطبيق «واتساب» من أنها ستواصل عملياتها ضد «قوات الاحتلال» الأجنبية في البلاد، وأنها ستدافع عن نفسها «بشراسة» في حال تعرضها لهجوم.
وهذه المرة الأولى منذ 17 عاماً، وإطاحة الحركة بعد تدخل عسكري لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، التي يعلن فيها المتمردون أي وقف لإطلاق النار. وكتبت الحركة في بيانها أن «على كل المجاهدين وقف العمليات الهجومية ضد القوات الأفغانية خلال الأيام الثلاثة الأولى لعيد الفطر»، مضيفة: «لكن إذا تعرض المجاهدون لهجوم فسندافع عن أنفسنا بشراسة».
وكان الرئيس أشرف غني الذي ظلت دعواته من أجل السلام دون رد حتى الآن، أعلن الخميس وقفاً أحادياً لإطلاق النار مع حركة طالبان لكن ليس مع تنظيم «داعش».
وأوضح غني أن وقف إطلاق النار سيستمر حتى 19 يونيو (حزيران) الحالي.
إلى ذلك، رحبت الحكومة الأفغانية بإعلان «طالبان» وقف النار في عيد الفطر، حيث أعرب المسؤولون عن أملهم في أن يؤدي ذلك إلى إحياء محادثات السلام، طبقاً لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس. وقال المتحدث الرئاسي، هارون شاخانسوري للصحافيين، إن الحكومة ترحب بأي خطوات تؤدي إلى وقف العنف وإراقة الدماء. وأعرب عن أمله أيضاً في أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إحياء محادثات السلام من أجل المصالحة.
من جهته, أعلن الجنرال الأميركي جون نيكولسون قائد قوات الحلف الأطلسي أن قواته«ستحترم» الهدنة التي تستثني «مكافحة الإرهاب». وأوضح الرئيس الأفغاني أن هذا القرار غير المسبوق يأتي بعد «الفتوى التاريخية الصادرة عن مجلس العلماء الأفغان» الذين اعتبروا الاثنين أن القتال باسم «الجهاد» في أفغانستان، أمر «غير شرعي» في الإسلام، داعين لعقد مباحثات سلام. وكان مجلس العلماء الأفغان الذي عقد جمعية كبرى (لويا جيرغا) الاثنين في كابل بحضور آلاف رجال الدين الذين قدموا من 34 محافظة، نشر فتوى من سبع نقاط تعلن أن «الهجمات الانتحارية والتفجيرات تتعارض مع الإسلام وهي حرام».
وبعد ساعة على نشر هذه الفتوى التي بثت مباشرة على التلفزيون، فجر انتحاري نفسه عند مدخل الخيمة التي كانت تعقد فيها الجمعية موقعا سبعة قتلى في اعتداء تبناه تنظيم «داعش». في نهاية فبراير (شباط) وخلال مؤتمر إقليمي، عرض الرئيس غني إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان على أن تتمكن الحركة من أن تصبح حزباً سياسياً، إذا وافقت على وقف إطلاق النار واعترفت بدستور العام 2004.
ومنذ ذلك الحين لم ترد حركة طالبان رسميّاً على مبادرته. لكنها واصلت الاعتداءات الدامية مستهدفةً بشكل خاص القوات الأمنية والشرطة والجيش منذ بدء شهر رمضان، مع مواصلة القتال في عدة ولايات لا سيما في غرب البلاد ووسط شرقها.
وفي الوقت الذي يجد فيه المدنيون أنفسهم في الخط الأول للنزاع المتواصل، بينما يواجه الجيش باستثناء القوات الخاصة صعوبات في رص صفوفه، كتبت ديوا نيازي الناشطة لحقوق النساء على شبكات التواصل الاجتماعي «تعيش طالبان». وأضافت نيالز: «أخيراً يمكننا التنهد بارتياح خلال أيام العيد الثلاثة وآمل أن يتحول وقف إطلاق النار إلى وقف دائم».
إلا أن المحلل السياسي الأفغاني هارون مير «المسرور للرد الإيجابي لطالبان» على عرض غني، اعتبر في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية أنه «من المبكر جدّاً الشعور بالتفاؤل»، مضيفاً: «لا نعلم ماذا سيحصل في الأيام التي ستسبق العيد أو تليه». والأسبوع الماضي، أعلن الجنرال جون نيكولسون أن المتمردين «يتفاوضون سريّاً» مع السلطات الأفغانية. وقال: «هناك محادثات مكثفة ضمن حركة طالبان، وهذا يفسر لماذا لم نتلقّ قطّ ردّاً رسميّاً على عرض السلام الذي قدمه الرئيس غني». إلى ذلك، قتل 17 جنديا أفغانيا على الأقل عندما اقتحم مسلحون من حركة طالبان قاعدة عسكرية في غرب أفغانستان قبل ساعات على إعلان الحركة وقفا لإطلاق النار، بحسب مسؤولين.
وأعلنت طالبان تبنيها الهجوم الذي وقع ليل الجمعة. وقال المتحدث باسم حاكم ولاية هيرات جيلاني فرهد لوكالة الصحافة الفرنسية إن 17 من عناصر قوات الأمن الأفغانية على الأقل قُتِلوا وأصيب آخر بجروح. وأكد فرهد وقوع إصابات في صفوف طالبان في الكمين بمنطقة زاول، دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة محددة.
وأكد حاكم منطقة زاول محمد سعيد سرواري الهجوم وعدد القتلى. وقال سرواري لوكالة الصحافة الفرنسية إن عناصر طالبان «استولوا على أسلحة في أعقاب الهجوم». وفي رسالة نصية على تطبيق «واتساب» قالت طالبان إن 18 جنديا أفغانيا قتلوا. وجاء الهجوم قبل ساعات على إعلان طالبان وقفا غير مسبوق لإطلاق النار مع قوات الأمن الأفغانية لثلاثة أيام خلال عطلة عيد الفطر.
من جهته، قال أسد الله سادات، أحد أعضاء المجلس الإقليمي إن 23 من رجال الشرطة المحلية قتلوا في إقليم قندوز، عندما اقتحم العشرات من مسلحي طالبان ثلاثة مواقع تفتيش في منطقة قلعة زال.
وكانت طالبان قد احتلت مدينة قندوز، أواخر عام 2015، لمدة عشرة أيام تقريبا، قبل أن تطرد القوات الخاصة الأفغانية عناصر الحركة منها، بدعم من طائرات أميركية.
وأصيب 12 شخصا آخرين في الهجوم الذي شنته طالبان الليلة الماضية، لكن لم تتضح بعد الأرقام المحددة، طبقا لما قاله صفي الله أميري، وهو عضو آخر بالمجلس الإقليمي، لوكالة الأنباء الألمانية.
وتسيطر طالبان حالياً على 103 من إجمالي 107 قرى في منطقة قلعة زال، طبقاً للمسؤولين أول من أمس.
8:2 دقيقة
«طالبان» توافق على وقف النار خلال عيد الفطر... وكابل ترحب
https://aawsat.com/home/article/1295666/%C2%AB%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7%D8%B1-%D9%88%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D8%A8
«طالبان» توافق على وقف النار خلال عيد الفطر... وكابل ترحب
الحركة تؤكد مواصلة عملياتها ضد القوات الأجنبية - مقتل 17 جندياً أفغانياً في هجوم على قاعدة عسكرية
«طالبان» توافق على وقف النار خلال عيد الفطر... وكابل ترحب
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة