خط بحري بين قاعدتي روسيا في طرطوس والقرم

ميناء طرطوس مقر الأسطول الروسي في سوريا
ميناء طرطوس مقر الأسطول الروسي في سوريا
TT

خط بحري بين قاعدتي روسيا في طرطوس والقرم

ميناء طرطوس مقر الأسطول الروسي في سوريا
ميناء طرطوس مقر الأسطول الروسي في سوريا

بدأت إجراءات إقامة خط بحري بين مينائي طرطوس السوري وسيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي أعلنت روسيا ضمها قبل 4 سنوات، وذلك ضمن سلسلة من الخطوات اتخذتها دمشق مع أقاليم انفصالية باتت تدور في فلك الكرملين الروسي.
وإذ أقامت روسيا في طرطوس قاعدة عسكرية بموجب عقد مدته 49 سنة، فإن سيفاستوبول تقع في شبه جزيرة القرم وتطل على البحر الأسود وتعرف بأنها «مدينة المجد العسكري الروسي»، وهي حالياً مقر لأسطول البحر الأسود الروسي. وعلى الرغم من وقوعها في أوكرانيا، رفضت موسكو سحب أسطولها إلى أن ضمتها موسكو في 2014.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن فلاديمير بازاروف نائب محافظ سيفاستوبول الروسية، أنه تقرر إطلاق خط ملاحي دائم بين سيفاستوبول وطرطوس لتوريد الحبوب إلى سوريا، مع «ضرورة توسيع لائحة البضائع لإشغال هذين المرفأين اللذين يخضعان حالياً لعقوبات دولية. سوريا تحتاج إلى المعادن ومواد البناء، وروسيا جاهزة لاستيراد المنتجات الزراعية والنسيجية السورية». وبحث حاكم سيفاستوبول دميتري أوفسيانيكوف ومحافظ طرطوس صفوان أبو سعدي في «اتفاقية لإطلاق التعاون الاجتماعي والاقتصادي بين سيفاستوبول وطرطوس في إطار تطوير التعاون الإقليمي بين روسيا وسوريا».
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قال إن أبناءه أمضوا عطلتهم العام الماضي في أرتيك، وهو معسكر روسي شهير للشباب على ساحل البحر الأسود. ونقل عضو البرلمان الروسي دميتري سابلين عن الأسد قوله في أبريل (نيسان) الماضي: «كان أبنائي في أرتيك العام الماضي. بعد الرحلة أصبح لديهم فهم أفضل لروسيا». وكان أبناء الأسد من بين 44 طفلاً سورياً أمضوا عطلتهم في أرتيك العام الماضي، وفق برنامج لأبناء العسكريين الروس.
والمخيم يبعد 12 كيلومتراً عن مدينة يالطة هو الأقدم ضمن شبكة مخيمات أرتيك التي تضم 10 مخيمات تديرها وزارة التعليم. وأثناء الحقبة السوفياتية كان الفوز بمكان في المخيم يعتبر جائزة قيمة للأطفال السوفيات والزائرين من الدول التابعة لموسكو على حد سواء.
واعتبر مراقبون اختيار الأسد إرسال أبنائه إلى أرتيك دليلاً على الروابط الشخصية مع روسيا التي تدخلت عسكرياً في سبتمبر (أيلول) 2015، ورجحت كفة الصراع لصالح النظام.
وأفادت مصادر إعلامية بأن الموقع الأوكراني «صانع السلام» أضاف بشار الأسد إلى قائمته السوداء الخاصة بكل من يزور القرم بعد ضمها من روسيا. وأفاد الموقع الأوكراني، بأن أبناء الأسد انتهكوا حدود أوكرانيا وقوانينها، عندما «زاروا القرم المحتلة».
وكانت جمهورية جورجيا أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق على خلفية اعتراف الأخيرة باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وكانت الحكومة السورية أعلنت اعترافها باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وإقامة علاقات دبلوماسية، لتكون بذلك أول دولة عربية تعترف بهاتين الدولتين اللتين انفصلتا عن جورجيا في 2008.
وقالت الناطقة باسم ​وزارة الخارجية الأميركية​، ​هيذر نويرت، ​إن «بلادها تدين بشدّة نيّة السلطات السورية، إقامة علاقات دبلوماسية مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية»، مشيرةً إلى أن «أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، جزء من أراضي ​جورجيا»، داعيةً ​روسيا​ إلى «سحب قواتها من المنطقة إلى مواقع ما قبل النزاع في عام 2008».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.