ليبيا تنفي قطع العلاقات مع مصر.. وزيدان يتهم خصومه بتصفية الحسابات عبر الشارع

رئيس الوزراء الليبي علي زيدان خلال مؤتمر صحافي في العاصمة طرابلس أمس (إ. ف. أ)
رئيس الوزراء الليبي علي زيدان خلال مؤتمر صحافي في العاصمة طرابلس أمس (إ. ف. أ)
TT

ليبيا تنفي قطع العلاقات مع مصر.. وزيدان يتهم خصومه بتصفية الحسابات عبر الشارع

رئيس الوزراء الليبي علي زيدان خلال مؤتمر صحافي في العاصمة طرابلس أمس (إ. ف. أ)
رئيس الوزراء الليبي علي زيدان خلال مؤتمر صحافي في العاصمة طرابلس أمس (إ. ف. أ)

نفى علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا، اعتزام بلاده قطع العلاقات مع مصر، معتبرا أن علاقات البلدين أكبر من شخص بعينه، ويوجد تواصل دائم بينهما.
وقال زيدان في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الليبية طرابلس بحضور عدد من وزرائه، ردا على ما أشيع عن وجود قررا ليبي رسمي بقطع العلاقات مع مصر، عقب تبرئة القضاء لساحة أحمد قذاف الدم (ابن عم العقيد الراحل معمر القذافي) من تهمة الاعتداء على قوة مصرية كانت بصدد اعتقاله، إن «ليبيا لن تقطع علاقتها مع مصر، كما يشاع الآن.. وعلاقات ليبيا بمصر أكبر من أي شيء وأكبر من الأشخاص».
وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين ليست مرتبطة بنظام سياسي ولا بمن يحكم مصر وكيف تحكم مصر، هذا شأن داخلي يخص الشعب المصري وحده، كما نحن لا نقبل أن يتدخل أحد في شأننا الداخلي. وأكد زيدان أن وزير الخارجية الليبي كان في زيارة لمصر منذ أيام والتقى بالمسؤولين المصريين أثناء حضوره اجتماع الجامعة العربية التي ليبيا تترأس الآن مجلس وزراء خارجيتها. ولفت إلى «أن السفير المصري موجود بطرابلس مكرم ومعزز ومرحب به، وكذلك سفارتنا في القاهرة والقنصلية في الإسكندرية موجودة في أتم وأكمل وضع فلا ينبغي لأحد أن يصدق مثل هذا الأمر».
ومضى إلى القول: «قد نختلف في بعض الأشياء؛ فمصر لها ظروفها في عدم تلبية مطالب ليبيا في بعض الأشياء، وهذه أشياء تحدث»، داعيا إلى عدم استغلال أي ظرف للإساءة للعلاقة بين ليبيا ومصر.
كما نفى السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، ما تردد من شائعات حول قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وليبيا أو إمهال السفير المصري بطرابلس 48 ساعة لمغادرة البلاد، مؤكدا أن هذه الشائعات لا تمت للواقع بصلة وأن العلاقات بين البلدين الشقيقين طبيعية.
من جهة أخرى، قال علي زيدان إن «هناك فئات تضررت بعد تطبيق قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) وقرار الشارع الليبي بإخلاء المدن من المجموعات المسلحة ومن بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بإيقاف كثير من الإنفاقات المخالفة للقانون المالي للدولة». وأضاف أن هذه الفئات تحاول الآن إحداث «زوبعة وربكة في البلاد» وتريد أن توجد توترا بين المواطنين، خاصة ما يتعلق بالحصول على المحروقات، متهما بعض من لهم خلاف سياسي أو عدم رضا عن سياسة الحكومة بالسعي لإحداث «شيء في الشارع» - على حد تعبيره.
إلى ذلك، تلقى المؤتمر الوطني دعما سياسيا ومعنويا من دول الاتحاد الأوروبي، حيث عبر سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدون لدى ليبيا خلال لقائهم مع نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر عن دعمهم. وقال الدكتور إبراهيم صهد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمؤتمر، الذي حضر الاجتماع، إن السفراء أكدوا حرص بلدانهم على التعاون مع المؤتمر الوطني ومع الحكومة الليبية والشعب الليبي من أجل تمكين الليبيين من الوصول إلى صياغة الدستور، مشيرا إلى استعداد الدول الأوروبية لإرسال مراقبين إلى جانب مراقبين من الدول العربية لمتابعة انتخابات لجنة الستين.
في سياق آخر، أصدر المؤتمر الوطني بيانا أكد فيه مجددا، أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في ليبيا ويقع باطلا كل ما يخالف أحكامها، وبتطوير التشريعات بما يوافق الشريعة الإسلامية.
من جهته، أعلن العقيد إدريس أبو خمادة رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية، عن فك الحصار على الحقول النفطية اعتبارا من الأحد المقبل، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير بين مشايخ قبيلة المغاربة ناقش مسألة إعادة فتح الموانئ النفطية المغلقة.
وأوضح أن الشروط التي تُليت في الاجتماع تعتبر شروطا شكلية وستشرف قبيلة المغاربة على هذه العملية، لافتا إلى أن القبيلة تتبرأ من أي شخص يقوم بعمل تخريبي يضر بالمصلحة العامة.
في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية في بنغازي شرق ليبيا، إن رئيس العرفاء بالجيش الليبي خالد الحفار تعرض للاختطاف أثناء قيادته لسيارته بضواحي المدينة، مشيرة إلى أن أسرة رئيس العرفاء فقدت الاتصال بابنها منذ ظهر أول من أمس، وذلك بعد مكالمة هاتفية أخبرهم فيها أن هناك من يطارده أثناء قيادته لسيارته على الطريق الرابط بين منطقتي بنينا والكويفية.
وبدوره، أعلن مصدر طبي بمستشفى ابن سيناء التعليمي بمدينة سرت الساحلية، بأن قتيلين وثلاثة جرحى أحدهم في حالة حرجة وصلوا أمس إلى المستشفى جراء اشتباكات حدثت بمنطقة الجيزة البحرية بالمدينة. وأضاف المصدر أن القتيلين توفيا نتيجة إصابتهما بأعيرة نارية خلال هذه الاشتباكات التي جرت بين مجموعتين متنازعتين استعملت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وقتل مساء أول من أمس العقيد عبد المنعم الدلال بحرس الجمارك بميناء درنة البحري، بعد أن قامت سيارة مجهولة بإطلاق النار عليه أمام بيته، كما انفجرت عبوة ناسفة بإحدى المدارس التي جرى اختيارها كأحد المراكز الانتخابية للهيئة التأسيسية لصياغة الدستور. وجرى مساء أول من أمس اختطاف رئيس المجلس المحلي بمدينة ككله، وعضو بمجلس الشورى وسبعة آخرين من المدينة على خلفية اعتقال شخص من ورشفانه متهم بقتل أحد الأشخاص، فيما قال مسؤول محلي إن ثمة اتصالات جارية مع الخاطفين للإفراج عن المخطوفين.
إلى ذلك، قررت محكمة استئناف طرابلس الخاصة بمحاكمة رموز ومسؤولي النظام السابق تأجيل محاكمة عدد من المتهمين أبرزهم البغدادي المحمودي آخر رئيس حكومة لنظام القذافي إلى 8 يناير (كانون الثاني) المقبل. ويواجه المحمودي ومسؤولين آخرين، تهما جنائية من بينها التحريض على القتل، وتحويل مبالغ مالية كدعم لوجستي للنظام السابق بهدف إجهاض ثورة 17 فبراير (شباط) عام 2011، وتهما أخرى تتعلق بالفساد الإداري والمالي.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.