اليمن: مباحثات مع فريق القضية الجنوبية حول شكل الدولة الاتحادية بحضور بنعمر

الصحافيه جوديت سبيخل وزوجها بوديان برندسن أثناء المؤتمر الصحافي في مطار صنعاء أمس (رويترز)
الصحافيه جوديت سبيخل وزوجها بوديان برندسن أثناء المؤتمر الصحافي في مطار صنعاء أمس (رويترز)
TT

اليمن: مباحثات مع فريق القضية الجنوبية حول شكل الدولة الاتحادية بحضور بنعمر

الصحافيه جوديت سبيخل وزوجها بوديان برندسن أثناء المؤتمر الصحافي في مطار صنعاء أمس (رويترز)
الصحافيه جوديت سبيخل وزوجها بوديان برندسن أثناء المؤتمر الصحافي في مطار صنعاء أمس (رويترز)

عقد الفريق المصغر المنبثق عن فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اجتماعا له أول من أمس، وذلك ضمن اجتماعاته المخصصة لإيجاد الحلول والضمانات للقضية الجنوبية بحضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر، وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك.
وواصل الفريق خلال الاجتماع نقاشاته حول شكل الدولة الاتحادية المزمعة، ثم استمع في هذا الإطار إلى الرؤية القائمة على تقسيم الدولة الاتحادية إلى عدة أقاليم، إلى جانب بحث الكثير من القضايا المرتبطة باختيار عدد الأقاليم.
وعبر ممثلو الكثير من المكونات عن رغبة مكوناتهم في إتاحة مزيد من الوقت للدفاع عن رؤيتها لشكل الدولة، وتقديمها بشكل مفصل، على أن يواصل الفريق اجتماعاته لإنهاء هذا الملف.
وعقدت لجنة توفيق الآراء بمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اجتماعا لها أمس في صنعاء برئاسة نائب رئيس مؤتمر الحوار الدكتور ياسين سعيد نعمان لبحث الآليات والأدوات التنفيذية لمهام ما بعد مؤتمر الحوار.
وناقش الاجتماع إصلاح المؤسسات التنفيذية والتشريعية لما من شأنه التأسيس لدولة مدنية وحكم رشيد يغدو حاملا لكل طموحات التغيير المنشود والتحول الديمقراطي والانطلاقة التنموية في اليمن.
كما ناقشت اللجنة الإجراءات المتصلة بفرز ملاحظات المكونات على تقارير فرق العمل التي أنجزت أعمالها وتصنيفها وكذا إجراء عملية مراجعة شاملة للتقارير الستة المنجزة بغرض إزالة أي تعارض بين البنود الواردة في كل التقارير بما يمهد لانعقاد الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الحوار وتتويج فعالياته بإقرار الوثيقة النهائية لمخرجاته ميدانيا، لقي مساعد في الشرطة اليمنية مصرعه برصاص عناصر مسلحة في أحد فنادق مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (جنوب شرقي البلاد).
وأوضحت وزارة الداخلية اليمنية أمس «أن عناصر مسلحة مجهولة قامت بقتل المساعد في شرطة الدوريات وأمن الطرق بحضرموت، حسين أحمد حسين غشيش، وذلك أثناء وجوده أمس داخل غرفة بأحد فنادق المدينة».
وأشارت إلى استخدام المسلحين سلاحا ناريا وآخر أبيض في تنفيذ عمليتهم.. مبينة أن شرطة المدينة أوقفت مدير الفندق وموظفيه لإجراءات التحقيق في الحادث.
في المقابل، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عزم بلاده وتصميمها على مواجهة الإرهاب بكل الجهود والإمكانيات في سبيل اجتثاثه وتطهير اليمن من أخطاره.
وقال الرئيس هادي - خلال لقائه أمس في صنعاء وكيل وزارة الخارجية لشؤون المغتربين بجمهورية الفلبين جيسوس يابس الذي يزور اليمن حاليا - إن اليمن يدفع فاتورة الإرهاب منذ وقت مبكر، مشيرا إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للقضاء على آفة الإرهاب التي أثرت على أمن واستقرار واقتصاد وحياة الشعوب.
كما التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في صنعاء أمس سفير فرنسا لدى اليمن فرانك جله.
وجرى خلال اللقاء بحث المستجدات بشأن مسار التحول والتسوية السياسية الذي يأتي ترجمة لعملية التسوية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي 2014 و2051.
وأكد المسؤول الفرنسي خلال اللقاء وقوف بلاده إلى جانب اليمن ودعمه، سيما أن اليمن على أعتاب مرحلة جديدة من التحول لبناء مستقبل اليمن الجديد الآمن والمستقر والموحد.
من جهة أخرى غادرت صنعاء أمس الصحافية الهولندية جوديت سبيخل وزوجها بوديان برندسن وذلك بعد الإفراج عنهما بعد ستة أشهر من الاختطاف.
وأكدت سبيخل في تصريح صحافي قبل مغادرتها مطار صنعاء الدولي أنها وزوجها ليس لديهما أي فكرة عن هوية الخاطفين، أو المكان الذي كانا موجودين فيه. من جانبه أعرب السفير الهولندي في صنعاء يورون بيرهل عن شكره وتقديره للمساعي الحثيثة التي بذلتها الحكومة اليمنية من أجل الإفراج عن الصحافية الهولندية وزوجها، مؤكدا أنهما يتمتعان بصحة جيدة.



​اليمن يكافح لمواجهة الكوليرا... وتكتم حوثي على الإصابات

تشغيل مركز حورة الطبي بشبوة اليمنية أسهم في مواجهة انتشار الكوليرا (الأمم المتحدة)
تشغيل مركز حورة الطبي بشبوة اليمنية أسهم في مواجهة انتشار الكوليرا (الأمم المتحدة)
TT

​اليمن يكافح لمواجهة الكوليرا... وتكتم حوثي على الإصابات

تشغيل مركز حورة الطبي بشبوة اليمنية أسهم في مواجهة انتشار الكوليرا (الأمم المتحدة)
تشغيل مركز حورة الطبي بشبوة اليمنية أسهم في مواجهة انتشار الكوليرا (الأمم المتحدة)

كان الصياد اليمني محمد يحصل بسهولة على رزقه اليومي، وتوفير احتياجات أسرته الغذائية، حيث يذهب إلى البحر في سواحل محافظة شبوة الواقعة إلى الشرق من مدينة عدن، لكن هذا الأمر أصبح صعباً بعد أن اضطر للجلوس بجوار طفله الذي أصيب بالكوليرا.

تعلّم محمد الصيد في سن مبكرة، وورث معرفة البحر من أسلافه، ويُكافح لتوفير احتياجات أسرته المكونة من تسعة أفراد، حيث تقع قرية حورة التي يسكنها على بُعد 50 كيلومتراً من أقرب مركز طبي، وكانت هذه الرحلة تمثل سفراً مرعباً لمعظم القرويين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التنقل أو العلاج. ويقول الرجل إنه عندما يمرض أحد من السكان، يصبح توفير الرعاية الصحية اللازمة له عبئاً ثقيلاً.

اليمن يكافح لمواجهة الكوليرا بعد تسجيل أكثر من 100 ألف إصابة (الأمم المتحدة)

وتؤكد الأمم المتحدة أن عودة انتشار الكوليرا تسبب في تسجيل عشرات الآلاف من حالات الاشتباه، منها أكثر من 30 ألف حالة منذ بداية العام، ورصدت ازدياد عدد الحالات في محافظة شبوة بشكل مُلاحظ ضمن أكثر الفئات ضعفاً ممن لديهم وصول محدود للخدمات الصحية الأساسية أو ليس لهم القدرة على الوصول إلى هذه الخدمات أصلاً.

وفي حين أن الأمطار الغزيرة والفيضانات زادت من انتشار الكوليرا، يذكر الصياد أنه شهد وفاة امرأة في الطريق إلى أقرب مركز صحي بسبب توقف الحركة بفعل الفيضانات الأخيرة، ولهذا ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنها استجابت لهذه الأزمة وقامت بإعادة فتح مركز «حورة» الطبي الذي صُمم لمعالجة مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، مع التركيز بشكل رئيسي على الكوليرا.

تطوع مجتمعي

بينت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير حديث أنه وفي سبيل تمكين المجتمعات أسهمت جهودها في مكافحة الكوليرا بأكثر من مجرد تقديم الخدمات الطبية، حيث حشدت فريقها من متطوعي المجتمع المحلي لرفع الوعي بمكافحة الوباء، والالتزام بمساعدة المجتمعات في إدارة مواجهة تفشيه.

وتقول المتطوعة جميلة إنها تأثرت بشدة بمعاناة المجتمع، لذا قررت أن تصبح عاملة صحية لمساعدتهم. وذكرت أنه وطوال فترة تفشي الكوليرا تضمنت الأهداف الرئيسية تقديم الخدمات الصحية الأساسية، وتحسين الثقافة الصحية للمجتمع، والترويج لممارسات الصحة العامة، من خلال المتطوعين الذين ساعدوا بشكل كبير في تقديم الإرشادات الصحية العامة.

متطوعون يمنيون يتولون توعية السكان بطرق الوقاية من الكوليرا (الأمم المتحدة)

ووفق التقرير الأممي، فإن تغيير ممارسات المجتمع والتأسيس لعادات جديدة كانت مهمة مليئة بالتحديات، ولكن هِمّة المتطوعين كانت عالية، وإنه ومن خلال الزيارات المنزلية، شجعوا العائلات على تنفيذ أنشطة تحمي صِحتهم وسلامتهم، ابتداء من الترويج للوعي بنظافة اليدين وانتهاء بالدعوة لتطبيق ممارسات المياه النظيفة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية الجماعية.

وبحسب الهجرة الدولية بدأت فرق التطوع أنشطتها في مركز «حورة» الطبي، ولكن تفشي الكوليرا تعدى سكان القرية، حيث أثر أيضاً على المهاجرين من القرن الأفريقي الذين يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وللتعامل مع هذه الاحتياجات طلبت المنظمة مساعدة فرقها الطبية المتنقلة الموجودة على طرق الهجرة الرئيسية.

تعاون وثيق

طبقاً لما ذكرته منظمة الهجرة الدولية، فإنها وبالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن والمكاتب الصحية المحلية، وسّعت جهودها بشكل مستمر لتقديم المساعدات الفورية للمناطق المتأثرة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد.

وتضمنت استراتيجية المنظمة إيجاد خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة داخل المراكز لمنع انتقال العدوى بين المرضى والطاقم الطبي. وتقديم أجهزة الكلورة ذاتية العمل، ومواد معالجة المياه، وحقائب النظافة والتعامل مع الكوليرا للمجتمعات الضعيفة.

وزير الصحة اليمني يتفقد مركز عزل الكوليرا في محافظة أبين (إعلام حكومي)

وتبين «الهجرة الدولية» أن المتطوعين في مركز «حورة» الطبي تعاملوا مع المشاكل الصحية الفورية بخاصة الكوليرا، ولم يقتصر دورهم على إحداث تغيرات إيجابية لتعزيز الرعاية الصحية للجماعات الضعيفة فحسب، ولكن ومنذ بدء التفشي، كان المتطوعون يقدمون خدمات الرعاية الصحية والجلسات التثقيفية للنساء والأطفال والرجال الذين لطالما حُرموا من هذه الخدمات في السابق.

وتواصل الحكومة اليمنية الكفاح بالتعاون مع المنظمات الدولية لمواجهة هذا الوباء، خاصة مع بدء موسم الأمطار الحالي، إذ سارعت إلى افتتاح مراكز لعلاج حالات الإصابة بالكوليرا في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرتها، إلا أن الحوثيين يواصلون التكتم على أرقام الإصابات ويرفضون تخصيص مراكز لعلاج هذا الوباء.

وتظهر أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات في مناطق سيطرة الحوثيين بلغت أكثر من 93 ألف حالة، حتى مطلع شهر يوليو (تموز) الحالي، فيما تم تسجيل بقية الحالات وتمثل نسبة 17 في المائة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.