قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل فلسطينياً في رام الله وتعتقل آخرين

أطلق جنودها النار من مسافة قريبة

TT

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل فلسطينياً في رام الله وتعتقل آخرين

قتلت إسرائيل متظاهرا فلسطينيا خلال مواجهات اندلعت في قرية النبي صالح شمال رام الله، واعتقلت مطلوبين لها من مناطق أخرى في الضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الشاب عز عبد الحفيظ التميمي، البالغ من العمر 21 عاما، قضى متأثرا بجراح حرجة أصيب بها بعد إطلاق النار عليه، خلال مواجهات في رام الله.
وقالت مصادر فلسطينية، إن «الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار الحي على الشاب من مسافة أقل من مترين، وأصابوه بثلاث رصاصات في الرقبة، وأنهم منعوا أهالي القرية من تقديم العلاج له، أو نقله بسيارة إسعاف».
وأضافت المصادر أن الجنود حملوا الشاب المصاب إلى سيارة جيب عسكرية، وغادروا المنطقة.
والتميمي مطلوب للجيش الإسرائيلي الذي حاول اعتقاله مرات عدة قبل ذلك.
وقال الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان، بلال التميمي، إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي بكثافة صوب التميمي. وأضاف للوكالة الرسمية: «إن الاحتلال منع إسعافه لأكثر من نصف ساعة، ثم قام باعتقاله، ما أدى لاستشهاده لاحقا».
وأُصيب فلسطينيون عدة بجراح متفاوتة في مواجهات أخرى، في بلدة النبي صالح وبلدة بيت أمر شمال الخليل، فيما اقتحمت عناصر من الوحدات الخاصة الإسرائيلية مخيم الأمعري جنوب رام الله. كما أصيب شاب خلال مواجهات اندلعت في بلدة بيت ريما شمال غربي رام الله، واعتقل آخر.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اعتقال 7 مواطنين من القدس والضفة الغربية، مطلوبين له.
وعقب الناطق العسكري الإسرائيلي على قتل التميمي، بقوله: «إن شابا فلسطينيا ألقى حجرا باتجاه أفراد دورية إسرائيلية حضرت إلى قرية النبي صالح، لتنفيذ أوامر اعتقالات من أبناء القرية».
وتابع: «إنه تم إلقاء الحجر أثناء مواجهات شارك فيها نحو عشرة فلسطينيين كانوا يلقون الحجارة باتجاه الجنود، الذين ردوا على ذلك بوسائل تفريق المتظاهرين. وإن الشاب المذكور ألقى حجرا من خلف الجنود فأصاب أحد الجنود برأسه. الجندي الذي ألقي الحجر باتجاهه رد بإطلاق النار على الفلسطيني فأصابه». وأضاف: «الفلسطيني تلقى العلاج في موقع الحدث ثم تم الإعلان عن وفاته لاحقا». وأكد الناطق عدم وقوع إصابات في صفوف القوة الإسرائيلية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.