العاهل الأردني يطلب من الرزاز إطلاق «حوار شامل»

دعا إلى إعادة النظر في التشريعات السياسية لتمكين الأحزاب من الوصول للبرلمان

TT

العاهل الأردني يطلب من الرزاز إطلاق «حوار شامل»

كلف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رسمياً، أمس، الدكتور عمر الرزاز، بتشكيل «حكومة جديدة رشيقة تنهض بالمسؤوليات الوطنية الكبيرة، في هذا الظرف الدقيق، وتستكمل مسيرة الإصلاح والبناء والتطوير»، خلفاً لحكومة الدكتور هاني الملقي، التي قبل استقالتها أول من أمس، على خلفية الاحتجاجات ضد مشروع قانون ضريبة الدخل. وطلب منه إطلاق «حوار شامل» حول المشروع.
ودعا الملك عبد الله الثاني، رئيس الوزراء المكلف، في كتاب التكليف، إلى «إطلاق مشروع نهضة وطني شامل، قوامه تمكين الأردنيين من تحفيز طاقاتهم، ورسم أحلامهم والسعي لتحقيقها، وتلبية احتياجاتهم عبر خدمات نوعية، وجهاز حكومي رشيق وكفؤ، ومنظومة أمان اجتماعي تحمي الضعيف، في ظل بيئة ضريبية عادلة».
وحدد كتاب التكليف أولويات، أبرزها «إطلاق طاقات الاقتصاد الأردني وتحفيزه، ليستعيد إمكانيته على النمو والمنافسة، وتوفير فرص العمل، والبحث عن حلول خلاقة لعدم إعاقة التنافسية للاقتصاد، بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية والإجراءات البيروقراطية المعيقة».
وطلب من الحكومة «أن تطلق فوراً حواراً بالتنسيق مع مجلس الأمة، بمشاركة الأحزاب والنقابات، ومختلف مؤسسات المجتمع المدني، لإنجاز مشروع قانون ضريبة الدخل، الذي يعد تشريعاً اقتصادياً واجتماعياً مفصلياً». واعتبر أن بلورة مشروع قانون ضريبة الدخل «خطوة ومدخل للعبور نحو نهج اقتصادي واجتماعي جديد، جوهره تحقيق النمو والعدالة».
وكلف الحكومة إجراء «مراجعة شاملة للمنظومة الضريبية والعبء الضريبي بشكل متكامل، تنأى عن الاستمرار بفرض ضرائب استهلاكية غير مباشرة وغير عادلة، لا تحقق العدالة والتوازن بين دخل الفقير والغني، ورسم شكل العلاقة بين المواطن ودولته في عقد اجتماعي واضح المعالم من حيث الحقوق والواجبات».
وأوضح أن «الضغوطات التي يواجهها الأردن يجب أن تكون حافزاً للارتقاء بنوعية الخدمات، وليست عذراً لتراجعها»، مشيراً إلى أن «فرض الضرائب وتوفير خدمات نوعية أمران متلازمان». وشدد على «تقديم أعلى مستويات الخدمة في التعليم والرعاية الصحية، وتحسين شبكة النقل العام، وتوفير شبكات الأمان الاجتماعي لغوث الفقراء».
وطالب الحكومة بأن تضع الإصلاح الإداري والنهوض بأداء الجهاز الحكومي على رأس أولوياتها، واعتبارهما مصلحة وطنية عليا، وعدم التهاون مع أي موظف مقصر أو مسؤول يعيق الاستثمار بتعقيدات بيروقراطية، أو تباطؤ يضيع فرص العمل على الشباب والنمو الاقتصادي.
وناشد الحكومة الإسراع بإنجاز مشروع الحكومة الإلكترونية، للارتقاء بنوعية الخدمات، والتخلص من البيروقراطية، وضبط الإنفاق الحكومي بكل حزم. كما طلب من الحكومة «دعم القوات المسلحة ومساندتها، وجميع الأجهزة الأمنية الأردنية التي تثبت كل يوم بعطائها الموصول أنها الحامية لمسيرة البناء والإنجاز، وسد منيع في وجه الحاقدين».
وتضمن كتاب التكليف التشديد على «مواصلة مسيرة الإصلاح السياسي والبناء على ما تم إنجازه في الأعوام الماضية، وهنا لا بد من إعادة النظر في التشريعات الناظمة للحياة السياسية، بما يعزز من دور الأحزاب، ويمكنها من الوصول إلى مجلس النواب. ولا بد من دعم مجالس المحافظات والمجالس البلدية، وتمكينها من القيام بواجباتها، بشكل ينعكس على المواطن».
وأكد على «الحوار والتواصل وبناء التوافق وانفتاح الحكومة وتواصلها مع السلطات الأخرى ومع المواطنين، والاستماع بكل شفافية وموضوعية للآثار العميقة التي خلفتها وتخلفها الظروف الاقتصادية الصعبة التي مررنا ونمر بها؛ لأن فهم الواقع هو المفتاح لبلورة أي إجراءات أو تشريعات ضرورية لتجاوز الظرف الاقتصادي الصعب».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.