مراكش... «مدينة بلون العسل» لأحلى شهر عسل

مراكش... «مدينة بلون العسل» لأحلى شهر عسل
TT

مراكش... «مدينة بلون العسل» لأحلى شهر عسل

مراكش... «مدينة بلون العسل» لأحلى شهر عسل

تقترح مراكش على زوارها فرصة الاستمتاع بعطلة مثالية بامتياز. ولأنها، كما يقال عنها، «مدينة بلون العسل»، فإنه لا يمكن لمن رغب في قضاء شهر العسل بها، إلا أن يعيش أياماً كلها عسل.
إذا كنت ترغب في قضاء ليالٍ ساحرة، فمراكش وجهة مثالية، خصوصاً إذا كنت تنشد الاختلاف وتركز على الاكتشاف الثقافي. أما الأيام المشمسة التي يمكن قضاؤها في التجول حول حدائق المنارة التاريخية والأمسيات التي يوزعها على أكثر من عنوان، فـ«أكبر دليل على أنها وجهة مثالية لقضاء شهر عسل رومانسي بكل المقاييس».
فمتخيل السائح الغربي، بشكل خاص، يرى فيها جزءاً من الشرق المرتبط بعوالم ألف ليلة وليلة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها ظلت لعقود تمثل وجهة تُلهم على الحب والإبداع.
ولا شك أن إحياء كثير من رجال المال والأعمال والسياسة والفن والرياضة، من مختلف بقاع العالم، لحفلات زواج فيها أسهم، بشكل كبير، في زيادة الإقبال على تنظيم حفلات الزواج وقضاء شهر العسل بها. فهي لم تخيب آمالهم لحد الآن لما توفره من مستوى عالٍ من الفخامة يحيل الزوار إلى عوالم الشرق البعيدة.
ونظراً لتنامي جاذبية المدينة في نظر العرسان، فإن عدداً من وكلاء الأسفار والمنظمين أصبحوا يقدمون عروضاً مبتكرة ومتنوعة تخاطب كل الأذواق والميزانيات.
فما لا يختلف عليه اثنان أنها توفر ظروفاً مثالية على مستوى خدمات الإقامة والأكل والشرب، ومتعة الجو الرومانسي، بليل تضيئه النجوم ونهار دافئ.
ونظراً لموقع مراكش المجاور لمواقع سياحية تنقل الزائر من حدائق وقصور وساحات المدينة إلى شواطئ وأسوار الصويرة وآسفي، وهدوء منتجعات ومرتفعات أوريكا وأوكايمدن وإمليل وستي فاطمة، فإن ربط عسل الزواج بشهر من الزمن لا يدع مجالاً لتسرب الملل إلى النفوس. فعدد المواقع السياحية التي تقترح برامج من المتعة والاكتشاف والترفيه وتزجية الوقت، ليلاً ونهاراً، لا تُحصى منها زيارة منتجعات ومواقع سياحية، ليلاً، كما هو الحال مع «ساحة جامع الفنا» بغناها الثقافي ومطاعمها المفتوحة في الهواء الطلق، أو المركب السياحي «عند علي»، الذي يقترح فقرات يومية من الفلكلور المغربي وعروضاً في الفروسية التقليدية وأطباقاً شهية تختصر فنون الطبخ المغربي.
في مراكش، تبدو الخدمات مثالية لقضاء أفضل شهر عسل، حيث يمكن الاستمتاع بوجبة إفطار بخصوصية، في الغرف، أو تناول العشاء على ضوء الشموع في أحد المطاعم المراكشية، مع خدمات تدليك وعلاجات طبيعية في المنتجعات الصحية، وإمكانية قضاء ساعات من النزهة في حدائق تاريخية، من قبيل «ماجوريل» و«المنارة»، أو زيارة قصور تاريخية تنقل لحكايات عشق تذكر بعوالم الشرق الساحر، من قبيل «قصر الباهية» التاريخي، الذي تربطه الكتابات التاريخية باسم «الباهية»، زوجة الحاجب، الذي توفي عام 1900، والذي اشتهر بلقب «باحماد»، وبُني حتى يكون دليل مودة وحب، في سيمفونية امتزجت ضمنها، برأي البعض، حكايات العشق بالهندسة، كما توحدت عبرها المشاعر بالزخارف فأعطت صورة مميزة عن عمق الحضارة المغربية في بداية القرن العشرين.


مقالات ذات صلة

العودة إلى تنفيذ قانون الـ100 مليلتر للسوائل في جميع مطارات أوروبا

يوميات الشرق يستخدم المسافرون الآلات الحديثة في المطار (أ.ف.ب)

العودة إلى تنفيذ قانون الـ100 مليلتر للسوائل في جميع مطارات أوروبا

يواجه المسافرون عبر الجو، الذين كانوا يأملون في انتهاء عصر «مستلزمات الحمام الصغيرة»، خيبة أمل جديدة، حيث أعادت المطارات الأوروبية فرض قواعد صارمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أسرة خلال رحلة (رويترز)

10 نصائح لقضاء وقت سعيد خلال السفر

تُعد الإجازة وسيلة رائعة للهروب من مسؤولياتنا اليومية، ولكن من المهم أن نلتزم بالضوابط عند زيارة وجهات جديدة واستكشاف ثقافات مختلفة

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
سفر وسياحة اختلاف الاهتمامات والأنشطة والحركة يعكر صفو الرحلة بين الأصدقاء (رويترز)

3 علامات تحذرك من السفر مع صديقك

هناك علامات تشير إلى أنه لا ينبغي لك ولصديقك السفر معاً حتى لا تعكر صفو علاقتكما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة الغابة السوداء مليئة بالنشاطات الرياضية في الهواء الطلق (شاترستوك)

كيف تمضي عطلة صديقة للمناخ والبيئة في ألمانيا؟

السياحة المستدامة أو السياحة التي تعنى بالمحافظة على البيئة أصبحت من بين أولويات ما يتطلع إليه العديد من السياح من جميع الجنسيات، مما دفع بالفنادق

جوسلين إيليا (لندن )
علوم «قارب أجرة» كهربائي ذاتيّ القيادة

«قارب أجرة» كهربائي ذاتيّ القيادة

بمرور السنوات، تحولت الممرات المائية في المناطق الحضرية، مثل الأنهار والقنوات من ممرات أساسية للسفر والتجارة، إلى مجرد عناصر ثانوية داخل هذه المناطق.

نيت بيرغ (واشنطن)

بيتان يتجاوز عمرهما القرن يأتيان بالقرية اللبنانية إلى المدينة

عمره 150 عاماً (قصرا)
عمره 150 عاماً (قصرا)
TT

بيتان يتجاوز عمرهما القرن يأتيان بالقرية اللبنانية إلى المدينة

عمره 150 عاماً (قصرا)
عمره 150 عاماً (قصرا)

ليست الأماكن بحَجَرها وسقوفها، بل بقدرتها على المسِّ بالداخل الإنساني، كأنْ تعبَق برائحة أو تُحرّك ذكريات... بين منطقتَي الجمّيزة ومار مخايل في بيروت، مساحة من هذا الصنف تكاد لا تشبه موقعها، المدن صاخبة لا تنجو من وجوه الزحمة؛ بشر وسيارات وعمران وأصوات وانفعالات، أمكنة مثل «بيت توريف» تُذكّر بالقرى الجميلة.

وبين جبيل والبترون، ينتظر بيتٌ يُسمَّى «قصرا» باحثين عن انسلاخ ما، ربما عن كل ما هو مُتشابه، وربما للتماهي مع شجرة يعبُرها الهواء. هذان البيتان خارج «الوسط»، مساحتهما الخاصة بعيدة قليلاً عن الجوّ العام؛ واحد في بيروت، يخترقها على شكل قرية، والثاني في منطقة «غرزوز» بقضاء جبيل. يجمعهما أيضاً تجاوُزُ عمرِهما القرن، ووقوفهما شاهِدَين على تحوّلات لبنان.

العريشة تتسلّق وتتمدّد (بيت توريف)

أمضى ساسين مزرعاني، صاحب فكرة «توريف»، سنوات خارج لبنان، وظلَّ الشوق يُحرّك والحنين يلفح، لما عاد خطر له: «لِمَ لا آتي بالقرية إلى بيروت؟». يُخبر «الشرق الأوسط» أنّ المسألة مردُّها رغبته في ألّا يشعر إنسان بأنه بلا جذور، يريد للمغتربين خصوصاً تمضية أوقات حلوة في جوّ قروي، فلا تصيب بعضهم غصّة الولادة في المدينة.

عُمر المنزل قرن و20 عاماً، ويحلو لمستأجره الحديث عن «رائحة الماضي»، يقول إنّ الآتي يشمّها في كل زاوية. حوَّل السطح إلى حديقة، «كما في القرى»، وترك الطبقة السفلية لجَمعة السُّفرة، وفي الأرجاء زرعٌ وزهور. هذه «عريشة» تتسلّق الجدران، وتفرش أوراقها على أحجار الماضي، وتلك «ليفة» تنمو وتُثمر، وبجوارها أصناف العطور: ياسمين وغاردينيا؛ وأصناف شجر: لوز ودرّاق؛ وما لا يعلو في الارتفاع، مثل النعناع والبصل، لكنه ينضمّ إلى ما يُحلّي المنظر.

منزلان عمرهما يتجاوز القرن يخبّئان حكاية (من اليمين «بيت توريف» ومن اليسار «قصرا»)

يعني الاسم جولة في الريف، فولد «توريف». يقول ساسين مزرعاني إنّ الطابع القروي يشمل أيضاً توظيف يد عاملة من النساء؛ لدعم النمو الاقتصادي في المناطق الريفية، فالطعام مصدره المنازل في القرى، والمرطبانات في «النملية» موقَّعة بأسماء صُنّاعها، ومُحمَّلة بلذائذ الطبيعة، تلك «النملية»، كما أطلق عليها أجداد القرى اللبنانية، أي خزانة المونة، واقفة في المكان كأنها شجرة بين الأشجار، تنضمّ إلى خبز «التنّور» المُستعمل على المائدة لمَنْح النكهة أصالتها.

عمره 150 عاماً (قصرا)

وإذا كانت قصة «بيت توريف» وُلدت من رغبة في مشاركة القرية مع الجميع، فإنّ حكاية «قصرا» وُلدت من قطاف الزيتون. تقول صاحبة الفكرة ريدا عازار لـ«الشرق الأوسط» إنّ البداية كانت من عام 2017، «فشهدنا آلام لبنان وما تحمَّل». حينها، دعت الناس إلى «ورشة عمل» لتعليم قطف الزيتون، وفوجئت بالمهتمّين.

المائدة والجدران العتيقة (قصرا)

ليس «قصرا» منزلاً كبيراً، بل تُشبهه بـ«البيت الزراعي»، عمره 150 عاماً، وغرفه مفتوحة بعضها على بعض، وكما قطاف الزيتون تتوالى ورش صناعة الصابون، وأخرى لتعليم الأولاد الزراعة، وبرنامج للسير في المنطقة، وهي مُحايدة تقريباً، فيحدُث اكتشافها، في القرى اللبنانية، بعض هذه المشاوير يُسمّى «سْليقة»، وفيه يُميّز الخبراء بين النبات الصالح للأكل وآخر لا مكان له في البطون الجائعة.

أمكنة تُذكّر بالقرى الجميلة (بيت توريف)

على ارتفاع نحو 400 متر عن سطح البحر، يحدُث التعارف بين الإنسان والطبيعة، فتُميّز العين مرة تلو الأخرى بين النبات المُتشابه في شكله وأوراقه، والذي لا يفكّ ألغاز تشابهه هذا سوى خبراء الأرض.

مثل ساسين مزرعاني، لا تستسيغ واقع أنّ البعض محروم من قرية، فتجعل المنزل العتيق مساحة للتعويض. برأيها، «على الريف والمناطق المجاورة النموّ، ما يتيح فرص العمل ويُحرّك الاقتصاد»؛ لذا تشتري الحاجات من جارها الدكان، ومكوّنات الطبخ من نساء المنطقة، وما يلزم مباشرة من أراضي المزارعين بقُربها.

السطح يتحوّل حديقة (بيت توريف)

وماذا يعني «قصرا»؟ فتروي: «القصة تعود إلى مرحلة العثمانيين، حين اعتادت عمّتي زيارة هذه الأرض في الظروف الصعبة، راح البعض يسخر من ولائها للتراب، فسمّوا المكان (قصرا) بالعامية اللبنانية، والمقصود (قصرها)، بنيّة تسخيفه؛ لكونه لم يكن عمارة بعد، وما اندفعت لحبّه بهذا الشكل سوى لأنه قصرٌ من وهم. حافظتُ على الاسم، وتحوَّل (قصرا) من لحظة ساخرة إلى مشروع».

مَن تخطر له القهوة يدخل إلى المطبخ ويعدّها للجميع، «كما في منازل أهل القرى». تتابع ريدا عازار إنّ «الثلاجة والخزائن متاحة للزوار»، لا تريدهم أن يأتوا من أجل الغداء فقط، ثم يغادرون من دون اكتمال التجربة، «لستُ مطعماً، بل مكان مريح». يُشاركها ساسين مزرعاني الوفاء للفكرة: «لسنا فندقاً ولا كافيه، نحن رائحة القرية في بيروت».