لامبارد مديراً فنياً لديربي كاونتي... مرحباً بك في عالم التدريب المجنون

مسيرته الرائعة كلاعب لن تشفع له في حال فشل الفريق في الصعود إلى دوري الأضواء

تاريخ لامبارد لن يقيه غضب ديربي كاونتي إذا ما فشل في الصعود («الشرق الأوسط»)
تاريخ لامبارد لن يقيه غضب ديربي كاونتي إذا ما فشل في الصعود («الشرق الأوسط»)
TT

لامبارد مديراً فنياً لديربي كاونتي... مرحباً بك في عالم التدريب المجنون

تاريخ لامبارد لن يقيه غضب ديربي كاونتي إذا ما فشل في الصعود («الشرق الأوسط»)
تاريخ لامبارد لن يقيه غضب ديربي كاونتي إذا ما فشل في الصعود («الشرق الأوسط»)

كان فرنك لامبارد على بُعد دقائق قليلة من تولي منصبه الجديد كمدير فني لنادي ديربي كاونتي الإنجليزي عندما انتشرت الأخبار التي تشير إلى استقالة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان من تدريب نادي ريال مدريد. وقال لامبارد في تعليقه على ذلك: «الشيء المؤكد هو أنه قد استقال في الوقت المناسب. أنا لا أعرف ما يعتزم زين الدين زيدان القيام به، لكني أعتقد أنه يريد الحصول على إجازة قبل أن يفعل أي شيء آخر. لا يمكنك التغلب بسهولة على ضغوط العمل في أندية القمة، وربما يعد هذا درسا لنا جميعا».
في البداية، يتعين عليك الوصول إلى القمة، وهو الشيء الذي لم يصل إليه سوى عدد قليل من المديرين الفنيين. ولذا، كان لامبارد حريصاً على عدم التعهد بقيادة نادي ديربي كاونتي للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز في أول موسم له مع الفريق. لكن لا يوجد أدنى شك في أن هذا هو الهدف الأول بالنسبة لديربي كاونتي. ويدرك لامبارد، الذي يعد المدير الفني السابع لديربي كاونتي خلال ثلاث سنوات فقط، جيدا أن المسيرة الرائعة التي حققها كلاعب لن تشفع له في حال فشل ديربي كاونتي في المنافسة على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز خلال أول ثلاثة أو أربعة أشهر من بداية الموسم.
وينتمي لامبارد لعائلة لديها خبرات هائلة في عالم التدريب، فوالده فرنك لديه خبرات كبيرة في هذا المجال، كما أن عمه هو المدير الفني الكبير هاري ريدناب. وعندما سُئل لامبارد عما إذا كان هؤلاء قد حذروه من انعدام الأمن الوظيفي في هذه المهنة، رد قائلا: «العكس هو الصحيح، فربما يكونون مصابين بالجنون!» ويمكن القول إن جميع المديرين الفنيين لديهم قدر من الجنون في حقيقة الأمر. وعلى الرغم من أن العمل في هذه المهنة في الوقت الحالي بات مجزيا للغاية، فإنه يتطلب مزيجا من القدرة على القيادة وجنون العظمة والاهتمام الهائل بالتفاصيل حتى يتمكن المدير الفني من مواصلة عمله. وكانت هناك نظرية تقول إنه عندما يصل المدير الفني إلى القمة ويصبح مسؤولا عن ناد كبير يضم كوكبة من أفضل اللاعبين، فإن الأمور سوف تصبح أسهل قليلاً.
قد يعارض المدير الفني السابق لنادي آرسنال آرسين فينغر هذه النظرية، لكن استقالة زيدان من تدريب ريال مدريد بعد خمسة أيام فقط من دخوله التاريخ بقيادته للنادي الملكي للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي تلقي الضوء على حالة الجنون التي أصابت عالم التدريب في أندية القمة. وبالنظر إلى ما حققه زيدان، نجد أنه لا يوجد في العالم سوى اثنين فقط من المديرين الفنيين الذين نجحوا في الفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، أولهما هو بوب بيزلي الذي حقق هذا الإنجاز في نهاية مسيرته التدريبية، والثاني هو كارلو أنشيلوتي الذي عمل في مجال التدريب لمدة عشر سنوات كاملة قبل أن يحصل على هذه البطولة المرموقة للمرة الثالثة.
لكن زيدان يعمل في مجال التدريب منذ ثلاث سنوات فقط، ونجح في نهاية كل عام في أن يقود ريال مدريد لمنصات التتويج للاحتفال ببطولة كبيرة، حتى لو كان مستوى الفريق على المستوى المحلي هذا الموسم غير جيد. وكان من السهل أن تشعر من النبرة التي كان يتحدث بها زيدان في المؤتمر الصحافي الذي عقده للإعلان عن رحيله أنه لم يعد لديه ما يقدمه لريال مدريد، وليس بالضرورة لعالم التدريب. وقد ثبت من التجارب السابقة أن العمل في ريال مدريد أمر صعب للغاية ويمكن وصفه بأنه «كأس مسمومة»، إن جاز التعبير، لكل المديرين الفنيين الذين تولوا هذا المنصب، وقد رأينا كيف أقال النادي مديرين فنيين بارزين مثل أنشيلوتي وجوزيه مورينيو وفيسنتي ديل بوسكي وفابيو كابيلو رغم النجاحات الكبيرة التي حققوها مع النادي.
وأصبح مطلوبا من المدير الفني لنادي ريال مدريد أن ينافس برشلونة على المستوى المحلي وأن يتعامل بشكل جيد مع المشكلات المتعلقة بنجمي الفريق كريستيانو رونالدو وغاريث بيل ويعمل على إقناع النجم البرازيلي نيمار بالانضمام للفريق ويصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا كل عام على الأقل، بل وأصبح الفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية ليس كافيا! ولم يكن من الغريب أن تشير التقارير إلى اهتمام ريال مدريد بالتعاقد مع المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي الذي لا يشعر بالسعادة مع تشيلسي.
قد يكون المدير الفني الأرجنتيني لنادي توتنهام هوتسبير، ماوريسيو بوكيتينو، هو الخيار الأفضل بالنسبة لريال مدريد من حيث المنطق والعمل على المدى الطويل، لكن ريال مدريد ليس معروفا بأنه ناد عقلاني ويعمل على المدى الطويل! ويتعين على بوكيتينو أن يفكر طويلا حول ما إذا كان من الحكمة التخلي عن استقراره الحالي مع توتنهام هوتسبير من أجل العمل في أجواء شديدة الصعوبة في ريال مدريد، لكن كونتي يمكنه القفز بسهولة من سفينة تشيلسي والانتقال من مكان مجنون إلى مكان آخر لا يقل جنونا!
ويبدو أن كونتي سيصبح بحاجة إلى وظيفة جديدة على أي حال، لأن تشيلسي يتحرك بالفعل للتعاقد مع المدير الفني الحالي لنادي نابولي الإيطالي ماوريسيو ساري، بالإضافة إلى أن شخصية كونتي المجنونة والغاضبة دائما ستلائم طبيعة العمل في ريال مدريد، في حين أن بوكيتينو، الذي تتسم شخصيته بالهدوء والعمل بكل ثقة، قد ينتهي به المطاف لأن يتعامل معه ريال مدريد بنفس الطريقة التي تعامل بها مع رافائيل بينيتيز. وتفيد الأخبار بأن مالك نادي تشيلسي رومان أبراموفيتش في طريقه لبناء ملعب تشيلسي المقترح بتكلفة تصل إلى مليار جنيه إسترليني، وهو ما يفسره البعض بأنه سيكون بداية النهاية لإنفاق النادي بشكل هائل على التعاقد مع اللاعبين بالشكل الذي كان يقوم به على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
ومن المؤكد أن كونتي سوف يشير إلى أن «بداية النهاية» قد حدثت بالفعل قبل عام من الآن، وبالتحديد بعد قيادته لتشيلسي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث لم تلب إدارة النادي طلبات المدير الفني الإيطالي فيما يتعلق بتدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد. وقد يضطر كونتي إلى الاستمرار مع تشيلسي لعام آخر بدلا من فسخ عقده مع النادي ودفع الشرط الجزائي الذي تصل قيمته إلى تسعة ملايين جنيه إسترليني، في حين يتعين على أبراموفيتش أيضاً، تماماً مثل أي شخص آخر، أن يتساءل عن المبلغ المالي الذي سيطلبه نابولي من أجل التخلي عن مديره الفني.
ولا يسعنا إلا أن نتمنى كل التوفيق لفرنك لامبارد في مهمته الجديدة مع ديربي كاونتي الذي لا تقل الأجواء به جنونا عن تلك الموجودة في ريال مدريد أو تشيلسي. ويدرك لامبارد جيدا صعوبة العمل في هذا المجال، حيث قال «إنها مهمة تصاحبها ضغوط كثيرة، لكن هذه هي طبيعة العمل في هذه المهنة». وقال لامبارد عقب تعيينه في أول مهمة في مسيرته التدريبية: «رغبت دائما في تدريب فريق يملك تقليدا كبيرا وتاريخا مثل ديربي كاونتي، وبالتالي فإنها فرصة عظيمة بالنسبة إلي». وأضاف لاعب الوسط الدولي السابق في تصريح للموقع الرسمي للنادي: «إنه أول عمل لي كمدرب، ولكنني عملت بتعاون كبير مع بعض أفضل مدربي كرة القدم ولدي الثقة في قدراتي الشخصية والفريق المحيط بي بمن فيما ذلك مجلس الإدارة».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.