بلدة يهودية جديدة مقابل غزة... وخطة لشرعنة بؤر استيطانية في الضفة

انتقام إسرائيلي من مسيرات العودة على حدود القطاع

TT

بلدة يهودية جديدة مقابل غزة... وخطة لشرعنة بؤر استيطانية في الضفة

في إطار الأعمال الانتقامية ضد «مسيرات العودة» السلمية في قطاع غزة، بادر وزير الإسكان الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط يوآف غالانت، إلى مشروع لبناء بلدة يهودية إضافية في المنطقة المحيطة بالقطاع، وبادرت قوى سياسية أخرى في اليمين الحاكم، إلى منح «الشرعية» لعدد من البؤر الاستيطانية المقامة بشكل عشوائي في الضفة الغربية.
وكان غالانت ينوي أن يطرح على حكومته، خلال جلستها الأسبوعية، أمس الأحد، خطته لإقامة البلدة مقابل قطاع غزة. وحسب التفاصيل التي عرضها، ستدعى البلدة «حانون»، على اسم بلدة بيت حانون الفلسطينية شمال القطاع. وستقام على بعد نحو 7 كيلومترات عن السياج الأمني. وستبنى فيها 500 وحدة سكنية. وقال غالانت، إن «أفضل رد على العنف الفلسطيني وتصعيد العداء لإسرائيل هو بزيادة الاستيطان اليهودي في كل بقعة من أرض إسرائيل وتوسيعه».
وفي السياق، كشفت مصادر في الإدارة المدينة الإسرائيلية في الضفة الغربية، عن سلسلة قرارات تجري دراستها بهدف منح شرعية قانونية لعدد جديد من البؤر الاستيطانية التي تمت إقامتها بشكل عشوائي. ومن بين هذه البؤر: «عدي عاد» المقامة على أراضي قرى ترمسعيا، المغير، جالود وقريوت، التي أقيمت على أراض تقع في الجنوب الشرقي من مدينة نابلس.
واستمرارا لهذه المشاريع الاستيطانية، أبلغت النيابة العامة المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس، أنها تدرس فكرة إقامة مستوطنة جديدة في التجمع الاستيطاني «بنيامين»، في المناطق الشرقية الوسطى من الضفة الغربية المحتلة. وجاء رد النيابة العامة على التماس قدمته منظمة «ييش دين» ضد البؤرة الاستيطانية «عدي عاد» في «غوش شيلو»، حيث أعلنت الدولة أنها تدرس تخطيط البؤرة الاستيطانية وشرعنتها، وتدرس ما إذا كانت ستقوم بذلك عن طريق إقامة مستوطنة جديدة أو بتحويل البؤرة الاستيطانية إلى حي مجاور لـ«شيلو» أو «عميحاي». وقالت الدولة إن الخطة مستمرة وستقدم قريبا إلى المستوى السياسي.
وجنبا إلى جنب مع البناء الاستيطاني لليهود، تواصل سلطات الاحتلال طرح مشاريع هدم بيوت لفلسطينيين. فقد أصدرت الإدارة المدنية التابعة للحكومة الإسرائيلية، أوامر عسكرية وزعتها على المواطنين وأصحاب المنازل والمنشآت في الأراضي الفلسطينية المحتلة المصنفة «ج»، وقضي بهدم المنازل والمنشآت غير المأهولة. وأمهلت السلطات أصحاب هذه المنازل حتى السابع عشر من الشهر الجاري لهدمها. وفي منطقة بيت لحم، أخطرت قوة عسكرية إسرائيلية المواطن الفلسطيني إبراهيم محمد موسى، بإخلاء أرضه في منطقة «خلة ظهر العين - المحجر»، والبالغة مساحتها 5 دونمات، بدعوى أنها أراضي دولة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.