تصعيد ميداني وسياسي في غزة وحماس تهاجم عباس وتلوح باستعادة الحكم

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة تحذير هي الأقوى لحركة حماس منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل عامين، قائلا: إن الحركة أمام خيارين «إما أن توقف الصواريخ المنطلقة من غزة أو أن إسرائيل ستوقفها بنفسها وبطريقتها الخاصة». وجاء ذلك بينما شنت حماس هجوما على الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهمته بـ«إهمال» القطاع وأزماته منها دفع رواتب الموظفين وانقطاع الكهرباء، ولوحت بالعودة إلى حكم غزة بنفسها وبالتالي التخلف عن الالتزام ببنود اتفاق المصالحة الذي أبرمته مع السلطة الفلسطينية وأسفر عن إعلان حكومة الوفاق الوطني.
وقال نتنياهو أمس أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي: «نحن لن نسمح باستمرار عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة أبدا». وجاءت تصريحات نتنياهو عقب انطلاق عدة صواريخ من غزة على إسرائيل أمس. واتهمت الدولة العبرية حركة حماس بالمشاركة في إطلاق تلك القذائف، التي سقطت في محيط «سدوت نيغف» و«اشكول» دون إصابات مباشرة، وذلك للمرة الأولى من انتهاء عملية عمود سحاب عام 2012.
وسبق أن أطلق مسلحون من غزة عدة قذائف على إسرائيل، أول من أمس، ردا على غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل أحد أفراد حركة حماس، زياد عبيد، اتهمته السلطات الإسرائيلية بالإعداد لإطلاق صواريخ.
ويعتقد جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» أن حماس تسعى للرد على مقتل عبيد، من جهة، وتصدير أزمتها في القطاع، خصوصا مع «جيش جديد من العاطلين عن العمل»، في إشارة إلى موظفيها السابقين، من جهة ثانية.
وهدد وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، بأن حماس ستدفع ثمنا باهظا، وقال: إن رد الجيش سيزداد صرامة وشدة طالما أن حماس لا تمنع إطلاق الصواريخ.
بدوره، دعا أوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو، الرئيس الفلسطيني إلى «إنهاء تحالفه مع حركة حماس الإرهابية». وقال: «منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني أطلق أكثر من 70 صاروخا وقذيفة على أراضينا من قطاع غزة».
من جانبها، ردت حماس على التهديدات الإسرائيلية بتهديدات أخرى، وقال القيادي في الحركة عزت الرشق: «قد ينفذ نتنياهو تهديداته، ولكن عليه أن يعلم أنه وإن ملك قرار بدء التصعيد اليوم، فلن يملك قرار وقفه غدا، وله في حروب غزة السابقة خير مثال».
كما شنت الحركة هجوما على عباس، أمس، ملمحة إلى أنها قد تضطر للعودة إلى إدارة القطاع بنفسها. وقال إسماعيل الأشقر، القيادي في حماس عضو المجلس التشريعي، أمس، إن «غزة تتعرض وبشكل سافر لمؤامرة من عباس والاحتلال الإسرائيلي هدفها تركيعها». ووصف ما يحدث في غزة من قطع كهرباء ورواتب بـ«المؤامرة». وندد بإدانة عباس اختفاء ثلاثة مستوطنين إسرائيليين أخيرا في الضفة الغربية. وقال: إنها «وصمة عارٍ في تاريخ هذا الرجل».
ورأى الأشقر أن الانقسام يتعمق ويتكرس أكثر مما كان سابقا، مطالبا من الفلسطينيين الوقوف في وجه الرئيس الفلسطيني.
ويعد هذا التصريح أعنف هجوم من نوعه على عباس منذ بدأت أجواء المصالحة في أبريل (نيسان) الماضي، كما أنه يتزامن مع تصريحات القيادي في حماس، ومسؤول المصالحة فيها، موسى أبو مرزوق، أشار خلالها إلى إمكانية عودة حركته إلى حكم غزة.
وقال أبو مرزوق: «حكومة الوفاق الوطني والرئاسة تتعاملان وكأن السلطة مكانها في الضفة ولا حاجة لهم بغزة، فوحدة الشعب والقضية عندهم ثمنها بخس. فهل هذا يعني أنهم مزقوا اتفاقية المصالحة. الآن من المسؤول عن موظفي غزة؟ من المسؤول عن الحدود والمعابر فيها؟ من المسؤول عن فتح معبر رفح؟ من المسؤول عن إنهاء الحصار عنها؟ من المسؤول عن الكهرباء فيها؟».
وأَضاف في بيان: «قالوا: أبو مازن لا يريد المصالحة، ولو أعطيت له غزة فلن يأخذها، رفضت حماس هذا المنطق إحساسا منها بالمسؤولية واستمرت بالحوار حتى نهاية المشوار، وأعلنت حكومة الوفاق فذهب الرئيس إلى كل مكان إلا غزة، لا جسديا ولا مسؤولية»، وأضاف: «أخشى اليوم أن تكون حماس مدعوة للعودة حفاظا على أمن وسلامة أهلها، فغزة لن تعيش في فراغ، فلا هي تحت مسؤولية الحكومة السابقة، ولا هي تحت مسؤولية حكومة الوفاق الوطني».