ممر «بهلر» بالقاهرة الخديوية... ملتقى رمضاني للإبداع العربي

عروض مصرية ومشاركات شعبية لفرق سورية وفلسطينية

من بين الأنشطة الفنية التي استضافها الممر مؤخرا عروض لفرق فنون شعبية
من بين الأنشطة الفنية التي استضافها الممر مؤخرا عروض لفرق فنون شعبية
TT

ممر «بهلر» بالقاهرة الخديوية... ملتقى رمضاني للإبداع العربي

من بين الأنشطة الفنية التي استضافها الممر مؤخرا عروض لفرق فنون شعبية
من بين الأنشطة الفنية التي استضافها الممر مؤخرا عروض لفرق فنون شعبية

يجذب ممر «بهلر» التاريخي بوسط القاهرة التاريخية، فنانين وعازفين ومنشدين ورسامين، ومثقفين مصريين وعرباً، لإحياء أمسيات فنية وثقافية في ليالي رمضان، وأضفى الطراز المعماري الفريد، الذي يحيط بجوانب الممر، رونقاً خاصاً على الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تقدمها الفرق المصرية والعربية به.
ومن بين الأنشطة الفنية التي استضافها الممر أخيراً عروض لفرق فنون شعبية سورية وفلسطينية، بجانب الفرق المصرية للمرة الأولى ضمن العروض التي أقامتها مؤسسة حوار لفنون ثقافات الشعوب تحت عنوان «ليالي المقامات الروحية»، وسط حضور لافت من الجمهور العربي.
وشهدت العروض التي نظمتها مؤسسة حوار لفنون ثقافات الشعوب بالتعاون مع كل من مؤسسة مصر الخير ومحافظة القاهرة، إقبالاً واسعاً من الجمهور العربي والمصري، وشاركت فيها للمرة الأولى فرقة «الفالوجا» للفنون الشعبية الفلسطينية، وفرقة «تواشيح» السورية التي يقودها المنشد السوري المعروف عدنان الساسة، بجانب كثير من الفرق الشعبية المصرية، منها فرق «سماع للإنشاد الديني»، و«أوركسترا النور والأمل»، و«سماع للموسيقى الروحية»، و«حسب الله السابع عشر»، و«سداسي شرارة».
يشار إلى أن اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة الخديوية، قامت بتحويل ممر «بهلر» إلى ممر ثقافي فني، ليكون مسرحاً مفتوحاً أمام المهرجانات والعروض الفنية والثقافية، ضمن خطة لتحويل عدد من الساحات والميادين التاريخية إلى معارض فنية مفتوحة تقدم عروضها للجمهور مباشرة. وهو ممر صغير يقع في قلب العاصمة، ويصل بين شارعي قصر النيل، وطلعت حرب، سمي بهذا الاسم نسبة إلى السويسري، تشارلز بهلر، الذي ولد في سويسرا عام 1868 ميلادية، وجاء إلى مصر عام 1885، وأسس عدداً من الفنادق الشهيرة.
توجد بالممر عمارة سكنية تجارية تحمل اسم صاحب الممر، وتعد واحدة من أضخم عمارات القاهرة الخديوية، حيث تطل على شارع قصر النيل وميدان طلعت حرب وممر «بهلر»، التي بناها المعماري الفرنسي ليو نافليان، على طراز «الارت ديكو» بين عامي 1927 و1929 ميلادية، وهي عبارة عن 6 مبانٍ شبه منفصلة، ولكل منها مدخل خاص، وبها نحو 130 شقة فاخرة، وبعض منها مكاتب تجارية، وقسّم الدور الأرضي إلى 72 متجراً مستقلاً على الطراز الباريسي.
من جانبه، يقول خالد أبو الفحم، المدير العام لفرقة «الفالوجا» للفنون الشعبية الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: «أبهرنا إقبال وتفاعل الجمهور العربي والمصري، وشعرنا أن ليلة عرضنا تمتعت بخصوصية كبيرة، إذ إنها المرة الأولى التي نشارك فيها في إحياء ليالي رمضانية بمصر، ولمسنا لدى الجمهور تفاعله الرائع معنا كأنها رسالة تضامن مع القضية الفلسطينية، التي ما زالت حاضرة في الوجدان الشعبي المصري والعربي».
وأضاف أبو الفحم: «كانت مشاركة فرقة فلسطينية وأخرى سورية لفتة رائعة عكست وعياً عربياً، وقدمنا عروضاً ورقصات كثيرة تجسد الحياة الفلسطينية من خلال الدمج بين التراث الفلسطيني والواقع الحالي لشعب يعيش تحت الاحتلال، كما قدمنا رقصة من التراث الشامي فلسطينية - سورية - لبنانية، لاقت استحساناً وتفاعلاً كبيراً».
ويقول المنشد السوري، عدنان الساسة، مدير فرقة «تواشيح» السورية لـ«الشرق الأوسط»: «رمضان في مصر له سحره الخاص، وقد أضفت عليه مباني القاهرة الخديوية بعبقها التاريخي مزيداً من السحر، وهو ما جعلنا نشعر بروعة الفن والإبداع خلال عرضنا، وقد أثر فينا كثيراً التلاحم والتآخي بين الجمهور المصري والعربي والأجانب كأنها رسالة اتسقت مع رسالتنا الفنية مفادها أننا جميعاً بشر».
وأضاف: «قدمنا إلى مصر هرباً من الحرب في بلدنا عام 2012، وكان كثير من أعضاء الفرقة قد ماتوا أو انتقلوا إلى دول أخرى بسبب الحرب، وقمت بإعادة تشكيلها، فضممنا إخوة لاجئين سوريين لم يكونوا أعضاء معنا خلال وجودنا في بلادنا، وبعض أعضاء الفرقة لم تكن لديهم خبرة سابقة في الإنشاد فقمنا بتدريبهم، فأصبحوا بارعين، كما ضممنا منشدين مصريين أبدوا رغبتهم في الانضمام إلينا».



فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
TT

فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)

احتفالات تحيي الموروث وتسترجع التاريخ وتعزز من الثقافة المحلية تقيمها وزارة الثقافة في عدد من المدن السعودية بمناسبة عيد الفطر، لإبراز ثقافة المجتمع السعودي، والعادات الاحتفالية الأصيلة المرتبطة به، وتجسيدها في قوالب إبداعية تستهدف جميع شرائح المجتمع.
«حي العيد» أحد هذا الاحتفالات التي تقيمها «الثقافة» في الرياض بدعمٍ من برنامج جودة الحياة - أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030» - حيث تقام في 3 مواقع بالمدينة، هي: ساحة المصمك، وسوق الزل، وشارع السويلم، وهي مناطق اعتاد سكان الرياض على التردد عليها؛ كونها تمثل جزءاً مهماً من تاريخ مدينتهم.
وأعدت الوزارة المهرجان بأسلوبٍ مميز يأخذ الزائر في رحلة ثقافية إبداعية تعكس عادات المجتمع السعودي بهذه المناسبة، تبدأ بمنطقة «عيدنا في البيت الكبير» التي تقدم طابع البيوت السعودية المفعمة بالحب والمودة، وممرات العيد التي تشهد «مسيرة العيد» لتُدخِل البهجة على قلوب الزوار، وتنشر الفرحة بينهم بأجوائها العائلية.

يهتم أهالي الطائف بوردهم بشكل كبير ويقيمون له مهرجاناً كل عام للاحتفال به  (واس)

لتنتقل الرحلة بعدها إلى منطقة «عيدنا في جمعتنا»، وهي عبارة عن ساحة خارجية تحتوي على جلسات مميزة بطابع المهرجان متضمنة عدة أنشطة، وهي حوامة العيد التي تقام في شارع السويلم 3 مرات باليوم وتوزع خلالها الحلوى؛ لتُحاكي في مشهدٍ تمثيلي عادة الحوامة القديمة في نجد، بحيث كان الأطفال يحومون انطلاقاً من مسجد الحي، ومروراً بالبيوت، منشدين خلالها أهازيج مختلفة مرتبطة بهذه المناسبة السعيدة.
وفي شمال السعودية، تقيم الوزارة مهرجان «أرض الخزامى» في نسخته الأولى بالتزامن مع العيد ولمدة 15 يوماً في مدينتي سكاكا، ودومة الجندل في منطقة الجوف، لإبراز التاريخ العريق للمنطقة والاحتفاء بعادات وتقاليد سكانها.
وسيتم إحياء المناطق المفتوحة حول قلعة زعبل بمعارض فنية مفتوحة بمشاركة فنانين من المنطقة ومن مختلف مناطق المملكة، إلى جانب إحياء شوارع القلعة بالألعاب الشعبية التي تُقدَّم بمشاركة أطفال المنطقة، كما ستوضع منصات لكبار السن لرواية قصص عن قلعة زعبل على المستوى الاجتماعي والنهضة التي تمت خلال المائة عام السابقة، التي أثرت بشكل عام على المنطقة.
كما سيوفر المهرجان فرصة التخييم للزوار ضمن أنشطة ثقافية مختلفة تتضمن السرد القصصي، والفنون الأدائية، والطهي الحي، في الوقت الذي سيقدم فيه شارع الفنون الشعبية كرنفالاً من الخزامى، يحوي مناطق لصناعة الزيتون وصناعات السدو.
وتحتضن بحيرة دومة الجندل عدة فعاليات، تشمل مقهى حديقة اللافندر، ومنطقة نزهة الخزامى، وسوق الخزامى لبيع مختلف المنتجات المستخلصة من نبتة الخزامى، وكذلك منطقة مخصصة لورش العمل التي تتناول صناعة مختلف منتجات الخزامى، والتعريف بها، وكيفية زراعتها.
كما يستضيف المسرح في مناطق المهرجان عروضاً موسيقية وأدائية لاستعراض تراث الخزامى في منطقة الجوف، والمعزوفات المختلفة باستخدام الناي والطبول والدفوف، إضافة إلى العديد من الأمسيات الشعرية التي ستستضيف نخبة من الشعراء.
وتسعى وزارة الثقافة إلى جعل مهرجان «أرض الخزامى» واحداً من أهم 10 مهرجانات ثقافية، عبر تقديم فعاليات بقوالب مبتكرة ومستوى عالمي، مع تأصيل التراث المادي وغير المادي، بما يضمن تغطية جميع الجوانب الثقافية، والتراثية، والإبداعية للمنطقة، مع إشراك الأهالي من ممارسين، ومثقفين، ومهتمين، في أنشطة المهرجان الرامية إلى إبراز نبتة الخزامى بوصفها هوية حضارية تمتاز بها المنطقة.
وفي غرب السعودية، تبدأ الوزارة بمهرجان «طائف الورد» الذي يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للمدينة وإبراز مكتسباتها الطبيعية والتاريخية ونشر ثقافة أهاليها وتسليط الضوء على الورد الطائفي وأهميته.
ويصاحب المهرجان مسيرة استعراضية للورد، تضم مؤدِّين، ومركبات مزينة بالورود، ومجسمات ضخمة تعكس هوية المهرجان بالورود تجوب شوارع مدينة الطائف، وصولاً إلى متنزه الردف حيث تقام هناك فعاليات «جبل الورد»، ومعرض «ترانيم الورد»، و«سوق الورد».
وسيكون رواد الأعمال، والشركات المحلية والعالمية، والمنتجون المحليون والمزارعون، على موعد مع ملتقى «مهرجان طائف الورد» الذي يمثل منصة تجمع المزارعين مع رواد العلامات التجارية العالمية، مما يوجِد فرصاً استثمارية، واتفاقيات تعاون كُبرى مع العلامات التجارية العالمية؛ ليكون ورد الطائف ضمن أعمالهم المعتمدة.
وتأتي في مقدمة أنشطة متنزه الردف فعالية جبل الورد التي تعكس قصة ساحرة عبر عرض ضوئي على الجبل وممر الانطباعية الذي يعيد إحياء أعمال فنية بمشاركة فنانين محليين، كما يضم متنزه الردف، سوق الورد المتضمنة مجموعة من الأكشاك المصممة بطريقة عصرية تتلاءم مع طبيعة المهرجان؛ دعماً للعلامات التجارية المحلية والأسر المنتجة التي تحوي منتجاتهم مواد مصنوعة من الورد الطائفي، فيما يستضيف المسرح مجموعة من الفنانين، محليين وعالميين، وتقام عليه عدة عروض فنية وموسيقية ومسرحية تستهدف الأطفال والعائلات وأيضاً الشباب.
وعلى جانب آخر من متنزه الردف، تقام فعالية «الطعام والورد»، بمشاركة نخبة من الطهاة المحليين في أنشطة متخصصة للطهي، بهدف تعزيز المنتجات المستخلصة من الورد الطائفي في الطبخ وتعريفها للعالم، كما خصص مهرجان «ورد الطائف» منطقة للأطفال في متنزه الردف، صُمّمت بناءً على مبادئ التعليم بالترفيه، حيث يشارك المعهد الملكي للفنون التقليدية بمتنزه الردف بورشتي عمل، من خلال حفر نقوش الورد على الجبس، وتشكيل الورد بالخوص في الوقت الذي يقدم «شارع النور» رحلة ثقافية وعروضاً فنية حية تقام على امتداد الشارع بمشاركة فنانين محليين.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال تنظيم مهرجان «طائف الورد» إلى إبراز مقومات الطائف الثقافية، والترويج لمنتجاتها الزراعية، وأبرزها الورد الطائفي، والاحتفاء بتاريخها وتراثها بشكلٍ عام، مما يعزز من قيمتها بوصفها وجهة ثقافية جاذبة.