روسيا تعتمد على سلاحي الأرض والجمهور في ظل افتقاد المهارة

TT

روسيا تعتمد على سلاحي الأرض والجمهور في ظل افتقاد المهارة

لا يبدو منتخب روسيا مؤهلاً للذهاب بعيداً في المونديال الذي يستضيفه، لكن الفريق يعتمد على سلاحي الأرض والجمهور من أجل عبور الدور الأول على الأقل.
وشاركت روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في ثلاث بطولات لكأس العالم منذ 1994 وفشلت في عبور دور المجموعات في كل مرة آخرها في 2014. وفي عهد الاتحاد السوفياتي خاض المنتخب منافسات كأس العالم سبع مرات وكانت أفضل نتائجه في 1966 عندما خسر 2 - 1 أمام ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي. وخسر أمام السويد وتشيلي وأوروغواي في دور الثمانية في 1958 و1962 و1970.
ومع افتقار التشكيلة للكفاءة والخبرة بالإضافة إلى النتائج السيئة مؤخرا تبدو روسيا مرشحة لخروج المبكر من البطولة. وأصبحت جنوب أفريقيا الدولة المستضيفة الوحيدة التي تفشل في عبور دور المجموعات عندما نظمت نسخة 2010 ويتعين على روسيا تقديم أفضل ما لديها في كأس العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي لو أرادت تفادي المصير ذاته.
وقدمت روسيا أداء سيئا منذ وصولها إلى الدور قبل النهائي ببطولة أوروبا 2008، لكنها تخوض بطولة 2018 على أرضها وعبر مجموعة تعد سهلة أو متوازنة بجانب السعودية والأوروغواي ومصر.
ومع توقع تصدر الأوروغواي المجموعة سيكون من المهم لصاحبة الضيافة تحقيق الفوز في مباراتها الأولى في الافتتاح ضد السعودية باستاد لوجنيكي يوم 14 يونيو (حزيران) قبل أن تواجه مصر بقيادة محمد صلاح، ثم تنهي مواجهتها ضد المنافس القادم من أميركا الجنوبية بقيادة المهاجمين أدينسون كافاني ولويس سواريز.
وحتى لو نجحت في عبور المجموعة فربما تخوض مواجهة صعبة في دور الستة عشر ضد البرتغال بطلة أوروبا أو إسبانيا العائدة بقوة، وهو ما يعني أن استمرارها في البطولة ربما لن يكون طويلا.
ولم تكن استعدادات روسيا لأول كأس عالم كبلد مضيف مثالية، حيث أقالت المدرب ليونيد سلوتسكي بعد احتلال المركز الأخير في مجموعتها ببطولة أوروبا 2016 وتولى ستانيسلاف تشيرتشيسوف الحارس السابق للفريق المسؤولية.
وبدأ تشيرتشيسوف مشواره بشكل متواضع بعدما خسر ثلاث من أول ست مباريات من بينها هزيمة مثيرة للحرج 2 - 1 أمام قطر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
ولم تدم مشاركة الفريق في كأس القارات طويلا إذ احتل المركز الثالث في المجموعة خلف البرتغال والمكسيك وأحاطت التكهنات بمستقبل تشيرتشيسوف لكنه احتفظ بمنصبه.
ويعد تشيرتشيسوف من الرجال الموثوق بهم من رجال اتحاد الكرة، وهو بدأ مسيرته التدريبية في النمسا قبل أن يعود لروسيا لتدريب العديد من الأندية من بينها سبارتاك ودينامو موسكو. وكانت قيادته فريق ليجيا وارسو لثنائية الدوري والكأس في بولندا في موسم 2015 - 2016 سببا في اختياره لتولي مسؤولية المنتخب الروسي.
وسبق أن حصد تشيرتشيسوف حارس المرمى السابق أربعة ألقاب في الدوري الروسي مع سبارتاك موسكو وثلاثة في النمسا مع تيرول انزبروك في مسيرته الطويلة التي تضمنت 39 مباراة مع منتخب بلاده الروسي، وقبلها ثماني مشاركات مع الاتحاد السوفياتي.
وأعطى تشيرتشيسوف أولوية لتعزيز دفاع الفريق وغير الخطة إلى 3 - 5 - 2 ويشتهر باتخاذ قرارات جريئة منها استبعاد إيجور دنيسوف لاعب
الوسط المدافع بعد خلاف بينهما في دينامو موسكو.
ويعقد تشيرتشيسوف آمالا على فيودور سمولوف المهاجم الذي تجاوز بداية سيئة في مسيرته مع فينوورد الهولندي وإنجي ماخاتشكالا لكنه عاد بقوة مع كراسنودار ليحتل المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري الروسي.
كما يبرز حارس المرمى إيجور أكينفييف كأحد عناصر الخبرة وهو الذي قضى كل مسيرته مع سسكا موسكو ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه أكثر من أي حارس آخر في الدوري الروسي. وشارك أكينفييف في أكثر من 100 مباراة مع المنتخب منذ مباراته الأولى في 2004.
ولم تلعب روسيا مباريات رسمية بسبب تأهلها كبلد مضيف، لكنها خاضت العام الماضي مواجهات ودية مع بعض المنتخبات الكبيرة في العالم.
وفازت روسيا 4 - 2 على كوريا الجنوبية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكنها فشلت في الفوز في خمس مباريات بعد ذلك.وقدمت أداء جيدا عندما تعافت من تأخرها لتتعادل 3 - 3 مع إسبانيا وتخسر 1 - صفر أمام الأرجنتين. وتضع روسيا آمالها على فيودور سمولوف مهاجم كراسنودار في تسجيل الأهداف التي تحتاجها لعبور هذه المجموعة، بينما سيكون أليكسي ميرانتشوك لاعب لوكوموتيف موسكو البالغ عمره 22 عاما مصدر الإلهام في الفريق.
ويعد الحارس إيجور أكينفييف قائد تشسكا موسكو هو الأكثر خبرة برصيد 104 مباريات دولية.

- التشكيلة
> المدير الفني: ستانيسلاف تشيرتشيسوف
> حراس المرمى: إيجور أكينفييف وفلاديمير جابولوف وأندريه لونيف
> مدافعون: فلاديمير غرانات وروسلان كامبولوف وفيدور كودرياشوف وإيليا كوتيبوف ورومان نويشتادر وكونستانتين راوش وأندريه سيمينوف وإيغور سيمولنيكوف وماريو فرنانديز.
> لاعبو الوسط: يوري غازينسكي والكسندر جولوفين وآلان غاجويف والكسندر ايروخين ويوري جيركوف ودالر كوزيياف
ورومان زوبنين والكسندر ساميدوف وأنطون ميرانتشوك والكسندر تاشاييف ودينيس تشيرشيف.
> المهاجمون: ارتيم زيوبا واليكسي ميرانشتوك وفيدور سمولوف وفيدور تشالوف.

- نجم الفريق: فيودور سمولوف
مر المهاجم الروسي فيودور سمولوف بتحول كبير في مسيرته من مادة للسخرية إلى بطل قومي، وستعتمد بلاده المتراجعة فنيا عليه في قيادتها لعبور المجموعة الأولى في كأس العالم لكرة القدم وتفادي حرج الخروج المبكر.
ولم يكن سمولوف على مستوى التوقعات في بداية مسيرته، حيث أحرز خمسة أهداف فقط في الدوري في أول سبع سنوات كلاعب محترف، ووصل إلى أدنى مرحلة عندما هبط مع انجي ماخاتشكالا إلى الدرجة الثانية في2014.
واستبعده المدرب الإيطالي فابيو كابيلو من تشكيلة روسيا في كأس العالم 2014 وتعرض لانتقادات بسبب حياة المشاهير الصاخبة التي يحياها وعلاقته بالمذيعة التلفزيونية فيكتوريا لوبيريفا.
لكنه استعاد سحره في فترة مع أورال في سيبيريا حيث أصبح بطلا بعد مساعدة الفريق على تفادي الهبوط لينتقل إلى كراسنودار الذي تطور معه ليتحول إلى مهاجم مؤثر.
وتصدر سمولوف قائمة هدافي الدوري الروسي في موسم 2015 - 2016 برصيد 20 هدفا وأحرز 18 هدفا في الموسم التالي.
وسجل 14 هدفا حتى الآن هذا الموسم بفارق هدف واحد خلف كوينسي بروميس لاعب سبارتاك موسكو.
وأحرز المهاجم القوي ستة أهداف في آخر 11 مباراة مع المنتخب الروسي من بينهم ثنائية في التعادل 3 - 3 مع إسبانيا في نوفمبر الماضي وهدف في الهزيمة 3 - 1 أمام فرنسا في مارس (آذار).
ويحظى سمولوف البالغ عمره 28 عاما بثقة الجماهير بسبب حماسه مع المنتخب الروسي والذي ظهر بعد بكائه عقب الهزيمة في كأس القارات العام الماضي أمام المكسيك.
ولم تتجاوز روسيا دور المجموعات بكأس العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي لكنها تملك فرصة لو استطاع سمولوف تكرار مستواه مع ناديه في البطولة المقررة في أرضهم وبين جماهيرهم.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.